أثناء زيارتي لعدد من مدارس مدينة دمنهور فوجئت بطابور من تلاميذ المدارس الابتدائية يهتفون تحيا مصر كما لاحظت دهان الأسوار ورسم علم مصر عليها إلي جانب القيم الوطنية المكتوبة عليها بخط فني جاذب للأعين فغاية مانسعي إليه كمصريين أن تعود الوطنية وغرس الانتماء والقدوة لدي المصريين ولن يتأتي ذلك إلا من خلال المدارس التي يجب أن تحترم تحية العلم وتحتوي مناهجها علي أساليب تربوية تغرس القيم الإيجابية ويمكن أن يكون من خلال الكتاب المدرسي أو من خلال الأنشطة داخل المدارس, بداية من انضباط طابور الصباح وتحية العلم والإذاعة المدرسية ودائما ما يتم الحكم علي مستوي المدرسة من انضباط طابور الصباح لانه عنوان وشعار المدرسة وعندما طالبت بعودة ضباط القوات المسلحة لتعليم الأولاد المفاهيم العسكرية والانضباط واجهت هجوما بأنني أنادي بعسكرة المدارس رغم اننا نعلم جيدا أن الهدف هو عودة الانضباط للمدرسة كما طالبت بعودة الانشطة الرياضية وإقامةالمنافسات بين الفصول ومدارس الإدارة مما يساعد علي نجاح الطالب خاصة بالمرحلة الثانوية في تفريغ الطاقة الزائدة فيما ينفع بدلا من تفريغها في العنف الذي أدي إلي انتشار تلك الظاهرة بعد تدمير الملاعب في بناء الفصول ووقف تعيينات مدرس التربية الرياضية وكأنهم زيادة لامعني لها واستبداله بمدرس مادة ثقافية سواء كانت رياضة أو لغة إنجليزية أو عربية مما أدي إلي ضياع هيبة المعلم وانتشار ظاهرة العنف سواء بين الطلاب وبعضهم أو الطلاب مع المعلمين فاول شيء يجب أن يسعي إليه القائمون علي العملية التعليمية هو عودة الانضباط للمدرسةمرة أخري. وما أتحدث عنه من غرس القيم في نفوس أولادنا قدمته وزارات الشباب والرياضة والتعليم والأوقاف في كراسة القيم التي جاءت فكرتها مني للمهندس خالد عبد العزيز وتحمس لها وتم تشكيل لجنة ضمت مندوبين عن الوزارات الثلاث وصاحب الفكرة وتم إعداد المفاهيم والقيم الإيجابية في حياتنا ليتم تدوينها في هوامش الكراس وعلي الغلاف الخلفي للكراس ليتم توزيعه بالمجان علي جميع تلاميذ المرحلتين الابتدائية والإعدادية وطلب وزير الشباب بطباعة مليون نسخة توزع بالمجان علي جميع تلاميذ مصر وأتمني أن تتضمن مناهج تلك المرحلة هذه المفاهيم وتدرس من خلال معلم الفصل فهي البداية الحقيقية لعودة الانتماء لأبنائنا من خلال تعاون مشترك بين ثلاث وزارات من أهدافها بناء الشخصية المصرية. ومن الأشياء الجميلة أن إدارة التعليم المدني بوزارة الشباب أخذت علي عاتقها تنفيذ الفكرة وتوزيع الكراس علي المدارس من خلال القوافل التعليمية التي تجوب المحافظات ولم تعتمد علي وزارة التعليم في عمليات التوزيع التي لديها خرائط المدارس في مصر, ومن الأشياء الجميلة أنها نجحت في تنفيذ مشروعات مشتركة مع عدد من الوزارات كلها تصب في غرس القيم في نفوس شبابنا واتمني أن تاخذ وزارة التعليم بجد ية مشروع وزارة الشباب بوضع تلك القيم في المناهج الدراسية إذا كنا بالفعل جادين في عودة الانضباط لمدارسنا كما يجب إعادة النظر في عودة الندوات الدينية والثقافية للمدارس لإعادة المفاهيم مرة اخري.