خلال فترة الركود السياحي الماضية تعرض عشرات العاملين في الفنادق العائمة والثابتة والبازارات السياحية الكبيرة إلي التشرد والطرد من العمل والاستغناء وانتشرت في الأقصر البطالة وتسببت في إثارة مشاكل كبيرة للعاملين في المجال السياحي ما بين عدم المقدرة علي تسديد رواتب العاملين بالإضافة إلي الإيجارات وفواتير الكهرباء والمياه مع النشاط الملحوظ في حركة. ولكن السياحة بدأت عجلة الحياة في الدوران بالمناطق السياحية فيما بالأقصر بقيت مشكلة البطالة وحلم العشرات من الشباب في الحصول علي فرصة عمل من خلال تملك بازار سياحي باعتبار أن العمل الوحيد لأبناء الأقصر هو السياحة فقط نتيجة لعدم وجود مدن صناعية توفر فرص عمل بديلة عن السياحة, ولكن علي الرغم من وجود أكثر من150 بازارا سياحيا في ساحة معبد الكرنك, وكورنيش النيل مغلقة بالضبة والمفتاح رغم أنها كلفت الدولة ملايين الجنيهات في مشروع تطوير ساحة المعبد والكورنيش إلا أنها حتي الآن, ولم تستغل مما أثار تساؤلات أبناء الأقصر حول سبب عدم طرحها للإيجار بعد أن أصبحت عرضة للإهمال. الأهرام المسائي تجولت في المنطقة ورصدت مدي الإهمال الذي أصاب هذه البازارات التي تركت دون استغلال في الوقت الذي يعاني فيه أبناء الأقصر من البطالة والبحث عن فرصة عمل. يقول كريم طواب خريج كلية تجارة بدون عمل تمت إزالة البازار السياحي الذي كان يملكه والدي في ساحة معبد الكرنك وتلقينا وعودا من المحافظة بتعويضنا بأحد البازارات الجديدة, ولكن حتي الآن لم نحصل علي شيء رغم أن البازارات السياحية التي تم انشاؤها خلف معبد الكرنك وعلي طريق كورنيش النيل غير مستغلة, وهي من الممكن أن توفر المئات من فرص عمل للشباب الذي يبحث عن عمل ويضيف كلما استفسرنا عن مصير هذه البازارات يقولون سوف تطرح في مزاد, وحتي الآن لم يعلن عنه, ونطالب محافظ الأقصر تسليم هذه البازارات لشباب الخريجين من أبناء الأقصر كمشروع لإيجاد فرص عمل للشباب بدلا من البطالة. ويقول صابر عبد الراضي بدون عمل كنت صاحب بازار سياحي في الغردقة, وتركته بعد أن تراكمت علي الإيجارات خلال فترة الركود السياحي في أعقاب ثورة25 يناير, وعدت إلي الأقصر والآن أبحث عن فرصة عمل وأملي الحصول علي بازار سياحي أكل منه عيش. في بلدي ووسط أولادي بدلا من الغربة سواء في ساحة معبد الكرنك أو في كورنيش النيل مشيرا إلي أن وجود هناك عشرات البازارات مصيرها مجهول بالأقصر. ويوضح ياسر عبده حاصل علي دبلوم بدون عمل أن البازارات السياحية المقامة خلف معبد الكرنك تحتاج إلي تعديل بسيط حتي تسوق للسياحة علي أن يتم تعديل فتحة البازار بحيث تكون إلي داخل ساحة المعبد بدلا من فتحتها خارج الساحة بالشكل الحالي. ويشير إسماعيل بربري حاصل علي دبلوم عاطل إلي أن هذه البازارات مهملة منذ سنوات وهو ما يعد إهدارا للمال العام للدولة في الوقت الذي يحتاج منه الشباب لمصدر رزق ونطالب الدولة والمسئولين التفكير في حل أزمة البطالة المنتشرة بين أبناء الأقصر عن طريق مساعدة الشباب علي إقامة مشروع من خلال البازار السياحي والذي يوجد فرصة عمل لأكثر من شاب في مشروع واحد. ويقول منير يسري مدير عام وزارة التضامن الاجتماعي سابقا من خلال هذه البازارات من الممكن أن نوجد الآلاف من فرص العمل للشباب من الجنسين سواء الذين حصلوا علي فرص للتدريب علي مهن في صناعة السجاد والنحت في مراكز التدريب بالبيت الحضري والبيت النوبي, وكلهم يبحثون عن مكان لتسويق منتجاتهم من هدايا السياح, وفي الأقصر ليس هناك عمل سوي السياحة, ولكن المكان هو العقبة لابد من تعاون المحافظة في معرفة مطالب ورغبات الشباب الباحث عن فرصة عمل وأطالب بإتاحة الفرصة أمامهم وأن تطرح هذه البازارات للشباب بدلا من طرحها في مزادات لم يستطع الشباب الدخول في منافسة مع كبار المستثمرين الذين يستولون عليها وتظل مشكلة البطالة قائمة في الأقصر مشيرا إلي ضرورة أن يكون إيجاد فرص عمل للشباب أولوية لدي مسئولي المحافظة لطرح هذه وقال ننادي هذا بطرح المشروعات لشباب الخريجين الباحثين عن إقامة مشروع صغير علي أن يسوقوا مشروعاتهم الصغيرة من الكليم والسجاد وهدايا السائحين من خلال هذه البازارات. من جانبه قال العقيد محمد مفتاح مدير المتابعة الميدانية. بمحافظة الأقصر إن هذه البازارات تم طرحها بشكلها الحالي, ولم يتقدم أحد من الشباب وخاصة أن المشكلة كانت في أزمة السياحة السابقة, وليس لدينا مانع من تعديل فتحة هذه البازارات تمهيدا لطرحها للشباب من أجل حل مشكلة البطالة.