إنها حقا دروس مستفادة من دورة التخطيط الاستراتيجي والأمن القومي, التي عقدتها كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا, وفي يوم السبت الماضي احتفلت الأكاديمية بتخريج دفعة جديدة متميزة من المدنيين والعسكريين من هذه الدورة التي استغرقت سته أسابيع, بواقع ثلاثة أيام اسبوعيا, وكان لي الشرف أنني تلقيت دروسا ومعلومات مستفادة, من قبل قادة عسكريين حاليين وسابقين, بالإضافة إلي المستشارين بهذه الأكاديمية العريقة,ولعل الدروس المستفادة تتمثل في الاتي: أولا- كيفية مواجهة حروب الجيل الرابع التي تعتمد علي التقدم التكنولوجي, ولاتستخدم فيها الأسلحة التقليدية, بل تستخدم فيها الأسلحة الذهنية( القوة الذكية), وهدف هذا النوع من الحروب أن تصبح الدولة هشة, وتعتبر قضية الإرهاب إحدي حروب الجيل الرابع الذي يتم تدعيمها من القنوات الإعلامية علي رأسها الجزيرة القطرية, ومواقع التواصل الاجتماعي, والمواقع الالكترونية, وليكن العراق مثالا لأحد ضحايا هذا النوع من الحروب, بالإضافة إلي التفجيرات والعصابات واستخدام العملاء في هدم الدول, وتسليط الأضواء عليهم ومنحهم جوائز عالمية خاصة من ليس لهم أي إنجازات علمية. ثانيا- التعرف علي الرؤية التحليلية للعلاقات المصرية الافريقية خاصة العلاقة بين تركيا وإسرائيل, وكيف يدخل المواطن الإسرائيلي إلي اسطنبول, بدون الحصول علي تأشيرة, بالاضافة الي وجود قاعدة عسكرية إسرائيلية في تركيا, ودور مصر ومساعيها للوفاق في ليبيا, كدولة كبيرة وغنية بالبترول, ومطمع للاخرين, خاصة أن مصر ليست مع طرف ضد الاخر, وليعي الشباب أن مشكلة العراق المتسبب فيها الولاياتالمتحدةالأمريكية, وأن حلايب وشلاتين مصرية100%, وأن من بني الخرطوم هو محمد علي وبها المدارس والمستشفيات وبها دائرة انتخابية, وأن الجغرافيا هي التي تحكم الحدود. ثالثا- معرفة الكثير عن مخاطر منظمات المجتمع المدني علي الأمن القومي, والتي تختلف مسمياتها من دولة لأخري, علي رأسها منظمة فريدم هاوس, وهي مؤسسة دولية غير حكومية لها علاقة بالمخابرات الأمريكية, ومقرها واشنطن, وتهدف إلي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان, والدفاع عن الحريات والاقليات, وحقوق المرأة, وتضم عددا من مستشاري الأمن القومي الأمريكي, والداعم للمشروع الصهيوني, وهم نفس القادة ممن دعموا الثورة البرتغالية في أوكرانيا. رابعا- مناقشة مايحدث في دول الجوار والكشف عن المخططات الغربية لتقسيم الشرق الأوسط, كمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي دعت اليه كونداليزا رايس عام2006 والمسمي بالفوضي الخلاقة التي تسعي لهدم وتفكيك مؤسسات الدولة الرسمية, من أجل المصالح الأمريكية, ومعها الاتحاد الاوروبي, ومصلحة إسرائيل وأمنها في المنطقة, ومن أجل السيطرة علي البترول الذي يمثل كنزا لامريكا, خاصة أن68% من البترول الاحتياطي العالمي مصدر للطاقة في الولاياتالمتحدةالامريكية, وكذلك استمرار الملاحة في قناة السويس, وتصريف المنتجات الامريكيةوالغربية إلي الدول العربية, البالغ عدد سكانها مايقرب من400 مليون عربي, وإبعاد العرب عن النفوذ العالمية, ناهيك عن التكريس للخلافات العرقية. خامسا- كيفية مواجهة الفكر المتطرف,من خلال المواجهة الفكرية وليست المواجهة السياسية, وليعي الشباب أن أصل الفكرالمتطرف بدأ من حسن البنا الذي يذكر أنه أول من حول التطرف الفكري والآراء الفقهية المتطرفة الي تنظيم دولي, وفي هذا السياق لاتستغربوا من مشاهد الذبح والدم, ولابد أن تعرف الأجيال الحالية والقادمة, من قال: لاوطن للدين, ومن قال: كلمة سيئة في حق مصر بالإضافة إلي من يكفرون ويروعون ويفجرون ويهجرون مواطنين من مواطنهم وأراضيهم, والمواجهة لهذا الفكرتبدأ بإشراف الدولة علي التعليم, الذي يمارس في العديد من المدارس التي تغذي عقول التلاميذ بأفكار متطرفة, ورعاية أطفال الشوارع والتثقيف في الجامعات ولابد من هدم الأصنام التي تتمثل في الآراء المغلوطة لأئمة وشيوخ لاعلاقة لهم بسماحة الدين الإسلامي, وتعرية الكدابين والمتاجرين باسم الدين. سادسا- اكتساب معلومات من خلال التجول في بانوراما جغرافية عن جيوإستراتيجية مصر,والمتمثلة في الموقع الجغرافي والقوي البشرية الهائلة, والثروات الاقتصادية, والتراث الحضاري التاريخي العريق, وكذلك معرفة من هو حلف شمال الاطلنطيNATO, الذي يمثل الجناح السياسي الغربي تجاه باقي دول العالم, وهو من يتدخل لحل النزاعات العرقية, والتدخل من أجل السلام, وتهيمن الولاياتالمتحدةالامريكية علي هذا الحلف الذي يضم دولا متعددة ومعروفة وكذلك كيفية إدارة الأزمات التي تتمثل في جوانب عسكرية وسياسية واقتصادية وأمنية. سابعا- أن عدوك لايمثل فقط إسرائيل, ولكن عدوك في تصوري هو أيضا الخائن للوطن, والذي يسيء للمؤسسة العسكرية الوطنية ذات الثوابت الاخلاقية, عدوك هو الارهابي الذي يفجر ويقتل ويسفك دماء شهداء الواجب من رجال الجيش والشرطة وغيرهم من المدنيين الأبرياء, عدوك هو الذي لايعرف معني الوطن, والوطن بالنسبة له سكن, هو ذراع يمكن تحريكها, وينفذ مايملي عليه.,والعدو الحقيقي هم وكلاء أمريكا واسرائيل والصهيونية العالمية, والدول الغربية المؤيدة لهم, ومن يعاونهم. إن كل مايحدث في دول العالم العربي هو لصالح اليهود فهم أول من يحصدون الغنائم,ولذلك لابد ان تنتقل هذه الدورات لتندرج ضمن البرنامج الثقافي لشباب جامعات مصر.