ودع الآلاف من أبناء الإسماعيلية أمس شهيدها المجند إبراهيم عبد الحليم الذي راح ضحية غدر حادث سيناء الإرهابي لمثواه الأخير بمقابر عائلته بمنطقة أبو عطوة وسط هتاف مدوي انطلق من حناجرهم بالتنديد بالقتلة وترديد كلمات الشعب يريد إعدام الإخوان و الجيش والشعب إيد واحدة و تحيا مصر. وكان محافظ الإسماعيلية اللواء أحمد القصاص واللواء مصطفي سلامة مدير الأمن وعدد من قيادات الجيش الثاني الميداني والآلاف من المواطنين قد توافدوا علي مسجد الرحمن بعزبة الحلوس انتظارا لوصول جثمان الشهيد المجند إبراهيم محمد عبد الحليم قادما من مطار ألماظة بالقاهرة وأدوا علية صلاة الجنازة عقب صلاة العصر مباشرة وخرجوا في مشهد مهيب امتد لمسافات طويلة حاملين نعش الفقيد وسط مشاعر حزينة مغلفة بالغضب العارم للمشيعين الذين طالبوا القوات المسلحة بالقصاص لفقيدهم وزملائه من الجماعات التكفيرية الذين يتخفوا خلف عباءة الدين وأطلقت السيدات الزغاريد التي صاحبها بكاء ونحيب علي مصير الشاب الذي راح علي أيد غاشمة وترحمن عليه مع أسرته التي انهار أفرادها كمدا علي ابنهم خريج كلية الحاسب الآلي بجامعة قناة السويس والذي لم يبق علي نهاية خدمته العسكرية سوي ثلاثة أسابيع تقريبا. وصرح اللواء أحمد القصاص محافظ الإسماعيلية أن الأعمال الجبانة الخسيسة التي تستهدف أمن وسلامة الوطن لن تنال من عزيمة المصريين في التصدي للإرهاب الأسود ودحر من ينفذه ويموله في الداخل والخارج. وقال أن مصر بشعبها وقواتها المسلحة ورجال الشرطة وقيادتها الحكيمة لن تتراجع قيد أنملة في ملاحقة الإرهاب واقتلاعه من جذوره وحادثة كمين كرم القواديس جنوب الشيخ زويد بشمال سيناء التي جاءت غدرا في ظهر جنودنا الشهداء لن تمر علينا مرور الكرام. وأضاف أن المجند الشهيد إبراهيم عبد الحليم الذي أحسنت أسرته تربيه وتنشئته حتي تخرج من جامعة القناة وقضي وقت تجنيده ولم يتبق علي انتهاء خدمته بالقوات المسلحة سوي ثلاثة أسابيع تقريبا لن تضيع دماؤه هدرا. وأشار محافظ الإسماعيلية إلي أنه سيتم تكريم الشهيد بإطلاق اسمه علي شارع أو مدرسة حسب رغبة أسرته التي لن ندخر جهدا في تقديم يد العون لها بالشكل الذي يليق تضحية ابنها البار بروحه فداء للوطن العزيز الغالي في نفوسنا. وأوضح أن عزيمة المصريين لن تكسرها حفنة قليلة من الأوغاد الذين لا هم لهم سوي تكدير أمن وسلامة الوطن وزعزعة الاستقرار الذي بدأنا مع عهد جديد قادر علي العبور بالبلاد لبر الأمان وسط التحديات الخطيرة التي تحاك ضدنا. وفي نفس السياق قال محمد عبد الحليم موظف بالمعاش والد المجند البطل إبراهيم أنه يحتسب نجله شهيدا عند الله سبحانه وتعالي ولدي قناعة أن رجال القوات المسلحة لن يدعوا القتلة الذين أزهقوا روحه مع زملائه وسوف يلاحقونهم للقصاص منهم. وأضاف أنه افتقد ابنه البار الذي لم يقصر في واجباته نحو العائلة وتفوق في دروسه حتي تخرج في كلية الحاسب الآلي بجامعة قناة السويس وكنت أنتظر انتهاء تجنيده بالقوات المسلحة لكي أبحث له عن عمل يعينه علي الزواج وفتح بيت جديد له. وأشار والد الشهيد البطل إبراهيم إلي أنه عندما سمعت حادث التفجير في كمين كرم القواديس بجنوب الشيخ زويد بشمال سيناء انقبض قلبي وسارعت بالاتصال بنجلي ووجدت هاتفه مغلقا وعاودت فعل نفس الشيء أكثر من مرة دون جدوي حتي وصلني خبر استشهاده. وأوضح أن الآلام تعتصرني حزنا وكمدا علي فراق زهرة الشباب العائلة وأدعو الله سبحانه وتعالي أن يسكنه فسيح جنانه ويرحمه مع زملائه الشهداء الذين قضوا نحبهم علي أيدي جبناء لا ذمة ولا ضمير أو أخلاق إسلامية لديهم. ومن جانبها قالت والدة الشهيد إبراهيم عبد الحليم لم أتحمل انتظار وصول جثمان نجلي للإسماعيلية لمواراته في مدافن العائلة بأبو عطوة وأسرعت لاستقباله في مطار ألماظة مع وأبيه وأشقائه ولم أصدق أن ابني الذي ودعته في آخر أجازة له قبل العيد يعود في نعش. وأضافت أن ابنها كان فرحا لالتحاقه بالجيش بعد تخرجه في كلية الحاسب الآلي بجامعة القناة وكنت انتظر بعد انتهاء خدمته العسكرية لكي أبحث له عن عروس يتزوجها وشاء القدر أن أحرم منه للأبد وسوف أظل علي ذكراه ولن أنساه حتي موتي. وأشارت والدة الشهيد إبراهيم عبد الحليم إلي أنها لا تريد سوي القصاص لابنها مثلها مثل الأمهات الأخريات اللاتي فقدن أبنائهن حتي يشفي غليلنا من الخونة الإرهابيين الذين حرمونا من فلذات أكبادنا بسبب انتقامهم الغاشم ومحاولاتهم اليائسة لتخريب البلاد. وأوضحت أنها ستبذل قصاري جهدها مع زوجها وأبنائها لتخليد اسم ابنها وعمل صدقة جارية علي روحه الطاهرة ويكفي مشهد الآلاف من المواطنين بالإسماعيلية الذين حرصوا علي الخروج في جنازته وتقديمهم العزاء للعائلة لأنه ابنا لمصر ضحي بحياته من أجلها.