في عمق صحراء ليبيا الجنوبية يحرس رجال يرتدون زي الجيش خط أنابيب في حقل الشرارة النفطي. وعلي بعد مئات الكيلومترات إلي الشمال يغلق مقاتلون متنافسون المضخات لوقف تدفق النفط. وتبرز المواجهة بشأن حقل الشرارة التحديات المعقدة التي يواجهها وسطاء الأممالمتحدة في السيطرة علي بلد يتجه صوب الحرب الأهلية بين فصائل متحالفة مع مدن متنافسة تسعي للسيطرة. ويعتزم مبعوثو الأممالمتحدة جمع الخصوم الليبيين يوم الثلاثاء لإجراء حوار لكن نطاق الصراع يتسع فيما تزداد الخلافات بين الأطراف المتحاربة بشأن عائدات النفط. ومنذ انتفاضة عام2011 التي أطاحت بمعمر القذافي لم تنعم ليبيا بكثير من الاستقرار لكن الخلافات صتفاقمت بعد أن سيطرت مجموعة تطلق علي نفسها اسم فجر ليبيا علي طرابلس في أغسطس آب وشكلت حكومتها الخاصة وأجبرت رئيس الوزراء المعترف به عبد الله الثني علي الهروب شرقا. وفي الشرارة أحد أكبر حقول النفط في ليبيا يؤمن الحراس مناطق التخزين والمضخات والأنابيب بقيادة ضباط من مصراتة وهي مدينة ساحلية تقع علي بعد ألف كيلومتر إلي الشمال ومعقل لمجموعة فجر ليبيا. وقال محمد سميدع قائد قوة حراسة النفط تم تكليفنا من قبل رئيس الأركان في إشارة إلي القيادة العسكرية المنافسة التي تتحدي رئاسة أركان الثني. وسيطر سميدع علي الحقل مع نحو400 من الحرس في سيارات نصف نقل من طراز تويوتا بعد شهر من انسحاب منافسين من منطقة الزنتان الغربية. ويرتدي رجاله أزياء تحمل شعار الجيش الليبي مثل الكثير من مقاتلي الزنتان. وانسحبت مجموعة الزنتان المتحالفة مع الثني من العاصمة بعد معركة مع فجر ليبيا خلال الصيف. والآن أغلقت صمام أنابيب الشرارة الذي يمر في أراضيها لضمان ألا ينتفع خصومها من النفط. وعلي بعد70 كيلومترا غربي الشرارة يقع حقل الفيل الذي تديره شركة إيني الإيطالية وتملك شركة ريسبول الإسبانية نصيبا فيه. وتحاول حكومة طرابلس إعادة تشغيل الحقل الذي تمر أنابيبه أيضا عبر أراضي الزنتان. ويضع الصراع في ليبيا مجتمعات في مدن ساحلية مثل مصراتة في مواجهة قبائل في المناطق النائية. وحارب الجانبان جنبا إلي جنب للإطاحة بالقذافي في عام2011 لكنهما أصبحا يقتتلان للسيطرة علي البلاد. ويزداد الصراع بين المناطق تعقيدا بسبب التناحر بين القبائل والتوتر بين وحدات سابقة تتبع القذافي وخصوم مناهضين للقذافي وبسبب الاقتتال بين قوات تميل للإسلاميين وقوات قومية. ويحاول كل جانب نيل الاعتراف من دول مجاورة مثل مصر والجزائر وقوي إقليمية في الشرق الأوسط. وتحالف الثني الذي يتهم فجر ليبيا بالاعتماد علي المتشددين الإسلاميين مع اللواء السابق خليفة حفتر الذي يحظي بتأييد القبائل في الشرق وفي الزنتان.