لافت للنظر غياب دور الجامعة العربية في أزمة الربيع العربي, والأولي تسميته بالخراب العربي, والذي أشعلته أمريكا وإسرائيل بمعاونة عربية من قطر, فأين جامعة الدول العربية, وأين الشعوب والحكومات العربية مما يحدث في دول الخريف العربي؟ لماذا لا تقوم الدول العربية ببناء جيش عربي قوامه مليون جندي مثلا, تكون مهمته ردع أي اعتداء علي دولة عربية سواء من عدو خارجي أو من مجموعات إرهابية تسعي إلي إسقاط الشرعية وتدمير الجيوش العربية الوطنية وهدم البني الأساسية وإشاعة الفوضي والقتل, وسط تأييد وسعادة من دول محور الشر في الغرب وفي المنطقة العربية. لماذا لا تكون هناك محكمة عربية وسوق عربية فاعلة محدد دورها؟ أين أحلام التكامل والتوحد العربي الذي يهدف لخدمة الأمة العربية ككيان واحد تجمعه لغة واحدة وتاريخ مشترك ومستقبل غير واضح المعالم حتي الآن؟ في مصر, حدثت انتفاضة شبابية تطالب بالحق في الحياة والتعليم والسكن والديمقراطية, كانت مظاهرات عفوية هدفها التغيير الفوري للوزارة ووزير الداخلية علي وجه الخصوص, لم يكن الهدف خلع النظام بأكمله, وهي كلها مطالب مشروعة التقطتها أجهزة المخابرات في الدول الغربية, والجماعات المسلحة في المنطقة حماس وحزب الله, المدعومة من تركياوإيران, واستخدموا جماعة الإخوان الإرهابية لسرقة انتفاضة الشباب العظيمة في25 يناير.2011 استغلت قطر هذه الفوضي ومولت الجماعة الإرهابية, وفتحت لها منبرا إعلاميا هو الجزيرة, لإشعال الفتنة وتدمير الاقتصاد, وهذه القناة المشبوهة تصف ثورة الشعب العظيم في30 يونيو بأنها انقلاب, ولولا هذه الثورة العظيمة التي صححت مسار ثورة يناير لحدثت أمور عظيمة من اقتتال وحرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله, ولكن الشعب المصري العظيم, يقف خلف قيادته, محافظا علي وحدة تراب وطنه مهما كلفه ذلك من تضحيات, يحترم جيشه ويقدر دوره المحوري في حماية الأرض والعرض. والغريب أن معظم إعلاميي الجزيرة من أبناء الشعب المصري, ولكنهم أبناء أنابيب, ولا بد من سحب الجنسية منهم ومطاردتهم حتي يقفوا أمام العدالة ليلقوا جزاءهم الرادع علي خيانتهم لبلدهم وإخوانهم من المصريين, ولا بد من قطع العلاقة مع قطر, وسحب السفير المصري, وطرد سفيرهم من مصر, وإيقاف كل أشكال التعاون مع هذا البلد, جراء تطاولهم وإهانتهم للرئيس المصري, الذي هو رمز لمصر والمصريين, فالشعب المصري العظيم, وشبابه الواعد, رافضون لهذه الجزيرة ومموليها وأهدافهم التي لن تتحقق. وكما كان الشعب في مصر واعيا لمخطط محور الشر, أتمني من الأشقاء في سوريا, المؤيدين والمعارضين, أن يستفيقوا من الغيبوبة, ويعرفوا أنهم يتجرعون سما قاتلا, وأن يتصالحوا ويتفاهموا من أجل المستقبل والأجيال القادمة, ويتركوا الفرقة والتشرذم, فالصلح خير, ويستعينوا بالله علي داعش ومؤيديها, فداعش صنيعة أمريكا, زرعتها في قلب بلاد العرب لتنفيذ مخططها الهادف إلي تقسيم البلدان العربية إلي دويلات متحاربة يسهل السيطرة عليها, لكن أمريكا انقلبت علي داعش, وتكون الحلف العالمي وهو في طريقه للقضاء علي هذا التنظيم السرطاني الخبيث. أما الشعب الليبي الطيب المتسامح المسالم العاشق لمصر كأنه بلده, وكيف لا وعلاقات المصاهرة والتزاوج منتشرة بين المصريين والليبيين من أقدم العصور, هذا الشعب كان يعيش في رغد من العيش, فجاء الخريف العربي ليحول البلد النفطي الثري إلي مجموعة من الميليشيات المتصارعة المتحاربة, فيا أيها الشعب الليبي تصالحوا وتفاهموا, لتتفرغوا لإعادة بناء البلد الذي دمرته الحرب الأهلية, لتبنوا دولة عصرية قوامها الرخاء والتنمية والعدالة للجميع, وإصلاح ما أفسده الإرهابيون. ويا أيها اليمن السعيد, أين سعادتك بعد انقلاب الحوثيين علي الشرعية, وبعد قتلهم الكثير من أبناء اليمن للانقضاض علي السلطة بمعاونة إيرانية وتمويل قطري, فاليمن الذي حباه الله بموقع جغرافي متميز فريد, تريد إيران أن تستولي عليها لزرع الفتنة في دول الخليج العربي بالتعاون مع الصهيونية العالمية وأمريكا. الهدف من الخريف العربي واضح لكل ذي عينين, إنه تدمير الجيوش العربية الوطنية, وتحويل الدول العربية ذات السيادة إلي دويلات متقاتلة متناحرة, تسهل السيطرة عليها من قبل الدول الغربية الاستعمارية في ثوبها الجديد, من أجل استغلال ثرواتها وحرمان الشعوب العربية منها, وإيقاف عجلة التنمية والتقدم الاقتصادي, حتي تظل هذه الدويلات في حاجة إلي معاونة الدول الغربية, فتظل تدور في فلكها, ولكن هذا لن يحدث أبدا, فالصحوة بدأت في مصر, وستنتشر في كل الدول العربية, فدائما مصر الرائدة, فلتحيا مصر.