جلسة مثيرة ومهمة من المقرر أن يعقدها مجلس الوزراء اللبناني غدا, ولا يعود ذلك لكثرة عدد الملفات المتراكمة والتي تتجاوز300 بند, ولكن لان الجلسة تأتي تحت الحصار والتهديد المباشر من حزب الله الذي يطالب بقرار فوري حول ما يسميه شهود الزور, رافضا التأجيل خوفا من صدور القرار الظني للمحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال رفيق الحريري. لم تنجح العواصف الثلجية التي ضربت بيروت والمدن اللبنانية وخلفت وراءها خسائر فادحة في الارواح والممتلكات, في تخفيف التوتر السياسي الذي يزداد سخونة ويصل إلي مراحل تتحدث وبشكل مباشر عن عمل عسكري قد يقدم عليه حزب الله علي غرار ما حدث يوم7 مايو عام2008 عندما اجتاحت عناصر الحزب العاصمة بيروت. والمثير للدهشة حقا أن الشيخ حسن نصر الله قد اصدر اوامره لميلشياته للقيام بعمليات انقاذ عاجلة للمتضررين من الطقس السيئ وبصورة موازية للدولة وكان الاجدر به أن يضع امكاناته تحت تصرف الأجهزة المعنية, والرسالة هنا واضحة وتعزز المخاوف من تلك المقارنة المتعمدة التي يلجأ اليها ليؤكد للرأي العام انه الأفضل في رعاية مصالح الشعب اللبناني بما لديه من اموال إيرانية. كل هذه الاجواء تحيط بجلسة مجلس الوزراء إذا قدر لها الالتئام وما لم يقرر سعد الحريري أن يتجاهل البنود المفخخة ويكرس جهوده لقضايا أخري. والكلمة الحاسمة في الوضع اللبناني ستظل رهينة التطورات المتعلقة بإيران ومباحثاتها مع الدول الكبري وذلك لان حزب الله وأسلحته التي يصوبها إلي الجميع ادوات يجري التحكم فيها من طهران. ومن الصعب علي الشيخ حسن أن يسبق الامور ويقرر منفردا مواجهة الدولة اللبنانية لما سيعقب ذلك من ردود فعل سلبية في الداخل والخارج, ولن يستطيع زعيم حزب الله أن يبررر فعلته مهما امتلك من بلاغة فقدت بريقها وانكشف رصيدها ولم يبق إلا اشهار افلاسها. muradezzelarab@hotmailcom