عاشت سماح حياة صعبة مع زوجها عمر متوسط الحال فاضطرت للعمل في مهنة الحياكة لمساعدة أسرتها إلا أن كل ذلك لم يشفع لها عند زوجها زائغ العينين الذي شغل نفسه بالجري خلف النساء رغم ظروفه الصعبة ورغم ان لديه زوجة جميلة تحبه وتحاول إرضاءه بشتي الطرق ولكن أفعال الزوج لم تثني الزوجة النشطة عن مواصلة رحلة الكفاح. وكانت تقول لنفسها ان زوجها حتما سيهتدي في يوم من الأيام عندما يكبر في السن خاصة أنهما تزوجا في سن صغيرة إلا أن السنوات مرت والزوج لايتغير حتي بعد أن أنجبا ثلاثة أبناء يتحاكي الجميع بجمالهم إلا ان الزوج ظل كما هو, حاولت سماح توجيه النصح لزوجها وجلست معه أكثر من مرة تذكره بأبنائهما وانه لم يفعل شئ لهم خاصة أن أكبرهم دينا التي وصلت إلي المرحلة الجامعية وتحتاج إلي استعدادات خاصة لتجهيزها فيما بعد استعدادا للزواج والولدان في المرحلة الثانوية والإعدادية والقادم أصعب إلا أن عمر يستهين بكلام زوجته بل ويقلل من قيمته ويتركها مهرولا إلي خارج المنزل. فكانت تصبر وتتحمل من اجل الابناء خاصة انه لايوجد لديها حل آخر إلي ان حضر احد الشبان يتقدم لخطبة ابنتهما الوحيدة وهي في السنة الأخيرة بالجامعة وكان حاصلا علي بكالوريوس صيدلة ومن اسرة طيبة وثرية إلا أن الأب رفض الزيجة رغم موافقة الابنة وأمها. كانت حجته هي ان الشاب يريد الزواج في نفس العام بعد انتهاء الفتاة من الامتحانات والأب غير مستعد لتجهيز ابنته ورغم استعداد الشاب لتحمل جميع نفقات الزواج إلا أن عمر رفض هذا العرض لأنه لايقبل ذلك علي حد قوله فطار العريس. مرت فترة بعد ذلك والزوجة وابنتها في حالة نكد شديدة من ضياع العريس اللقطة كما يقولون ثم عاد الهدوء إلي المنزل بعد ذلك بسبب العقلية المتفتحة للأم التي استطاعت ان تعيد الهدوء الي ابنتها ايضا وتقنعها ان كل شئ نصيب وبعد مرور عدة أشهر وانتهاء العام الدراسي ونجاح دينا وحصولها علي البكالوريوس فوجئت الأسرة بابن عم دينا السباك يتقدم لخطبتها وبالطبع رفضت الأم وابنتها خاصة ان ابن العمل لم يحصل علي أي شهادة بل لايجيد القراءة والكتابة من الأساس إلا أن المفاجأة هي موافقة الأب ومحاولته الضغط علي ابنته وباقي الأسرة لقبول العريس لمجرد انه ابن شقيقه رفضت الابنة وأمها وهدداه بالانتحار إلا أن الأب أصر علي تسليم ابنته لشقيقه لتزويجها لابنه اعترض الولدان علي تصرفات والدهما إلا انه ركب رأسه, وأصر علي قراره هددوه جميعا بترك المنزل فقام بطردهم حتي يرضي شقيقه انتقلت الاسرة إلي منزل الجد للأم وانتظروا عدة أيام ليعود الأب إلي رشده إلا أنه لم يتحرك حاولوا الاتصال به لم يرد أرسلوا له رسائل مع بعض أقاربه إلا انه تجاهلها مرت الأسابيع والشهور والزوجة تنفق علي ابنائها من عملها ومساعدة الجد ولم يتحرك الزوج لمصالحة أسرته, اجتمعت الزوجة مع أولادها وأكدت لهم أن الأب تخلي عنهم جميعا بعد أن طردهم من المنزل ولكنها لن تتركهم للضياع وقالت لهم في نفس الوقت ان من يريد العيش مع والده فليذهب ويتواصل معها عدا ابنتها التي لن تتركها للضياع, ثم توجهت في اليوم التالي إلي محكمة الأسرة بكفر الشيخ لتطلب الخلع من زوجها الذي لم تعد تستطيع العيش معه لأنانيته.