من الصعب بل من المستحيل أن تضيع الألقاب وتتلاشي الأفراح الكروية وتغيب مصر عن منصات التتويج طالما أن النادي الأهلي ينتمي لها ومؤسسة شامخة علي أرضها فعندما يسود الظلام وتسيطر الأحزان ويخفق الجميع وتنهار كل الحصون لاتبقي إلا قلعة الأهلي لتحفظ لمصر- كرويآ- هيبتها وللدولة العريقة مكانتها علي منصات التتويج القارية مهما كانت الأسماء التي توجد علي المستطيل الأخضر وتمثله ومهما كان مستواها. ولا يهم من يعتزل ومن يرحل ومن يصاب ومن يبقي ومن يستمر ومن يدير لأن الأهلي مؤسسة لا تعرف إلا لغة البطولات فهو من يصنعها- النادي- ومن يفوز بها ومن يقدم ويدعم ويصقل المواهب ليكون لديهم القدرة علي فعل المستحيل وتحقيق ما يعجز عنه الآخرون وهذا هو سر عظمة الأهلي وعالميته وتفوقه علي كل أندية العالم في عدد البطولات التي فاز بها عبر تاريخه. وقدر الأهلي أنه علي الدوام يمهد الطريق لغيره من الأندية المصرية وعبقريته أنه دائمآ ما يصعد لمنصات التتويج العاصية التي يعجز عنها غيره ولا يسبقه لها أحد قبله لانه ليس كأحد فمن المستحيل أن يرفضه لقب وأن يتمنع عنه كأس أو تضل بطولة عن الجزيرة بعدما حقق اللقب الصعب الغائب عن الكرة المصرية الذي ظل طويلآ يتمنع ويعيش حالة من الدلال علي البلاد حتي جاء الأهلي فأطاح بكل ذلك وحصد كأس الكونفدرالية بعد فوزه علي سيوي سبورت الإيفواري1- صفر في مباراة العودة التي أقيمت بينهما مساء أمس بإستاد القاهرة وسط حضور جماهيري غير عادي وتشجيع طال الشوق إليه وإنتظرناه طويلآ ليستفاد من هدف لقاء الذهاب الذي سجله وإنتهت به المواجهة في كوت ديفوار بخسارته2-.1 عبقرية الأهلي تجلت في أروع صورها أمس فهي لم تكن فنية ولا تنظيمية وإنما في روح امتاز بها الأهلي وفي عقليات لا تعرف اليأس ولم يتسرب لها علي الإطلاق الملل وظلت تلعب وتكاقح وتجاهد وتبذل الجهد رغم الفارق بينها وبين المنافس في الإمكانات والقدرات حتي الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع للشوط الثاني الذي شهد هدف عماد متعب الوحيد التاريخي والأغلي للكرة المصرية. جاء الشوط الأول متوسط المستوي امتلك الأهلي الكرة في فترات كثيرة منه وكان الأكثر إستحواذآ علي الكرة ولكن دون عقل مفكر أو أسلوب عمل محدد ومنظم سببه الأساسي ضعف القدرات الخاصة باللاعبين خاصة في وسط الملعب فلا أحد منهم يمتلك قدرات فذة أو إمكانات خاصة تمنحه القدرة علي القيادة والتحكم في اللعب فكلهم بلا إستثناء ليسوا أكثر من مساعدين يساندون ولكنهم لا يقودون ولا حتي يملكون الحلول الفردية الكبيرة بما فيهم وليد سليمان فهو لاعب دائمآ يبحث عن من يساعده وفي المستويات العالية يكون من الصعب أن يصنع الفارق الكبير ويمنح الثقة للزملاء في المواجهات الإستثنائية. وإذا كان هذا هو حال وليد سليمان فإن حسام غالي وعماد متعب بديا وكأنهما يبحثان عممن يساعدهما للظهور بشكل جيد وليس العكس بعدما تجاوزتهما سرعة اللعب وقوة الخصوم بشكل كبير فظهرا غير قادرين علي الإلتحام ولا كسب أية كرة مشتركة ولا صراع سرعة مما أدي لمشكلات كبيرة وضخمة للأهلي في الشوط الأول الذي لم تكن هناك خطورة كبيرة علي مرمي سيوي سبورت الإيفواري. ومن غير الإنصاف ومن الظلم تحميل المدير الفني للأهلي الأسباني حاريدو مسئولية إشراك لاعبين إنتهي عمرهما الإفتراضي ولا الدفع بمن هم في مستوي متواضع وتنقصهم الجاهزية في ظل النقص الكبير والضخم في صفوفه سواء لظروف القيد والإيقافات أو الإصابات مما دفعه لأن يبدأ بتشكيل إضطراري وبقائمة بدلاء غير مكتملة وناقصة لم يكن تضم إلا خمسة لاعبين من بينهم حارس مرمي هم مسعد عوض وصبري رحيل المصاب أساسا وأحمد خيري ومحمد فاروق وعبد الله السعيد العائد من إصابة أبعدته عن الملاعب شهور طويلة. وهذا القوام من اللاعبين وهذه الأوراق لا تسمح لأحد بإجراء أية مناورات ولا أن يطمع في أكثر من فوز يأتي بأي شكل حتي لو كان علي حساب جودة الأداء وجمال التكتيكات وتنفيذ الخطط ومثالية تطبيق طرق اللعب بل يكون الطموح في مساندة الحظ حتي يعوض النواقص وما أكثرها في فريق الأهلي في الموسم الحالي الذي يمر بمرحلة إعادة بناء إحبارية.. خاصة عندما يكون في مواجهة فريق كبير يمتلك من النجوم أصحاب الإمكانات والقدرات الخاصة الكثير مثل سيوي سبورت. وبدأ الأسباني جاريدو المباراة بالطريقة الرقمية4-2-3-1 وبتشكيل مكون من أحمد عادل عبد المنعم في حراسة المرمي وأمامه الرباعي سعد سمير ومحمد نجيب وباسم علي وشريف عبد الفضيل.. وثنائي الإرتكاز حسام غالي وحسام عاشور.. وثلاثي الوسط المهاجم رمضان صبحي وووليد سليمان وموسي يدان.. وعماد متعب رأس حربة. وفي المقابل فإن سيوي سبورت لعب بالطريقة الرقمية4-3-2-1 وبتشكيل مكون من جيان أموشي وأوتارا ويويوي ونجوران وبامبا.. وفي وسط الملعب ثلاثي الإرتكاز سوليماني وراؤول وكاميني.. والثنائي المهاجم كوفي وهيرمان كواو ورأس الحربة روجيه أسالي. وقدم لاعبو سيوي سبورت أداء جيدآ لحد كبير في الشوط الأول وكانوا علي المستوي التنظيمي أفضل والأخطر عند إمتلاك الكرة ووصلوا بسهولة لمرمي أحمد عادل عبد المنعم ووجد دفاع الأهلي مشكلات في مواجهة الهجمات المضادة للإيفواريين التي أزعجت الأهلي كثيرآ وهددته في ظل شراستها وتنفيذها بكثافةرعددية عالية وبلاعبين يحسنون التحرك والإنتشار. وكل هذه الأسباب في كفة ومشكلات الأهلي الفنية في أخري خاصة في وسط ملعبه الذي كان عبئآ بشكل كبير ولم يساعد دفاعه في الضغط والإستخلاص ولاحتي حاول إزعاج أو مضايقة المنافس الذي وجد لاعبوه المساحات الواسعة الخالية للعب والتحرك والتوغل خاصة وأنهم إمتلكوا السرعات وأهمها القدرة علي الجري بالكرة رالتعامل مع المساحات الخالية وفي المواقف الفردية من روجيه إسالي وكوفي وراؤول وهيرمان كواو. والسبب الرئيسي في المساحات الفارغة الشاسعة التي منحت سيوي القدرة علي السيطرة وشن هجمات مؤثرة خطرة تمثل في أن جاريدو إعتمد علي لاعبي إرتكاز هما حسام غالي وحسام عاشور كان الأول أبعد ما يكون للدفاع فصنع للمنافس المساحات وقدمها له علي طبق من ذهب ليس ذلك فقط بل أن ثلاثي الوسط المهاجم رمضان صبحي ووليد سليمان وموسي يدان لم يقوموا بولجبات الارتداد لغلق المساحات وتشكيل زيادات عددية فكان عمليآ علي أرض الملعب لا يدافع في الثلث الأوسط إلا حسام عاشور وهي مساحة أكبر من قدراته وإمكاناته ليشغلها بمفرده. وأظهرت الفرصة الضائعة وضربة الرأس التي مرت بجوار القائم أن الأهلي لديه مشكلات دفاعية بالجملة حتي أن سيوي سبورت ضاعت منه أكثر من فرصة أهمها في الدقيقة29 عندما نفذ كوفي رمية أوت داخل منطقة الجزاء وصلت للمهاجم هيرمان الذي هيأها بكعبه لراوؤل مررها لأسالي سددها من علي بعد خطوات من المرمي إرتطمت في العارضة وتحولت لضربة مرمي. ويضغط الأهلي في آخر عشر دقائق لكن دون جدوي بإستثناء كرة تسلمها رمضان صبحي من الناحية اليسري ومر بإقتدار ولعب عرضية لم تجد المتابع فعماد متعب لم يكن في تركيزه ولا وليد سليمان تقدم بشكل جيد ولا شغل موسي يدان مركز رأس الحربة لتخرج خارج الملعب لرمية أوت لينتهي الشوط الأول بالتعادل صفر- صفر. ويبدأ الشوط الثاني بضغط غير عادي ورهيب من الأهلي لكن دون تنظيم أو لاعب لديه القدرة علي صناعة الفارق رغم السيطرة شبه المطلقة والتي أسفرت عن فرصة من تسديدة لموسي يدان أنقذها خط الدفاع قبل أن تتجاوز خط المرمي.. ويدخل حسام غالي منطقة الجزاء ويتعرض للعرقلة ويتغاضي الحكم عن ضربة جزاء ثم يتبعها عماد متعب بتسديدة يمسكها الحارس جيان أموشي. ورغم ذلك ظلت هجمات سيوي سبورت المضادة تشكل صداعآ وخطورة- ما بعدها خطورة- وشراسة للحد الذي كان فيه نجومه علي يقين من قدرتهم علي التسجيل في أي وقت وهو ما دفعهم للعب برعونة شديدة وبلامبالاة عند الإنهاء وكأنهم في ثقة وعلي يقين من أن الكأس لهم وهو ما أدي في النهاية لعقابهم ففي الكرة قاعدة ذهبية أن من لا يسجل ويهدر الفرص تهتز شباكه حتمآ.. وكاد سيوي يسجل في الدقيقة العاشرة عندما إنطلق كودجو من الناحية اليسري ودخل منطقة الجزاء ولعب عرضية سددهاهيرمان مرت فوق العارضة. ويحاول الأهلي ويعتمد وليد سليمان علي قدراته وإمكاناته الخاصة ويطلق تسديدتين في الدقيقتين20 و35 الأولي كانت صعبة وحولها الحارس بإقتدار لضربة ركنية والثانية مرت بجوا. القائم.. ويرد أسالي في الدقيقة45 بتسديدة تمر بجوار القائم خطفت القلوب والأبصار. ويحتسب الحكم الموريشي ست دقائق كوقت محتسب بدلآ من الضائع يضغط فيه الأهلي بقوة ويميل أداء سيوي للإحتفال فلم يكن يظن أحد منهم أنه لن يصعد لمنصة التتويج ويخطأ الحارس في إلتقاط إحدي الكرات ويتعرض وليد سليمان للعرقلة لا يحتسبها الحكم ضربة جزاء بشكل غريب ويسدد عماد متعب ينقذها الدفاع وتأتي الدقيقة السادسة لينطلق وليد سليمان من الناحية اليمني ويلعب عرضية تمر من المدافعين ويسددها عماد متعب برأسه داخل المرمي مسجلآ أغلي أهدافه في مشواره وهدف اللقب الغائب عن مصر كلها ليطلق الحكم بعده صافرته معلنآ فوز الأهلي1/ صفر ويحصد أول كأس للكونفيدرالية له ولمصر. السيسي يهنئ الأهلي ويشيد بجمهوره وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي التهنئة للنادي الأهلي لفوزه ببطولة الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم, مشيدا بالروح العالية التي تمتع بها الفريق, بما يعكس روح العزيمة والإصرار التي يتحلي بها الشعب المصري. كما أشاد الرئيس بجمهور النادي الأهلي ووقوفه إلي جانب فريقه حتي تحقيق الفوز. الجماهير امتياز أكد فتحي مبروك أن النادي الأهلي دائما مصدر السعادة للجماهير المصرية وفاز ببطولة غالية في الوقت الذي يمر فيه بمرحلة الاحلال والتجديد بما يعني أن الفوز بهذه البطولة سيفتح الطريق لبطولات أخري في المستقبل القريب بعد أن أثبت اللاعبون وخاصة الشباب قدرتهم علي التعامل مع البطولات. وأضاف مبروك أن الفرص الكبيرة التي أضاعها فريق سيوي سبورت كانت اشارة واضحة أن عنصر التوفيق تخلي عنهم وأن الحظ ابتسم للاعبي الأهلي بفضل الشكل المبهج والحناجر التي لم تهدأ في المدرجات وهي فرصة لعودة الجماهير مرة أخري في المدرجات بعد أن نجحت الجماهير بامتياز في التشجيع المثالي.