قد يستمر الجدل حول مصير جنوب السودان حتي التاسع من يناير المقبل رغم قناعة الأغلبية من السودانيين بأن الانفصال قادم لا محالة, ولكن هناك قناعات أخري لعدد محدود من المسئولين أو العامة من الناس بأن الوحدة هي الراجحة ومن بين هؤلاء محمد الحسن الأمين القيادي البارز بحزب المؤتمر الوطني الحاكم وأحد الممسكين بملف الاستفتاء والذي أكد أن الانفصال خيار مستبعد تماما نسبة للاتفاق العام والروح العامة بين الشريكين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بطرح أي مشكلة علي طاولة الحوار بينهما وأن لكل مشكلة أو خلاف حلا يتم بالتفاوض وستحل كل المشاكل حتي التي يري البعض انها صعبة. وقال الأمين ل الأهرام المسائي أنا اؤكد أن ظروف الحرب التي عاشتها الحركة الشعبية وعاشها الجيش السوداني كفيل بأن يؤدي إلي حدوث تنازلات بين الطرفين للوصول لحل بشأن القضايا العالقة. هناك قناعة لدي البعض بأن الانفصال أصبح حقيقة ولكني لا أتوقع ذلك ولكن أتوقع وجود انذار بالحرب ومناوشات قليلة هنا وهناك في مناطق التماس واستبعد حدوث حرب نظامية بين الحركة الشعبية لتحرير السودان والجيش السوداني أو أي حرب موسعة وهذا يرجع إلي اننا عندما وقعنا علي الاتفاقية كان ذلك هروبا من الحرب والاقتتال وهروبا من الدماء التي سالت علي مدي عشرات السنين ولا يمكن أن نسمح بعودة الحرب مرة أخري وقال هذا الأمر يطرح سؤالا مهما ما هي فائدة الاتفاقية إذا عدنا للحرب خاصة أن الخلافات التي كانت بيننا انتهت وانجزنا أكثر من90% من حل المشكلات ولم يتبق أمامنا الا بعض التدابير ولو لا قدر الله اذا جاءت النتيجة انفصالا فهناك تدابير اعددنا لها خاصة الحدود الخاصة بأبيي نفسها وسبق أن تم الاتفاق عليها في مشاكوس لأن الحدود هي حدود1956 وهي الحدود التي تقع فيها منطقة أبيي في شمال السودان ولكن لإصرار أبناء ابيي عند توقيع اتفاقية نيفاشا بأن تكون لابيي وضعية خاصة إلي حين وافقنا وهذا يؤكد اننا سنتوصل إلي حل. ولكن اتيم قرنق نائب رئيس المجلس الوطني البرلمان والقيادي بالحركة الشعبية لتحرير السودان قال ان معظم الجنوبيين في الشمال قد جهزوا أنفسهم وحزموا الأمتعة لمغادرة الشمال للجنوب واضاف بما أن الاستفتاء سوف يتم في التاسع من يناير2011 فإن الذين حزموا الأمتعة فأغلبهم لن يكونوا موجودين في الشمال في ذلك التاريخ وبالتالي لم يقوموا بالتسجيل في الشمال وكانوا قد قرروا الرحيل خلال شهري نوفمبر وديسمبر هذا العام للجنوب ونفي أن تكون للحركة دور في تحريضهم أو منعهم من التسجيل في الشمال وغير الذين رحلوا إلي الجنوب هناك أسباب أخري حالت دون تسجيل الكثيرين للاستفتاء منها أن بعض المراكز تبعد عدة كيلو مترات عن مناطق وجود سكن أبناء الجنوب وهذا أسهم في عزوفهم عن التسجيل في الشمال وهذا يؤكد أن هناك أسبابا منطقية بغض النظر عما يحدث. وقال اتيم قرنق عن العلاقات العربية مع الجنوب في حالة الانفصال ان العلاقات العربية السودانية خلال زمن الحرب لم تكن متوازنة وجلبت العديد من العدوات للشعب السوداني سواء كانت عربية أو غربية أو إفريقية أو أسيوية فالمهم في القضية إذا كان أهل جنوب السودان اختاروا الانفصال فإن علاقاتهم مع الدول العربية ستكون قوية وهناك مثال بأن جمهورية مصر العربية قامت بعمل كبير في المساهمة في تعليم أبناء السودان وزيادة الوعي اثناء الحرب رغم العراقيل وغيرها والصورة العامة تقول إن هناك علاقة تاريخية جيدة مع مصر وهناك علاقة تاريخية مع دولة الكويت التي أسهمت منذ40 سنة في دعم جنوب السودان وفي بناء أحد المستشفيات وهو المستشفي الأول للأطفال منذ الاستعمار والحكم الوطني في السودان فهناك علاقات جيدة في مجال الاستثمار مع دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر ولذا أنا أعتقد أن علاقة الجنوب بالدول العربية ستكون راسخة وقوية وهناك حقيقة اقتصادية لا يمكن أن يتفاداها أي شخص هو أن دولة كمصر ودولة الكويت ودول الخليج والسعودية وليبيا والجزائر كلها تنتج البترول وتسيطر علي السوق النفطية وجنوب السودان من الدول المنتجة للنفط ويبحثون عن أهل النادي النفطي والانضمام لهذا النادي, وعليه سيكونون أصدقاء لهذه الدول لأنها تسيطر علي أسواقه. ولكن فورمينا مكويت منار رئيس مكتب الاتصال لجنوب السودان في الشرق الأوسط والجامعة العربية في رده علي سؤال حول ما يتردد عن ندم الجنوبيين اذا اختاروا الانفصال قال ان القضية ليست قضية ندم فهناك معطيات كثيرة ربما تجعل الانفصال حقيقة بعد50 عاما عشناها حروبا وضاعت أرواح بريئة خلالها ولكني أنا أسأل عندما تجد في كل العالم سودانيين ليس جنوبيين فقط بل أكثرهم من الشماليين فلماذا غادروا رغم أن العالم كله يطمع في ثروات السودان؟ الإجابة أن دولتنا لم تضع الأسس التي تجعل من البلد وطنا جاذبا حتي لأبنائه ولذلك هاجروا ونحن في الجنوب إذا اختار شعبنا الانفصال لدينا الكوادر المؤهلة ولدينا ثرواتنا ويكفي اننا علي مدي6 سنوات الفترة الانتقالية أدرنا بلادنا لوحدنا ونجحنا لأن كل الذين زاروا الجنوب يكونون قد شعروا بالفارق بين الماضي وبعد عام2005 حيث اعتبره الكثيرون بانه أكثر تقدما من دول إفريقية استقلت منذ عشرات السنين وهذا أيضا شهد عليه رئيس جنوب افريقيا السابق أمبيكي.