عندما يدخل متصفح علي موقع جوجل ويكتب هذه الحروفisis باللغة الانجليزية فسوف يحصل علي227 مليون نتيجة. حتي شهور قليلة كانت هذه الحروف ترمز الي الآلهة المصرية ايزيس زوجة اوزيريس وأم حورس التي تمثل قمة الحب والوفاء والاصرار في الميثولوجيا المصرية القديمة. بقدرة قادر قد لا يكون منزها عن الغرض أصبحت هذه الحروف رمزا لواحد من أكثر التنظيمات الإرهابية دموية في عالمنا المعاصر وهو داعش التي هي اختصار لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام. اسم التنظيم باللغة الانجليزية هوIslamicStateinIraqandLevant(isil) ذلك ان المرادف لكلمة الشام بالاصطلاح الجغرافي في اللغة الانجليزية هو Levant. طيب ايه اللي لم عيشة علي أم الخير؟ كما يقول المثل. لماذا تم استخدام الحروف التي تشكل اسم الآلهة المصرية ايزيس للإشارة إلي تنظيم داعش ولم يتم استخدام الحروف التي ترمز الي ترجمة اسم التنظيم باللغة الانجليزية والذي ينطق في هذه الحالة ايزيل. لو أن أصحاب التنظيم اختاروا له اسم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا لما أصبح هناك مبرر للاعتراض لان رمز ايزيس في هذه الحالة كان يكون مقبولا ويصبح أمرنا الي الله في الخلط بين ايزيس الرقيقة وايزيس الدموي. لكن الاختصار العربي كان سيحول الاسم من داعش الي داعس وهو لعل أصحاب التنظيم تجنبوه لما قد يثيره من سخرية ولما قد يربط بينه وبين داحس التي تعود الي حرب داحس والغبراء في الجاهلية. بعض وسائل الاعلام التي تعرف لمثل هذه الامور معناها وتحترم مهنيتها لا تزال تستخدم ايزيل كمرادف لداعش. لكن الاغلبية من هذه الاجهزة تستخدم ايزيس في تجنب لما هو صحيح والاخذ بما هو خطأ. بعيدا عن الأخذ بنظرية المؤامرة فإن الخلط بين اسم الالهة المصرية ومرادف مصطلح داعش باللغة الانجليزية يسيء الي تاريخنا ويضر بنا. نحن في عصر أصبح مئات ملايين الناس فيه يستقون معلوماتهم من شبكة الانترنت بمجرد ضغط علي زرار وليس لديهم الوقت ولا الصبر ولا الرغبة لتمحيص ما يشاهدون. ايزيس المصرية التي فاض النيل من دموع وفائها لزوجها القتيل الذي جابت العالم المعروف وقتها تجميعا لاشلائه التي بعثرها ست حتي وجدت آخر جزء في جذع شجرة أرز في بيبلوس بلبنان. ايزيس التي ضمت هذه الاشلاء إلي بعضها البعض ثم حملت من اوزيريس بابنهما حورس الذي قاتلت كل قوي الشر حتي تعيد اليه حقه في ملك أبيه بعد أن انتقم من عمه الشرير ست سوف لن يمضي وقت طويل قبل أن يصبح اسمها هو المرادف لتنظيم داعش الارهابي وسوف لن يمضي وقت طويل قبل الربط بين داعش وبين مصر بالتداعي. لدينا هيئة للاستعلامات لم تحرك ساكنا ازاء هذا الخلط بين الهتنا الخيرة وبين التنظيم الارهابي الذي يقدم نفسه للناس من خلال شرائط فيديو تصور ذبح مخالفيه من مسلمين ومسيحيين وايزيديين واعلاميين. ما الذي فعلته هذه الهيئة لكي تخاطب أجهزة الاعلام تلك لافتة النظر الي خطأ الترجمة وما يترتب عليه من جريمة الخلط بين ايزيس وبين داعش. وما الذي قامت به وزارة الخارجية من خلال الملحقين الاعلاميين للتصدي لهذه الجريمة التي ترتكب في حق تاريخ مصر وعما قريب في حق السياحة المصرية عندما تحدث الاشارة إلي مصر علي أنها بلد ايزيس بمعني داعش. إن الامر أخطر من أن يكون مجرد وضع حرف مكان حرف آخر. من يقومون باستخدام ايزيس في وسائل الاعلام الناطقة بالانجليزية يعرفون ما هو الصواب وما هو الخطأ عند ترجمة اسم التنظيم الي اللغة الانجليزية ويعرفون أن ايزيس ليس هو الصحيح لكنهم يستمرئون ما يقومون به لان أحدا لم يقل لهم إن ما يفعلون خروج عن الدقة والمصداقية التي يتشدقون بنسبتها إلي إعلامهم. فرنسا علي المستوي الرسمي كانت أكثر إحتراما للاسلام وربما أيضا لايزيس المصريةفحظرت استخدام اسم الدولة الاسلامية في العراق والشام وقررت الاشارة للتنظيم باسم داعش التي ينطقها الفرنسيون دائش بينما نحن نائمون في العسل وبعضنا فرح بأن يردد خلف الخواجات ببغاويا ايزيس.