بأقل جهد نجح الفريق الأول لكرة القدم بالأهلي في التأهل لدور الأربعة في بطولة الكونفيدرالية الأفريقية بعد تصدره لمجموعته بتعادله مع النجم الساحلي التونسي صفر صفر في المباراة التي أقيمت بينهما أمس السبت باستاد القاهرة ودون جمهور. في الجولة السادسة والأخيرة لدور الثمانية دوري المجموعتين ليرفع رصيده لتسع نقاط يحتل بها المركز الأول. قدم الأهلي واحدة من أسوأ مبارياته وظهر بشكل ضعيف للغاية يعد امتدادا لحالة التراجع التي يعاني منها منذ فوزه بلقب بطولة الدوري العام مما يضع علامات استفهام كبيرة حول قدرته ومدي إمكانية مواصلة مشواره في البطولة وحصد لقبها الغائب عن كل الأندية المصرية منذ انطلاق المسابقة القارية.. ومدي قدرة لاعبيه الحاليين علي استيعاب فكر المدير الفني البرازيلي جاريدو والتأقلم مع أسلوب لعبه. جاء الشوط الأول متوسط المستوي تبادل الفريقان السيطرة عليه وساده الأداء التعاوني والارتجالي في ظل الكم الكبير من التمريرات غير الدقيقة أو بتعبير أكثر وضوحا المفقودة التي تمرر للمنافس وليس للزميل مما منع كل فريق من قدرته علي البناء والسيطرة المنظمة والإختراق والوصول للمرمي بشكل منظم وبأداء جماعي وكانت العشوائية هي المسيطرة علي أحداث اللقاء لدرجة أن طوال54 دقيقة عمر الشوط الأول لم تكن هناك هجمة واحدة منظمة وحتي تلك المحاولات التي شهدها الشوط الأول للوصول للمرمي كانت بأداء فردي وباجتهاد شخصي من اللاعبين. بدأ الأهلي المباراة بالطريقة الرقمية4-3-2-1 وبتشكيل مكون من شريف إكرامي في حراسة المرمي وأمامه محمد نجيب وسعد سمير وباسم علي وصبري رحيل.. والثلاثي حسام غالي وحسام عاشور ومحمود تريزيجيه.. ووليد سليمان ومحمد فاروق.. وعماد متعب كرأس حربة.. وفي المقابل فإن النجم الساحلي لعب بنفس الطريقة تقريبا الرقمية4-3-2-1 وبتشكيل مكون من المخضرم أيمن المثلوثي في حراسة المرمي وأمامه الرباعي حمدي الناظر ومروان ورامي بدوي وغازي عبد الرازق.. وفي وسط الملعب برانكو كوم ويوسف المهيمن وعلي البريكي.. ومحمد سعيد وقدور بدالي.. ورأس حربة وحيد بغداد مونجاح. وعلي غير المتوقع بدأ النجم الساحلي المباراة بهجوم علي اعتبار أن التعادل لم يكن ينفعه كثيرا ولا يشفع له لمواصلة مشواره في البطولة القارية تحت قيادة مديره الفني الجديد المخضرم فوزي البنزرتي عكس الأهلي الذي كان يضمن له الخروج بنقطة التأهل للدور قبل النهائي والمربع الذهبي وحاول هز الشباك مبكرا والوصول لمرمي شريف إكرامي وكاد يتحقق مراده في الدقيقة الخامسة عندما انفرد بغداد مونجاح بالمرمي تماما وراوغ حسام غالي وتعرض لعرقلة واضحة تغاضي عنها الحكم بشجاعة نادرة وبجرأة لا تتوافر في غيره علي الإطلاق ومن الصعب أن يتجاهلها حكم كفء. والهجمة المبكرة للنجم الساحلي كشفت باليقين عن حجم المعاناة التي يمر بها الأهلي علي المستوي التنظيمي خاصة في الثلث الأوسط من الملعب وصعوبة تنفيذ ثلاثي الوسط المدافع واجبات مديرهم الفني الاسباني جاريدو الحديثة باللعب علي المساحة وتنفيذ الضغط بأنواعه كما هو في الكرة الأسبانية بشكل خاص والأوروبية بشكل عام مما أدي لتضارب كبير في الاختصاصات لحد فقدان أساسيات اللعب.. زاد منه غياب التفاهم والانسجام بين الثلاثي المدافع والسوء الشديد لهم في التوزيع والانتشار والتمركز مما جعل المساحات كبيرة والمرور ما أسهله في الثلث الأوسط. ولم يكن الشوط الأول ممتعا علي الإطلاق ولا فيه من الندية ما يرقي لأهمية المباراة وقيمة البطولة التي يلعبان فيها.. وبإستثناء فرصة للأهلي وحيدة صنعها وليد سليمان عندما لعب كرة قطرية جيدة لمحمد فاروق لعبها برأسه لحظة خروج حارس المرمي لإبعادها لتخدعه وتمر بجوار القائم الأيمن وهي الأخطر للأهلي طوال ال54 دقيقة الأولي للمباراة وفي المقابل فإن النجم الساحلي نفذ لاعبوه أكثر من إختراق كان الاخطر في الدقيقة ال03 عندما إنفرد بغداد مونجاح بالمرمي ولكنه تباطأ فيها ليتدخل سعد سمير وينقذها في توقيت ما أجمله وبعدها يتوغل نفس المهاجم التونسي ويسقط داخل منطقة الجزاء في كرة مشتركة مع محمد نجيب مطالبا بضربة جزاء ولكن كان قرار الحكم شديد الروعة لأن المدافع لم يعقه بل علي العكس هو الذي جذبه من الفانلة لينتهي الشوط الأول بالتعادل صفر- صفر. ولم يتحسن وضع الأهلي في الشوط الثاني بل إزداد سوءا في كل شيء بعدما سقط خط الوسط وفقد مهاجمه الوحيد عماد متعب الإتصال بهم وإضطر كثيرا للعودة للخلف فبدا وكأن منطقة جزاء النجم الساحلي محرمة علي لاعبيه ولم يقتربوا منها حتي بعدما دفع جاريدو برأس حربة عمروجمال ليلعب بجوار عماد متعب بضع دقائق قبل أن يسحب الأخير ليعود لطريقته الرقمية من جديد. وحاول جاريدو الإستفادة من المساحات الواسعة الشاسعة في وسط ملعب النجم الساحلي بعدما إندفع لاعبوه للهجوم وغامروا بكل ما يملكونه فلم يكن ينفعهم إلا الفوز لحصد بطاقة التأهل للدور قبل النهائي بصرف النظر عن نتيجة لقاء سيوي الإيفواري ونكانا رد ديفلز الزامبي.. ودفع بموسي إيدان لاستغلال سرعته وإنطلاقاته لكن المشكلة في خط الوسط كانت أكبر منه وأعمق من أن يحلها لاعب بقدراته الفردية أو بجهده الخاص مهما كان حجمه وإصراره ورغبته وحماسه. والأزمة الكبري التي عاني منها الأهلي وبدت واضحة تماما في الشوط الثاني وأصابته بالعجز الكبير عن فعل أي شييء سواء هجومي أو دفاعي والاكتفاء بجهد خط الدفاع في الذود عن مرمي شريف إكرامي التي لم تكن شديدة الصعوبة في ظل المستوي المتواضع للخصم تمثلت في ضعف اللياقة البدنية وحتي الذهنية وهو لغز كبير للغاية لابد أن يجد الجهاز الفني حلولآ سريعة له مع مخطط الأحمال الاسباني بصرف النظر عن أن اسبانيا ليست متفوقة ولا متقدمة في مدارس الإعداد البدني ودائمآ ما تعتمد أنديتها الكبيرة علي معدين من خارج اسبانيا. ومع الهجوم المكثف من النجم الساحلي لهز شباك الأهلي كانت المساحات واسعة شاسعة في خط دفاعه ولكن نقص اللياقة البدنية للاعبي الأهلي حال دون إستغلالهم لها بصرف النظر عن الهجمتين الخطيرتين اللتين لاحتا له في آخر خمس دقائق الأولي عندما إخترق صبري رحيل من الناحية اليسري ومرر لحسام غالي سددها إرتطمت بالدفاع والثانية إنفراد لعمرو جمال تدخل الحارس وأمسكها لينتهي اللقاء بالتعادل ويتأهل الأهلي للدور قبل النهائي للكونفيدرالية بتصدره مجموعته. جاريدو: انتظروا الأفضل.. وهذا سبب الأداء السيئ أكد خوان جاريدو المدير الفني للفريق الكروي الأول بالنادي الأهلي أن الهدف الأساسي بالنسبة له من لقاء النجم الساحلي التونسي تحقق وهو التأهل الي الدور قبل النهائي لبطولة الكونفيدرالية الافريقية واعترف جاريدو في الوقت نفسه بسوء الأداء وقال: سبب تراجع مستوي عدد من اللاعبين يرجع إلي الحاجة لفترة اعداد جيدة بعد دخولهم اجواء المباريات الرسمية مباشرة عقب اجازة صيفية مثل حسام غالي كابتن الفريق والعائد من تجربة إحتراف في ليرس البلجيكي,, بالاضافة الي وجود لاعبين عانوا من إصابات مثل عمرو جمال رأس الحربة. وأضاف المدير الفني للأهلي ان من أسباب سوء الأداء أيضا عدم اقامة اي مباريات ودية بسبب ضيق الوقت قبل لقاء النجم الساحلي مشيرا الي ان حساسية المباريات لاتزال غائبة عن مجموعة من لاعبيه ووعد جاريدو جماهير الأهلي بأداء افضل في الفترة المقبلة مشيرا الي انه سيعمل علي رفع معدلات اللياقة البدنية بالاضافة الي خوض تجارب ودية لتجهيز لاعبيه للدور قبل النهائي. محاولات تونسية للاعتداء علي حكم المباراة فور إطلاق حكم اللقاء صفارة النهاية فقد لاعبو النجم الساحلي التونسي اعصابهم مع ضياع امال التأهل الي الدور قبل النهائي وحاولوا الاعتداء علي لاعبي الاهلي داخل ارض الملعب ثم توجه عدد منهم صوب حكم اللقاء وجرت احتكاكات عنيفة مما ادي الي تدخل رجال الامن سريعا لاحتواء الموقف واحتاج رجال الامن الي عشر دقائق كاملة من أجل انهاء المشاجرات التي اندلعت عبر لاعبي النجم الساحلي وفرضوا طوقا أمنيا حول طاقم التحكيم وثم اخراجه من ارض استاد القاهرة ومنه إلي غرفة الحكام واحاطته برجال أمن لمنع محاولات جديدة من لاعبي النجم للاعتداء علي الطاقم. وتدخل الجهاز الفني للأهلي من أجل المساعدة في فض الاشتباك وابعاد لاعبيهم عن الاحتكاك مع لاعبي النجم التونسي وتسببت المشاجرة في خروج فوزي البنزرتي المدير الفني للفريق التونسي مباشرة الي غرفة خلع الملابس وعدم حضور المؤتمر الصحفي.