ترتفع التساؤلات حول الدور الإسرائيلي في نشر وثائق ويكيليكس علي الرغم من عدم وجود أدلة قاطعة تثبت مثل هذا التورط, ولكن القراءة المتأنية لمضمون التسريبات تثير الدهشة لخلوها من مساحات مهمة وواسعة تتعلق بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية الحافلة بالأسرار بالنظر إلي التحالف القوي بينهما والتأثير المباشر علي مجمل الملفات والقضايا التي تخص منطقة الشرق الأوسط وفي مقدمتها عملية السلام. ويبدو أن الوثائق قد اعتبرت حتي الآن, أن الشأن الإسرائيلي من المناطق المحظورة باستثناء ما يدعم توجهات الدولة العبرية, ويؤكد صواب سياساتها في المنطقة. ولا يمكن القبول بأن التناول الضعيف لمثل هذه العلاقة التي تمثل تحالفا استراتيجيا يعود إلي عجز الموقع الذي استطاع اختراق البيت الأبيض ووزارة الخارجية عن الوصول لأدق الأسرار الإسرائيلية. ومن المؤكد أن هناك آلاف الوثائق التي تتناول الحروب الأخيرة والأجواء التي صاحبتها, كذلك لم تنشر وثيقة واحدة عن تعرض المصالح الأمريكية لمخاطر حقيقية نتيجة الانحياز المطلق لإسرائيل والدعم اللامحدود من جانب واشنطن للطرف المعتدي الذي أسقط من حساباته القرارات الدولية, ويمارس الحصار والقتل ومصادرة الأراضي الفلسطينية ليقيم المستوطنات عليها متحديا الرئيس أوباما بصفة شخصية, فضلا عن العالم بأسره. أليس في ذلك كله وحوله وثائق متبادلة تظهر الضيق والغضب الأمريكي من السلوك الإسرائيلي المتعجرف؟ ولن نتحدث عن ملابسات أخري تنتظر الإعلان عن حقيقتها ومنها علي سبيل المثال لا الحصر ما حدث للزعيم ياسر عرفات وكيف تم التخلص منه بعد رفضه الاستسلام للشروط الإسرائيلية. ويكيليكس تجاهل المنطقة المحظورة, وهذا يعزز الاعتقاد بوجود بصمة إسرائيلية في مكان مسرح جريمة القرصنة الالكترونية. وللحديث بقية. muradezzelarab@hotmailcom