في الوقت الذي كشفت فيه وكالة أسوشيتد برس, في28 نوفمبر الماضي, عن وجود مرتزقة أمريكيين ضمن صفوف تنظيم القاعدة وأن هذا الأمر لا يعد فضيحة بالنسبة لواشنطن بقدر ما هو مشكلة, أشار موقع جلوبال رسيرش إلي أن الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش هي أكبر اكذوبة. فلكي تتمكن واشنطن من تنفيذ سياستها وشن حروب عديدة في العالم لحماية شواطئها, رأت أنه يجب ترويج مفاهيم لتبرير هذه الحروب, وأن العمليات التي شنتها داعش في العراق في يونيو2014 ما هي إلا جزء من مخطط عسكري استخباراتي خططت له الولاياتالمتحدة سرا مع حلف الناتو وإسرائيل, وبذلك تصبح الولاياتالمتحدة هي الكفيل الأول للإرهاب في العالم, حسبما ذكر الموقع. فقد دعمت واشنطن تنظيم القاعدة وروافده منذ ما يقرب من نصف قرن وذلك منذ بداية الحرب السوفيتية الأفغانية. وأعدت وكالة الاستخبارات المركزية معسكرات تدريب في باكستان في الفترة ما بين عامي1982 و1992, كما جندت المخابرات المركزية الامريكية السي آي إيه(35) ألف مجاهد من(43) دولة إسلامية لما يسمي بالجهاد في أفغانستان. كانت البداية مع الرئيس الأمريكي رونالد ريجان الذي دعمهم ولقبهم ب( مقاتلي الحرية) وزودهم بالسلاح وذلك لمواجهة الاتحاد السوفيتي السابق, كما طبعت جامعة( نبراسكا) الأمريكية آنذاك علي نفقتها منشورات ووزعتها علي الطلاب في أفغانستان وكانت تحتوي علي صور عنف وتدريبات علي القتال. ثم جند السي آي إيه أسامة بن لادن عام1979, مع بداية الجهاد الأفغاني وتم تدريبه في معسكرات المتمردين كي يكون تنظيم القاعدة هو شرارة واشنطن لما يسمي بالحرب ضد الإرهاب. لم يكن تنظيم الدولة الإسلامية إلا أحد أفرع تنظيم القاعدة الذي أسسته الاستخبارات الأمريكية بالتعاون مع نظيرتيها البريطانية والإسرائيلية. وخلال الثلاثة أعوام الماضية, شاركت عناصر تنظيم داعش في الاضطرابات التي حدثت في سوريا ضد حكومة الأسد وتم ذلك بدعم أمريكي وحلف الناتو. وذكر موقع( دبكا) الإسرائيلي, في14 أغسطس2011, أن حلف الناتو وتركيا كانا مسئولين عن تجنيد مرتزقة تنظيم الدولة الإسلامية منذ بداية الأزمة السورية في مارس2011, وذلك للوقوف إلي جانب السوريين في ثورتهم ضد نظام الأسد. كما شارك خبراء عسكريون, لحساب البنتاجون, في تدريب عناصر التنظيم علي كيفية استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا, وفقا لمسئول أمريكي و كذلك العديد من الدبلوماسسين لقناة سي إن إن في9 ديسمبر.2012 وذكر موقع جلوبال رسيرش أن أغلب عناصر تنظيم داعش الذين جندتهم واشنطن مجرمون وكانوا سجناء وتم إطلاق سراحهم بشرط الانخراط في التنظيم الارهابي, واستشهد الموقع بالتقاط العديد من الصور للسيناتور جون ماكين مع قادة التنظيم في سوريا. وفي الآونة الأخيرة, ألقت الولاياتالمتحدة بأسلحة لعناصر التنظيم, ثم أعلنت أن ذلك حدث من قبيل الخطأ غير المقصود, في حين أنها تدعمهم عسكريا بالفعل, وأن الهدف ليس التنظيم الارهابي في حد ذاته بقدر ما هو البنية التحتية العراقية والسورية, وخاصة مصانع تكرير البترول وأهداف استراتيجية أخري في المنطقة. وأوضح ميشيل شوسودوفيسكي رئيس مركز أبحاث العولمة أن جماعة بوكو حرام النيجيرية والشباب الصومالية, والجماعة الإسلامية في ليبيا, وتنظيم القاعدة في المغرب العربي, والجماعة الإسلامية في إندونيسيا, كلها جماعات تعمل بدعم من أجهزة الاستخبارات الغربية, وأن المظاهرات التي إندلعت في الصين ما هي إلا صنيعة أمريكية لإحداث اضطرابات سياسية. وفي كتابه الصادر حديثا الصحفيون المأجورون قال أودو أولفكوته رئيس التحرير السابق لصحيفة فرانكفورتر الجمينية الألمانية, إن السي أي ايه هو الذي يتحكم في صحف أوروبا, و أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي أكبر خطر علي السلام العالمي.