كانت الطفلة هالة المدللة في أسرتها نظرا أنها الابنة الوحيدة وسط أربعة أولاد, فكان الكل يهتم بها ويلاعبها ويداعبها وهي طفلة وحظيت باهتمام شديد من والديها فكانت ترتدي أفضل الثياب وأغلاها ثمنا كل هذا لأنها البنت الوحيدة الدلوعة انعكس هذا الاهتمام علي تصرفات هالة ولكن بصورة سلبية حيث وصلت إلي حالة من الغرور المرضي خاصة أنها جميلة المنظر بهية الطلعة. وعندما كبرت هالة لم تنتظر توجيهات الأسرة بعدم إقامة علاقات صداقة مع الشباب في الجامعة مثلا لكنها انعزلت من تلقاء نفسها عن الجميع ليس تحفظا إنما غرور بنفسها وجمالها وانعكس سلوكها تعاليها علي الفتيات أيضا لكنها احتفظت بصديقة وحيدة, كانت تعتبرها بمثابة حارسة أو قل خادمة في نفس الوقت ورضيت الصديقة بذلك عن اقتناع فارضت غرور هالة فدامت صداقتهما. استمرت هذه الحالة العجيبة التي تعيشها هذه الأسرة( المغرورة) إلي أن تقدم لهالة طبيب في منتصف الأربعينات من عمره ولكنه رجل وسيم ورشيق وثري ومن أسرة طيبة فنسيت هالة فارق السن وما ان حصلت علي معلومات عنه وشاهدت الرجل حتي تسمرت في مكانها ولسان حالها يقول هذا هو الرجل الذي كنت ابحث عنه فمدت يدها للسلام عليه ثم جلست في مكان علي مقربة من الرجل الذي تجاذب معها أطراف الحديث فبهرها بطريقة حديثه وردوده المحسوبة كنتيجة طبيعية للعلم والخبرة فازدادت هالة قربا منه وتعلقا به وتعددت الزيارات إلي أن تم الاتفاق مع هالة وأسرتها علي كل شئ فيما يخص الخطبة والزفاف وكان العريس متعجلا والعروس أكثر تسرعا وفي خلال أربعة أشهر كان قد تم الانتهاء من كل شئ وتجهيز عش الزوجية علي أعلي مستوي من الأثاث وخلافه لكن للأسف الشديد, وفي يوم خميس, تم زفاف العروسين في أفخم الفنادق ولم يحضر الحفل إلا أقارب العريس وحفنة بسيطة من أقارب هالة لانغلاق أسرتها علي نفسها وتعاليها حتي علي الأقارب والجيران وبعد انتهاء حفل الزفاف وانتقل العروسان إلي عش الزوجية الجميل وبكي الأب وبكت الأم واكتأب الأشقاء لفراق الدلوعة حتي لو كان عن طريق الزواج الشرعي علي سنة الله ورسوله. ومرت الأيام وكانت الأسرة تطمئن بين الحين والآخر علي الابنة وينتهي الأمر الي أن فوجئ الجميع بعد ما يقرب من شهر من الزفاف بهالة تطرق باب شقتهم, وما إن فتح الباب حتي سقطت علي الأرض في حالة انهيار تام وموجة بكاء شديدة وبسؤالها عما أصابها لم تفصح عن شئ وبسؤالها عن زوجها أكدت انه في منزله ولم تتحدث عن خلافات فتم نقلها الي حجرة نومها القديمة بصعوبة بالغة وجلس الأب والأم بجوارها الي أن استسلمت للنوم فخرجا يضربان كفا بكف ويفكران فيما أصاب ابنتهما التي لم تكمل شهر العسل بعد وفي الصباح استيقظت هالة وجلست وسط أسرتها وفاجأتهم بأنها لن تعود الي زوجها مرة أخري استفسر الأب والأم والأشقاء عن السبب فرفضت هالة الإجابة وبسؤالها لماذا تغيرت بهذا الشكل تجاه زوج تمسكت به لأقصي درجة لوجود كل المواصفات التي حلمت بها في شخصه فرفضت الإجابة. مرت الأيام والأسابيع والشهور ولم يحضر الدكتور أحمد زوج هالة لمصالحتها أو محاولة إعادتها إلي عش الزوجية وذات يوم توجهت هالة من تلقاء نفسها الي محكمة الأسرة وأمام رئيس مكتب التسوية الأسرية طلبت هالة الخلع من زوجها مع استعدادها لترك كل شيء في سبيل ذلك وبسؤالها عن الأسباب رفضت وطلبت من هيئة المحكمة استدعاء الزوج لسؤاله فتم استدعاء الزوج وبمناقشته أكد لهيئة المحكمة أن زوجته لم تطلب منه الطلاق قبل مغادرتها منزله ولو كانت طلبت منه ذلك للبي لها طلبها علي الفور ولكونها اختارت الخلع فلها ما تريد وقام بتطليقها و إعطائها كل متعلقاتها رافضا الإبقاء علي أي شيء يربطه بها.