خيمت الخلافات علي الجلسة الختامية للقمة الافريقية الأوروبية في طرابلس, حيث عكست المناقشات حول قضايا وملفات القمة مثل التغير المناخي مدي اختلاف وجهات النظر بين القارة الأفريقية والأوروبية. كما عكست مناقشات قضايا مثل القرصنة مدي اختلاف الموقف الافريقي عن الموقف الأوروبي, ففيما أكد الزعماء الأفارقة علي ضرورة التركيز علي جوهر المشكلة الصومالية وهي المصالحة الوطنية واجراء الحوار بين الأطراف ركز الجانب الأوروبي علي الشق الأمني من القضية. وقد أكدت مصر أهمية ان تستهدف الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وافريقيا دعم جهود افريقيا من اجل التنمية بما في ذلك دعم القدرات المؤسسية والبنية التحتية للقطاعات الإنتاجية والخدمية, وتشجيع القطاع الخاص الافريقي خاصة في المشروعات الصغيرة والمتوسطة. جاء ذلك خلال المداخلة التي عرضها السيد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية في الجلسة الختامية للقمة. وقد أكد إعلان طرابلس, الصادر أمس عن القمة الافريقية, ضرورة تعزيز الجهود المشتركة خاصة في تشجيع نمو الاستثمار, وخلق فرص العمل لجيل الشباب الذي يدخل سوق العمالة وتحديدا في أفريقيا, وتعزيز دور القطاع الخاص كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي الشامل والمستدام وفي عملية التنمية الأكثر عدالة وتوازنا, ودفع جهود التعليم ونقل التكنولوجيا لتعزيز مجتمع قائم علي المعرفة. وذكر حسام زكي المتحدث باسم الخارجية أن قضية التغير المناخي تم استبعادها من البيان الختامي بسبب الموقف الافريقي الرافض للمقترحات الأوروبية بشأن مواجهة ظاهرة التغير المناخي والتي تأكدت في رفض ما قدمته أوروبا في قمة كوبنهاجن حول تلك الظاهرة. وفيما يتعلق بموضوع التكامل الاقليمي والبنية التحتية وتنمية القطاع الخاص.. قال وزير الخارجية إن وجهة النظر المصرية تتركز في ان المساندة المطلوبة من أوروبا في هذا المجال يجب أن تتجاوز الوفاء بتعهدات مساعدات التنمية الرسمية لإفريقيا, والمطلوب إجراءات جدية لتشجيع تدفق الاستثمار الاجنبي المباشر للدول الافريقية, وتسهيل نفاذ صادرات هذه الدول الي الاسواق الأوروبية وأيضا دعم المواقف الإفريقية في مفاوضات متعددة الاطراف لمنظمة التجارة العالمية في جولة الدوحة, خاصة فيما يتعلق بملف الزراعة. وأوضح السفير حسام زكي أن مداخلة وزير الخارجية في المحور الخاص بالطاقة تركزت علي أن مصر تتطلع الي مساندة أوروبا لجهود ربط شبكات الطاقة من الكهرباء والغاز في القارة, لكي يتم الربط بين مواقع الانتاج والأسواق الاستهلاكية, وبما يعزز من جهودنا جميعا لتامين أحتياجات دولنا الافريقية من أمدادات الطاقة. وفيما يتصل بموضوع تغير المناخ أشار زكي إلي ان أفريقيا مثلها في ذلك مثل الدول النامية الاخري تحتاج الي مساندة الشركاء الأوربيين والي مساندة الدول المتقدمة في مجالين أساسيين وهما التمويل ونقل التكنولوجيا, لافتا الي ان أفريقيا تطلع بوجه خاص لاقامة آليات لمكافحة تدهور الغابات والتصحر وفق أتفاق كوبنهاجن, كما تتطلع لنتائج جادة وأيجابية خلال مؤتمر كانكون الذي ينعقد حاليا في المكسيك. وقال زكي إن الوزير أشار في مداخلتة بالمحور الثالث الخاص باهداف الالفية للتنمية والزراعة والامن الغذائي التي وضعتها الاممالمتحدة, الي أن الازمة الاقتصادية العاليمة ألقت بتبعات سلبية علي الاوضاع الاقتصادية عموما في أفريقيا وبالتالي أثرت بالسلب علي قدرة أفريقيا في تحقيق أهداف أنمائية للتنمية بحلول عام2015, سواء فيما يتعلق بعائدات التصدير أو فيما يتعلق بتراجع الاستثمار المباشر, او قدرة أفريقيا علي الوفاء باعباء الديون الخارجية. وحول المحور الرابع الخاص بموضوع الهجرة والتنقل والتشغيل, قال زكي أن مصر تري ان موضوعات الهجرة ترتبط بقضايا التنمية بمفهومها الشامل, وفيما يتعلق بمستويات النمو علي وجه الخصوص, مؤكدا علي ان دعم أفريقيا علي الاستثمار والنمو واتاحة فرص العمل يصب بشكل مباشر في مكافحة الهجرة غير الشرعية. وقال السفير حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية انه فيما يتعلق بالمحور الخامس وهو المتعلق السلم والأمن والحوكمة وحقوق الانسان, فان هناك ترتيبات مؤسسية كثيرة اتخذها الاتحاد الإفريقي, كان في مقدمتها انشاء مجلس السلم والأمن, وانشاء قوة افريقية جاهزة, وهناك ترتيبات لإنشاء آلية للإنذار المبكر, ولكن رغم كل هذه الترتيبات والاجراءات فان هناك تحديات عديدة ومتشابكة, ترتبط بعدة نزاعات وبؤر للتوتر, خاصة في منطقتي القرن الافريقي والبحيرات العظمي. وأكد زكي ان مصر حريصة علي المشاركة في جهود تحقيق الاستقرار في القارة الافريقية, خاصة في الصومال والسودان, وتشارك بنحو5500 ضابط وجندي في عمليات حفظ السلام بالقارة تحت مظلة الاتحاد الافريقي والأمم المتحدة, مشيرا الي ان مصر من المقرر ان تستضيف لواء الشمال للقوة الافريقية الجاهزة, كما تدعو الي انشاء واستضافة مركز افريقي لإعادة البناء والاعمار في مرحلة ما بعد تسوية النزاعات المسلحة. وأكدت السفيرة مني عمر مساعدة وزير الخارجية أن الخلافات خيمت علي اعمال القمة الأفريقية الأوروبية الثالثة بطرابلس وأن القمة لم تحسم الملفات والقضايا المطروحة عليها بسبب استمرار الخلافات بين الجانبين وعدم اتخاذ الجانب الأوروبي قرارات حاسمة بشأن هذه القضايا. وقالت السفيرة مني عمر إن افريقيا تتوقع من اوروبا مزيدا من المنح والمساعدات لتعزيز التعاون الاقتصادي واشارت إلي أن مصر قدمت77 مشروعا وأعلن الجانب الأوروبي إلتزامه بالدعم والتمويل لهذه المشروعات لكنه لم ينفذ اي من هذه التعهدات حتي الأن وطالبت بتحديد أولويات والتركيز علي مشروعات محددة وهذا ما طالبت به بعض الدول الأوروبية خلال القمة بأن يتم تحديد الأولويات المهمة للمشروعات حتي يمكن للجانب الأوروبي تنفيذ هذه المشروعات. وأكدت مساعدة وزير الخارجية للشئون الافريقية أن الخلافات بين الزعماء الافارقة والأوروبيين كانت واضحة ولم يتم سوي حسم ثلاث قضايا وهي تغير المناخ والزراعة والأمن الغذائي والشراكة والتعاون الاقتصادي ومازلت المناقشات تدور حول القضايا الخمس الباقية التي تتصدر جدول أعمال القمة. وارجعت السفيرة مني عمر الموقف الاوروبي الرافض وغير المتحمس لتعزيز التعاون الاقتصادي مع أفريقيا إلي تقديم القارة السمراء قائمة طويلة من المشروعات وعدم تحديد اولويات محددة, كما أشارات إلي الأزمة المالية والاقتصادية التي تركت ظلالا سوداء ومازالت. وقالت إن الخلافات عرقلت التوصل إلي بيان مشترك بشأن القضايا المطروحة.وطالبت بان يتم التعامل مع مسألة حقوق الانسان كمسألة شاملة وليس مجرد التركيز علي انتهاكات وتجاوزات صغيرة وقالت إن تمويل أوروبا للمشروعات يؤدي لتوفير فرص العمل, مما يساعد علي توفير وحماية حقوق الانسان وتعزيزها وقالت إن الموقف الأوروبي هو نفسه لم يتغير خلال القمة.