بدأت موهبة النحات الفطري جلال الفيومي69 عاما, تتفجر عندما تهدم سلم منزله فنظر الي ادراج السلم ووجد بينها قطعا نحتيه تضاهي نحت اجداده الفراعنة ومن تلك الفترة انطلق لإحياء هذا التراث من خلال مجال فن النحت المباشرعلي حجر الجرانيت, حتي ذاعت شهرته بقريته والأوساط الفنية, لكنه يواجه في الفترة الحالية ارهابا ممنهجا ادي الي تهديدة بالقتل واقتحام مرسمه الخاص الكائن بقريته التابعة لمركز اطسا بالفيوم وتم تحطيم معظم اعماله الفنية, وقد انقذته العناية الإلهية بفضل الشرفاء من ابناء القرية في التصدي والدفاع عنه, ولم يكتفوا بذلك بل وضعوا اسمه ضمن منشورات تهديد ووعيد علقت علي ابواب مساجد القرية. يقول جلال الفيومي: انا فنان بسيط اعيش بقرية قلمشاة التابعة لمركز اطسا بالفيوم لكن وجدت لعنة الفراعنة تطاردني, حيث فاجأت بعناصر الاخوان الارهابية تهاجم منزلي, ظنا منهم اني قمت بالتبليغ عن تهريب سلع تموينية قاموا بتوزيعها كرشاوي للجمهور في الانتخابات البرلمانية المقبلة, فقد صادرت وزارة التموين سيارة محملة ب28 الف زجاجة زيت اضافة لسلع تموينة اخري مهربة, فكان رد الجماعة الارهابية الاعتداء علي بالضرب المبرح حتي اصبت في يدي اليمني وركبتي اليسري وقاموا بتحطيم4 اعمال فنية من ابداعاتي وهي: تمثال نحتي بعنوان المرضعة, الفلاحة المصرية, وتمثال عن حضارة الفيوم من الجرانيت, وتمثال عن الوحدة الوطنية يقدر وزنة بنحو40 كيلو جراما من حجر الجرانيت, مشيرا الي انه حرر محضرا بالواقعة برقم1869 بتاريخ29 اغسطس بمديرية امن الفيوم, وحررت محضرا بنيابة الفيوم ايضا برقم1744 أطسا مرفقا بنتيجة الكشف الطبي اثر التعدي بالضرب المبرح لكن دون جدوي, لافتا انه حرر شكوي بمديرية تموين الفيوم تحت برقم4007 لانه مهدد حتي بالقتل من قبل العناصر الارهابية, وقد نشروا اسمه وصوره في مساجد القرية بانه هو المرشد الاول عنهم وعن جرائمهم في تهريب السلع التموينة. وأضاف الفيومي أدواتي هي القدوم والشرشرة والأزميل, واستخدمت في بعض اعمالي شجر اللبخ الذي اضطررت إلي جرة لمسافة15 كيلومترا لأني لا أفضل انتظار المساعدة من أحد. ومن جانبه صرح الدكتور حمدي أبوالمعاطي نقيب التشكيلين بأن النقابة تعتبر الفنانين الفطريين ثروة فنية لابد أن نفاخر ونفتخر بهم في جميع انحاء مصر, لكن وجب علي جلال الفيومي ان يقوم بتبليغ النقابة لاتخاذ الإجراءات القانونية ومتابعة الاحداث من خلال مستشارها القانوني, لان دور النقابة الحفاظ علي اعضائها, واذا ثبت صحة البلاغ وجب التدخل الفوري ومخاطبة الجهات المعنية لاتخاذ اللازم. ويقول الفنان احمد شيحة الفترة التي تشهدها مصر حاليا, من اخطر الفترات التي مرت بها البلاد, والدليل علي ذلك كل ما يحاك من مخططات ومؤامرات خلال مظاهرات الطلبة المنتمين لجماعة الاخوان في معظم الجامعات المصرية وتعطيل العملية التعليمة, ولم نستبعد الفن التشكيلي ضمن مخططاتهم لان الصراع ثقافي وفكري, وبالتالي لو تركنا الامر سنساعدهم علي نجاحهم, فهم يستخدمون الفئات غير المستنيرة لتحقيق اهداف ضد مصلحة الوطن, اما الذي حدث في الفيوم مع الفنان الفطري جلال الفيومي هو انذار لكل الفنانين وكل قطاع الثقافة, ويعتبر كارثة بكل المقاييس يجب الانتباه اليها, وان لاتمر مرور الكرام, وعلي الرئيس السيسي ان يتخذ قرارا حاسما وفوريا لحماية الشعب المصري خاصة مفكري ومثقفي وفناني الوطن, لانهم قوة مصر الحقيقية, وقد طالبنا خلال لقائنا به بأن يحمي الوطن من خلال الفكر المستنير, فنحن الآن امام الاختبار الحقيقي لحماية الرسالة الثقافية المصرية والتي دونها نفتقد الكثير من قوتنا الذاتية التي تنطلق نحو المستقبل, وبناء علية ضرورة اتخاذ قرارات سياسية واضحه للدفاع عن الوطن, وجعل الذين يخططوا في الظلام ان يقفوا محلهم, وذلك للوصول الي الدولة المدنية الحديثة الحرة المستقلة. يقول الدكتور احمد عبد الغني رئيس قطاع الفنون التشكيلية ان جماعة الاخوان تحارب كل اشكال التنوير, لانه يمثل تهديدا شديدا لمشروعهم الظلامي منذ بداياتهم عام28, فقد تم خلعهم من السلطة من خلال الفنون والثقافة, حيث كانت فعاليات الفن لها وتأثيرها المباشر في تحرير مصر من تلك الشرذمة, وقد تعرضوا ابتداء بالتشوية للفنان القدير عادل امام وكانت رسالة مبكرة بعدها قاموا بتغطية التماثيل في الميادين, وفي مكتبة الاسكندرية قاموا ايضا بتهشيم بعض اللوحات مما يدلل علي انهم جماعة ضد الفن وحرية الابداع, ووجب محاربتهم بالثقافة والفن وليس بالسلاح. بينما اشار محمد طلعت مؤسس جاليري مصر لمشاركة جلال الفيومي في العديد من صالونات الأعمال الفنية والمهرجانات الإبداعية ضمت مهرجان الفيوم للفنانين التلقائيين ومركز محمود مختارالثقافي وبينالي بورسعيد القومي, وله اكثر من مائه معرض منها أتيليه القاهرة ونقابة الصحفيين, وله العديد من المقتنيات في مصر والدول العربية والاجنبية وحصل علي العديد من الجوائز وشهادات التقدير, خاصة انه حصل علي نجمة سيناء وضمن ابطال حرب اكتوبر, ووجب علينا جميعا ان نحميه, وعلي الدولة ان تفعل دورها ليكون مؤشرا عمليا وفعليا علي الارض لحماية المبدعين, واتخاذ قرار صارم تجاه كل عمل اجرامي, واطالب وزير الثقافة تجاوز هذا الموقف واتخاذ الإجراءات لحماية مثل هولاء الفنانين الفطريين لانهم يشكلون وعيا قوميا وأكل عيشهم الوحيد هو ممارسة الفن, وعم جلال كتبت عن ابداعاته الصحافة العالمية والمصرية بما تتضمن خصوصية شديدة من خلال النحت المباشر علي حجر الجرانيت, مشيرا الي ان واحدا بهذا التاريخ الذي كرمه الرئيس السادت لم ينتهي به الحال بالتهديد وهو في خريف العمر.