الهجرة النبوية لأهميتها الكبرى فى إقامة أمة الإسلام فى المدينة قام الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه فى العام السادس عشر من الهجرة فى شهر ربيع الأول بمشورة الإمام على بن أبى طالب، قال على رضى الله عنه حينما جمع عمر بن الخطاب رضى الله عنه الناس وسألهم عن أى يوم نكتب؟ فقال على: من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وترك أرض الشرك. أى يوم هاجر من مكة إلى المدينة، ففعل عمر بن الخطاب ذلك وكان التاريخ، لسنتين ونصف السنة من خلافته رضى الله عنه (الطبرى - عام 61 ه) وقد تداول الناس قبل ذلك هل يؤرخ تاريخ الإسلام بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أم بتاريخ وفاته؟ ولكن استقر الأمر على أن الهجرة النبوية إلى المدينةالمنورة كانت أهم حدث لتدوين التاريخ الإسلامى. فقد أراد المشركون قتل رسول الله صلى الله عليه واجتمعوا فى دار الندوة وقد اشترك معهم الشيطان فى هذه المؤامرة وهى أن يقوم فتى من كل قبيلة من القبائل بالاجتماع معا لقتل محمد صلى الله عليه وسلم ليتفرق دمه بين القبائل، فأخذه جبريل عليه السلام بالمؤامرة ونزل أمر الله جل وعلا بالهجرة إلى المدينة، فخرج صلى الله عليه وسلم بصحبة الصديق أبوبكر رضى الله عنه، فطاردوهما إلا أن الله هيأ لهما سبيل الهجرة وحفظهما من عيون الكفار حتى وصلا مع الدليل ومولى أبى بكر إلى المدينة سالمين. وفى المدينة: أقام رسول الله أمة الإسلام على الأسس التالية: بناء المسجد النبوى وكان ساحة للصلاة، ومكانا لاجتماع المسلمين، وساحة للقضاء، القاضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفى المسجد كان صلى الله عليه وسلم يستقبل الوفود، ويرسل البعوث، ويعقد لواء الحرب، ويستقبل السفراء، ويجند الأجناد، ويعين القواد. - المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار: مما قوى من وضعهم أمام اليهود. - المعاهدة بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يهود المدينة (بنو قريظة، وبنو قينقاع، وبنو النضير، والقبائل الصغيرة التابعة لهم فى المدينة) - إعلاء العصبية القلبية بين قبيلتى الأوس والخزرج (الأنصار) بما يفيد تنافسهما الإسلام والدعوة الاسلامية. - النظام الاقتصادى الجديد للإسلام والذى يعتمد على الزكاة، والصدقات، والكفاءات ويقوم على أساس التكافل الاجتماعى. - تحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام مما ساعد على نشر الإسلام فى أنحاء جزيرة العرب فيما بعد. إقامة جيش إسلامى للدفاع عن الدعوة ونشر الإسلام بين الأمم داخل الجزيرة العربية وخارجها.