الخوف من الفشل.. إحدي الآفات الكبري التي تداهمنا.. تخنق كل الرغبات قبل ولادتها.. فتنتابنا الحسرات, وهذه آفة ثانية.. مفتون بتلك السمراء المغوية والمعجونة بالشبق والأنوثة, والجمال الهادئ العطوف.. عيناها النجلاوان أكثر التماعا من النور.. تشمخ فيها المحاسن التي تعلو منبتا ودوما.. الفرد منا لا يستطيع إيصال رسالته بشكل مختصر ومفيد.. لأنه لا يزال يفتقد اللغة السليمة في الحوار.. لذلك غدت الثرثرة دلالة علي البلاغة العقيمة.. لم يكن لديه هموم ولا شكوي.. حتي أصابته جرثومة الحب التي تدخل دورتنا الدموية فتجعلنا أكثر بهجة ونضارة.. لا يدري كيف واتته شجاعة البوح بمكنونات صدره..!! لتكون له المسرة ويكون نجمها الذي لا ينطفئ.. الحب في حالات كثيرة يكون مسرة للنفس والجسد.. تشف به الروح ويتفتح الجسد.. كانت ضمن المتدربات علي كيفية مواجهة التحرش.. وكان هو الضابط المنوط بالتدريبات في أحد النوادي الرياضية.. تتضاعف الأوجاع فقط حين يكون الإنسان وحيدا.. وهو لم يعد وحيدا.. بعد أن حاصرته العينان النجلاوان.. النسائم تنداح فتلطم أوراق الخريف الماضي المتجمدة فتتبعثرها.. حتي تغيب عن النظر.. تمت خطبتهما في جو عائلي ضم لفيفا من الأصدقاء.. لأول مرة يفتح نوافذ غرفته ليطل نسيم الصباح الرطب.. ليستنشق عبير الأزهار المتصاعد من المروج.. والذي بدت ألوانه تخلب الألباب والنواظر.. والتي لم يرها أبدا في مثل هذا الجمال.. انه الحب الذي يشع بهجة وسعادة أينما وجد.. كانت الأحداث متلاصقة بعد ثورة الثلاثين من يونيو.. وفي احتفالية لانتخاب السيسي رئيسا للبلاد.. وقعت حادثة الاغتصاب المروعة في ميدان التحرير أثناء تلقي العلاج بالمستشفي.. والتي بسببها كانت التدريبات علي مواجهة التحرش وتغليظ العقوبات.. لم يتوقف المتاجرون بالدين عن الخسة والندالة في محاولات ترويع المصريين بقتل الجنود بقنابل بدائية الصنع وإطلاق الرصاص علي أفراد الشرطة والمواطنين.. ولأنه واحد من رجال العمليات الخاصة.. فقد اعتذر عن استكمال تدريبات مواجهات التحرش.. لاستدعائه في مأمورية لمداهمة وكر إرهابي.. وكأن القدر لا يحالف إلا ليغدر.. يستشهد ضابط العمليات الخاصة واثنان من الجنود.. ما أبشع أن يكون العدو بداخلنا.. ينتقل بيننا كخفافيش الظلام.. يزرع قنبلة أسفل كوبري أو جوار مدرسة.. يحرق سيارة للشرطة أو أتوبيس نقل عام.. الإرهاب لا وطن له.. تدمع عين السمراء, وهي تقرأ في كراسة الشهيد التي أهداها إليها قبل استشهاده بيومين: كل ما أعرفه أني أموت/ مضغة تافهة/ في جوف حوت..كلمات للشاعر خليل حاوي.. خط سطرا بالقلم بعدها كتب: كنت قبل وجودك روحا هائمة تبحث عن نصفها الفعال.. عندما وجدته فيك.. استكانت روحا وهدأت.. تصرخ: مثلك لا يموت.. لأنك بذرة تحمل جينات الثورة والحلم والبطولة.. دمك الزكي مزروع في أرض متحفزة.. استكانت روحك وهدأت.. وانتصرت لموتك.. وحدثت المعجزة. محمد محمود غدية/ المحلة الكبري [email protected]