هذه نعوش تكسوها الأعلام المصرية.. تحتضن بداخلها أجساد أبناء الوطن ممن طالتهم يد الارهاب الآثمة.. وهذه عيون جاءت من كل حدب وصوب تودع جنودنا بدموع حارة.. تحول تشييع جثامين شهداء الواجب أمس إلي لوحة وطنية رسم ملامحها تلاحم المسلمين مع المسيحيين في رسالة قوية إلي العالم الخارجي.. أن الشعب المصري يتوحد ضد فئة ضئيلة تعيث في الأرض فسادا. آباء وأمهات وأطفال.. جمع قلوبهم الحزن علي حبيب فارقهم.. وحداد عرف طريقه إلي وجوه المصريين غضبا علي دمائهم الغالية.. مطالبين بسرعة القصاص من قتلة أبناء مصر بالغدر. مكان الحادث واحد.. لكن الحزن تناثر إلي محافظات عدة.. وربما في كل منزل فيها قد فقد أحد ذويه.. ففي المنيا شارك آلاف الأهالي في تشييع جنازة الجندي شنودة أنور اسحاق.. وتشييع جنازة الشهيد مفدي زكي عوني والشهيد عادل عيد أمين وسط حالة من الغضب داخل هذه المحافظة التي فقدت5 من ابنائها.. حيث كان الشهيد عمر عدلي محمد علي موعد مع الزفاف ويتبقي له53 يوما لانتهاء فترة خدمته العسكرية والشهيد أيمن صلاح عبدالعال الذي فقد والده منذ40 يوما إلي أن لحق به. بينما خرجت الاسماعيلية عن بكرة أبيها خلف شهيدها إبراهيم عبدالحليم وسط هتافات مدوية من الأهالي تندد بالإرهاب.. قائلين: الشعب يريد اعدام الاخوان والجيش والشعب ايد واحدة.. بينما احتسبت أسرته ابنها شهيدا حيث أكد والده اقتناعه التام بأن الجيش لن يترك قاتلي الجنود المصريين. وسادت حالة من الأسي في3 قري بالدقهلية شيعت جثامين أبنائها عقب صلاة العصر وكانت هتافات الأهالي واحدة رافضة للإرهاب مطالبة بإعدام الاخوان والقصاص العاجل. وفي أسوان شيع الأهالي جثمان الشهيد محمد خالد محمد في جنازة مهيبة حيث الآلاف من ابناء كوم امبو.. ووسط الدموع والحزن لم ينس الأهالي مطالبة الرئيس بسرعة القصاص.. مؤكدين أنهم لن يتقبلوا العزاء في شهيدهم إلا بعد الثأر من الارهاب وأعداء الوطن. وفي الفيوم وسوهاج والشرقية وكفر الشيخ.. لم يختلف الحال كثيرا.. ما بين أم ثكلي وأب انحني ظهره وزوجة تبكي زوجها وأبناء حرموا من آبائهم.