واصل الفريق الأول لكرة القدم بالأهلي مسلسل نزيف النقاط وخسر نقطتين جديدتين في مشواره للحفاظ علي لقبه بعد تعادله مع الأسيوطي الصاعد حديثا صفر- صفر في المباراة التي أقيمت بينهما عصر أمس بأسيوط ليخسر النقطة الرابعة علي التوالي والسابعة له في الموسم الحالي رغم أنه لم يلعب إلا أربعة لقاءات فقط. فاز في واحد وخسر آخر وتعادل في اثنين لتبقي مهمته في المنافسة صعبة وليس في الإبقاء علي الدرع بالجزيرة إذا استمر بهذا السوء ويصبح مستقبل مديره الفني جاريدو في قيادة الفريق في خطر إذا فشل في استعادة الانتصارات. لم تكن المباراة جيدة وقدم اللاعبون عرضا غاية في السوء حتي الحكم شريف رشوان كان في حالة بدنية وفنية غير عادية شاركه فيها مساعداه ويكفي أنهما ارتكبا مجموعة من الأخطاء بالتغاضي عن ركلة جزاء وإلغاء هدف صحيح واحتساب أكثر من تسلل وهمي علي الأهلي تستوجب إيقافهما وحرمانهما من إدارة مباريات لفترة طويلة حتي يذاكرا قانون اللعبة جيدا ويستردا لياقتهما البدنية والذهنية, بعدما تكفلا بمنع أي إثارة أو تشويق في لقاء أمس باستثناء جرأة طرد وليد سليمان. جاء الشوط الأول سييء المستوي من الفريقين لم يقدما خلاله ما يرقي لفنون الكرة ولم يلعبا بخطط ولا بتكتيكات وإنما كان الأداء عشوائيا وأشبه بعملية كر وفر من اللاعبين ومحاولات فردية لم تزد عن المراوغة التي لم تساعد علي إتمامها بنجاح الأرضية السيئة للملعب غير المستوية التي أعاقت التحركات رغم ندرتها ومحاولات البناء المنظمة للهجمات المحدودة. ومن الظلم تحميل أرضية الملعب سوء الأداء من الفريقين بمفردها وإنما وضح بشكل كبير أن الجهاز الفني لكل فريق سواء الألماني ستيفن جيرارو في الأسيوطي أو جاريدو في الأهلي لم يكن لديه ما يمنحه للاعبين للتحرك الجيد وللربط بين الخطوط وللعب بإستراتيجية محددة واضحة وبفلسفة لا يمكن الحياد عنها و بواجبات يتم تنفيذها بدقة. وفي حالة الأسماء والقدرات التي وجدت في التشكيل الأساسي لكل فريق سواء الأسيوطي أو الأهلي فإن غياب الجماعية والواجبات والفلسفة والإستراتيجية فإن اللعب يكون شديد العشوائية نادر الفرص علي المرميين بلا إثارة علي الإطلاق وهو ما حدث بالفعل أمس بعدما وضح ضعف القدرات البدنية والفنية للاعبين وغياب الوعي والنضج لديهم وافتقار الغالبية للمهارات الأساسية والإمكانات الفردية الخاصة. وبدأ الأسيوطي المباراة معتمدا علي الطريقة الرقمية1/2/3/4 وبتشكيل مكون من مصطفي حسن في حراسة المرمي وأمامه الرباعي محمود حسن شديد وحسن مجدي وأحمد صلاح ومحمود رمضان, وفي خط الوسط عبد الله البلاط وعصام عابدين وتيداني وأحمد مجدي وكريم منش, والبرنس, والمثير أن صانع لعب الفريق ومحوره الأساسي وملهمه في الثلث الهجومي كان أحمد مجدي قلب دفاع الزمالك الأسبق وظهيره الأيسر علي أفضل حال مما يدلل بشكل يقيني لا يحتمل تأويل علي حجم ضعف الإمكانات الخاصة للاعبي الأسيوطي علي الأقل في الثلث الهجومي وعند امتلاك الكرة وقلة حيلتهم عند البناء والسيطرة ومحاولة الاختراق والوصول لمرمي المنافس. وفي المقابل فإن الأهلي اضطر لتغيير أسلوب لعبه واعتمد علي الطريقة الرقمية2/1/3/4 وهي غريبة علي مدير فني عمل في أسبانيا صاحبة التطوير في الطرق الرقمية خاصة أنديتها مما يثبت أن المدير الفني جاريدو بلا قناعات تكتيكية وخططية حتي الآن أو علي الأقل غير واثق بشكل كبير في القدرات الفنية الخاصة للاعبيه خاصة في الثلث الأوسط سواء في صناعة اللعب أو التحرك في الثلث الهجومي وتنفيذ مبادئ مهمة في الكرة لا غني عنها إذا أراد اللعب برأس حربة واحد أهمها التحرر والمساندة والوعي والقدرة علي التحرك المؤثر سواء بالكرة أو بدونها وصناعة التوازن. والمشكلة في الأهلي لم تكن علي الإطلاق تتعلق بشكل المثلث الهجومي سواء اللعب بلاعبين خلف رأس الحربة أو العكس وإنما في أشياء أخري كثيرة بات من الصعب بل من المستحيل أن يحقق الأهلي الفوز علي منافسيه أو يصل لمستوي الأداء المميز النموذجي عند البناء والسيطرة علي الكرة بدونها ولا يمكن له أن يكون منافسا قويا علي بطولة الدوري العام إذا لم يطبقها خاصة وأنه لا يمتلك لاعبين أكفاء أو بشكل أكثر دقة لهم قدراتهم الفردية التي يتميزون بها علي الغير وتمنحهم إمكانية صناعة الفارق علي الخصوم مهما كانت عشوائية اللعب أو أخطاء الجهاز الفني. وباختصار فإن الأهلي يفتقد عناصر أساسية أهمها علي الإطلاق التنظيم الجيد للاعبي خط الوسط ووجود اللاعب المهاري صاحب الرؤية الجيدة وهو ما يقف حائلا دون امتلاك الأهلي للكرة بشكل مؤثر وخسارته لها بمجرد اقترابه من الثلث الهجومي للمنافس والأهم من ذلك أن وسط الملعب لا يجيد المساندة الهجومية وإن حاول فإنها فقيرة من الناحية الفنية تفتقد لأساسيات ومباديء الكرة الحديثة خاصة حسام غالي الذي فقد صلاحيته كلاعب وسط مدافع وكلاعب وسط مهاجم وكمساند جيد وحتي تمريراته الدقيقة التي ميزته فقدها باختصار بات وجوده كعدمه تماما لا فائدة منه علي الإطلاق حتي إنه تحول في فترات عديدة لعبء غير عادي علي الفريق في ظل إصراره علي استلام كل كرة. وكل هذه العيوب منعت الأهلي من التهديف للمباراة الثانية علي التوالي في الدوري العام بل لم يكن مؤثرا علي المرمي علي الإطلاق صحيح أن الحكم كان له الدور الأكبر في المواجهتين سواء أمس أو أمام الإسماعيلي إلا أن عيوبه الهجومية وما يرتكبه لاعبوه من أخطاء في كل شيء أكبر بكثير من تحميل الفشل والعقم الهجومي علي الحكام بمفردهم. بعد المباراة جاريدو: كل شيء كان ضدنا جيرارد: اللياقة البدنية لم تساعدنا أسيوط وائل سمير أكد جاريدو المدير الفني للأهلي ان حكم اللقاء يتحمل الجزء الأكبر من نتيجة المباراة حيث وضح من اللقاء انه كان علي موقف سابق من وليد سليمان وتتبعه بالبطاقات الصفراء حتي طرده ولكننا وفي ذات الوقت وليد سليمان أخطأ في حصوله علي البطاقة الحمراء التي أدت إلي هبوط مستوي الفريق. واضاف اننا لم نكسب المباراة بسبب كم الفرص السهلة التي أهدرها الفريق ومعظمها كانت فرصا مصيرية لعمرو جمال وأحمد عبد الظاهر هذا فضلا عن الهدف الصحيح الملغي وركلتي الجزاء التي تغاضي عن احتسابهما الحكم, ورغم ذلك لا نهدر حق الأسيوطي الذي أدي بشكل طيب واستحق التعادل وفيما يخص الدفع بأحمد خيري علي حساب حسام عاشور فذلك جاء لحصول عاشور علي ثلاث بطاقات صفراء ومن ثم الإيقاف ولا ننكر أن غيابه أثر بالسلب نسبيا علي أداء الفريق رغم الأداء العالي لأحمد خيري وفيما يخص حسين السيد فتوجد منافسة شرسة بينه وبين صبري رحيل ودفعنا في هذه المباراة لعمل انتعاشة للفريق. وفي المقابل أكد ستيف جيرارد أنه تسلم المهمة منذ11 يوما ولم يتعرف علي الفريق بالكامل واللياقة البدنية الحالية لا تؤهل الفريق لاستكمال المباراة كاملة ورغم ذلك سعينا إلي اللعب الجماعي لتعويض الجانب البدني وعدم استهلاك اللاعبين في الكرات الطولية ولعب الكرة علي الأرض.