بعد مارثون سينمائي استمر لمدة اسبوع يسدل الستار اليوم علي الدورة الثلاثين لمهرجان الإسكندرية السينمائي بدول البحر المتوسط والذي شارك فيه هذا العام125 فيلما من26 دولة منها70 فيلما تنافست في المسابقات الرسمية المختلفة.. حيث قام في الثامنة مساء اليوم حفل ختام وتوزيع الجوائز علي الأفلام الفائزة في المسابقات المختلفة بحضور اللواء طارق المهدي محافظ الاسكندرية والامير رئيس المهرجان ولفيف كبير من نجوم الفن السابع والاعلاميين ورجال السلك الدبلوماسي في مصر والدول العربية والاجنبية. وفي آخر فعاليات مهرجان الاسكندرية السينمائي اقيمت امس ندوة تكريم المخرج داوود عبد السيد والذي اكد الجميع ان هذا التكريم جاء متاخرا لان داوود حالة خاصة جدا في السينما المصرية وفنان ملتزم يعشق السينما. وفي بداية الندوة اكد داوود عبد السيد ان مجئ السيسي في هذا التوقيت رئيسا للجمهورية كان شيئا ضروريا لمواجهة المحاولات الاخوانية الخطيرة لزعزعة استقرار الدولة وهدمها مشيرا الي ان كل الشعب المصري يقف حاليا مع الشرطة ولابد من اصلاحها بشكل يخدم المجتمع. واضاف داوود لقد تربينا جميعا كجيل سينمائي ملتزم علي تقديم كل ماهو مفيد للسينما وللمجتمع وهذا واضح في افلام كثيرة قدمها ومنها الكيت كات ومواطن ومخبر وحرامي والصعاليك والفرح ورسائل بحر والبحث عن سيد مرزوق الذي تضمن هموم الوطن والعجز الموجود داخل المجتمع.. مشيرا الي ان نكسة67 ليست مجرد هزيمة عسكرية وانما هي هزيمة حضارية نتيجة اسباب سياسية, والشعب المصري ظل يمر بازمات كثيرة وكان علي السينما ان تناقش هذه الازمات حتي تستطيع تشكيل الوعي لدي الجمهور. وحول رؤيته للرقابة علي المصنفات بعد الثورة قال داوود اعتقد ان القانون لم يتغير حاليا, وللرقابة وجهين وهما الرقابة علي الابداع وهذا يعد مقيدا للفكر والابداع لان معني ان تراقب شريط السينما فانت تعمل رقابة علي المتفرج وهذا ضد حقوق المواطن وفي رأيي ان الرقابة الحالية غاشمة وبربرية والنوع الثاني هو رقابة المبدع علي نفسه وهذا هو المطلوب. وعن خريجي معهد السينما قال لو اتيحت لي الفرصة حاليا وكنت ارغب العمل في السينما وافضل شيء غير معهد السينما فنحن من جيل يؤمن بسينما المؤلف اذا كنا نريد تقديم فن حقيقي, وانا لست ضد السينما التجارية ولكن لابد من وجود السينما الفنية ليحدث توازن. واضاف داوود انا لا اهتم بالتكنيك لافي السينما ولا في السيناريو لانني لا احب ان احبس نفسي في قالب واحد.. فالفن مغامرة هدفها الامتاع والادهاش واذا لم يتوفر ذلك فلم يكن للسينما أي دور في المجتمع..فالفن يقدم خبرة جمالية وفنية ودوره ليس معالجة القضايا وانما تنوير المجتمع وتثقيفه. ومن جانبه اكد علي عبد الخالق ان داوود من المخرجين القلائل الذين تتميز اعمالهم بالمتعة والبهجة فهو يقدم افلامه للجمهور والنخبة والنقاد والمهرجانات وهذا لا يتوفر لمخرجين كثيرين في العالم.. مشيرا الي ان اهم مايميز داوود اهتمامه بتواصل الاجيال مع المخرجين والممثلين الشباب. أضاف مدير التصوير رمسيس مرزوق الصورة عند داوود من اجمل الصور التي رأيناها علي الشاشة السينما.. بينما اكد المخرج الفلسطيني هاني ابو اسعد انه تعلم الكثير من المخرج المصري منذ عام1982 عندما قال له أن كان يريد أن يقدم فنا لا يربط فنه بالتجار. من جانبه قال المخرج محمد النجار يتميز دواوود في كتابة السيناريو بشئ خاص جدا فعندما تقرأ له تشعر وكأنك تشاهد العمل السينمائي تفصيليا علي الورق. وعن المرأة في سينما داوود عبد السيد قال المخرج ان المرأة هي بؤرة الصراع والفكر دائما وبالنسبة لي فالمرأة والرجل كائن انسان وبالتالي فهي تتساوي مع الرجل في كل شئ. فودة: حلم الإنتاج العربي المشترك بدأ يتحقق علي أرض الواقع في سياق متصل اقيم علي هامش مهرجان الاسكندرية ندوة تحت عنوان التعاون العربي المشترك في مجال السينما افاق وطموحات وشارك فيها المخرج مسعد فودة رئيس اتحاد الفنانين العرب ونقيب السينمائين ونبيل الجاي المقرر العام لنقابة الموسقيين المغربية والمخرج العماني دكتور خالد الزجالي رئيس مهرجان مسقط ونقيب السينمائيين في سلطنة عمان والمخرج اللبناني صبحي سيف الدين نقيب السينمائيين اللبنانين حيث اكد جميع المشاركين علي ضرورة قيام اتحاد الفنانين العرب بانشاء شركة للانتاج السينمائي يكون هدفها تجميع العالم العربي وتقديم انتاج سينمائي مشترك بين الدول العربية لان السينما تشكل وجدان ابناء الوطن وتقرب بين شعوبه. واكد مسعد فودة انه منذ تولي رئاسة هذه الدورة لاتحاد العام للفنانين العرب بدأ يبحث كيفية التعاون لايجاد انتاج سينمائي مشترك بين الدول العربية.. مشيرا الي ان النخب السياسية والاقتصادية تدخلت في مسائر الناس فبدأت الصناعة تتهاوي امام شراسة رأس المال. واضاف ان الاتحاد وضع في مهرجان مسقط السينمائي السابق نواة للتعاون السينمائي العربي المشترك وهناك لجان تم تشكيلها تكون حاليا لتقييم هذا المشروع, كما وضعنا الدراسات الاولية للمعهد الفني للدراسات واعداد الكوادر السينمائية والذي تم الاتفاق علي انه سيقام في مسقط, مشيرا الي ان هذا التحرك هدفه الاساسي هو تقديم انتاج سينمائي مشترك يهتم بهموم المنطقة العربية كلها حتي تعود الريادة مرة اخري للقوة الناعمة لكي تكون قادرة علي تشكيل وجدان وفكر هذا الوطن. واضاف الدكتور خالد الزجالي ان انطلاق مبادرة التعاون السينمائي المشترك اصبحت اشكالية يتحدث عنها منذ سنوات ولكن لا احد يتحرك فالمنتجين لا يتحركون وبالتالي فالمشروع يتوقف وكثير من التجارب فشلت لانهم لا يريدون المغامرة, رغم ان عندنا نماذج كثيرة من خلال الانتاج المشترك وكانت ناجحة جدا مثل افلام الناصر صلاح الدين وعمر المختار وغيرها وبالتالي علينا ان نتحرك بقوة وبمشاركة المنتجين الجادين. وقال المغربي نبيل جاي في المغرب كثير من المهرجانات والانتاجات المشتركة ولكن للاسف ليس مع الدول العربية ونحن نتمني ان يتم هذا التكامل بيننا وقد بدأنا التحرك بالفعل حيث سيتم في المغرب تنظيم مؤتمر قمة فنية عربي قريبا تحت رعاية ودعم الملك محمد السادس لبحث كيفية التغلب علي تنفيذ مبادرة الانتاج الفني المشترك. واختتم الندوة المخرج اللبناني صبحي سيف الدين مؤكدا انه عاش في زمن سينمائي مزدهر بين مصر ولبنان وكان هناك تسع معامل للسينما في بيروت وحضر الي هناك كبار الفنانين المصريين, ولكن مايحدث حاليا هو مؤامرة كبيرة علي السينما العربية لانها حضارة الامة.