يثير تدني مستوي بعض الأعمال الدرامية الكثير من الأسئلة حول تأثيرها السلبي علي الأطفال والمراهقين الذين يتأثرون بما يرونه فيجب أن تكون في تلك الأعمال قدوة حسنة لهم. الدكتورة عزة العشماوي الأمينة العامة للمجلس القومي للطفولة والأمومة قالت انه بنظرة تحليلية للأعمال الدرامية التي شاهدناها في الآونة الأخيرة نجد أنفسنا أمام مجموعة من الكتاب والممثلين قد استغلوا شهر رمضان كأحد مواسم الانتاج الفني ليمتعونا بما يقدمونه من أعمال يبذلون فيها أقصي جهدهم دون النظر لما تتضمنه مشاهدهم من سلوكيات سلبية تبث علي ملايين الأطفال وقد تؤدي لتأثر أي منهم بشخصية البطل أو البطلة فيتحول إلي طفل منحرف وذلك بزعم اعجابهم بأبطال المسلسلات, وإتخاذهم قدوة لهم ونذكر علي سبيل المثال وليس الحصر مسلسل ابن حلال الذي تضمن تدخين البطلة الحشيش معلنة ذلك تحت مسمي أنا فتاة حرة وكأن ذلك هو مفهوم حرية الفتاة وتعاطي المخدرات من قبل عدد من الفنانين بشكل عام داخل المشاهد وكأن ذلك أحد مصادر التحضر أو الرجولة. كما تضمن مسلسل صاحب السعادة استخدام بطل المسلسل بشكل دائم ألفاظ السب في تعامله مع أزواج بناته وأحفاده وكأن ذلك أحد أساليب النداء أو التدليل وكذلك استخدام الأطفال في المسلسلات الألعاب النارية الشماريخ في اللعب. وقالت الأمينة العامة للمجلس إن أبطال الأعمال الدرامية هم دائما مصدر قدوة للأطفال في مراحل الطفولة وخاصة المراهقة, وأطفالنا يقتبسون العادات والتقاليد من خلال ما يبث بالأعمال الدرامية, والمراهقون يختارون ملابسهم وفقا لما يتم عرضه من خلال أبطال المسلسلات, وبعض المفاهيم مثل الحرية والأنوثة والرجولة والعلاقات بين الطرفين وحدود ذلك يتم اكتسابها من خلال ما يعرض علي الشاشات, وضعف دور الأسر في إعادة صياغة ما يبث علي القنوات لأطفالهم وكذلك في تعريف الأطفال بما هو مقبول وما هو مرفوض من أفكار وسلوكيات داخل هذه الأعمال, مؤكدة أن الجهاز الاعلامي بكل ما يتضمنه يعد شريكا أساسيا في تربية أطفالنا وانتاج الجديد. من جانبها قالت غادة شريف خبيرة في مجال الطفولة اننا لا نحمل أيا من أطراف الأعمال الفنية مسئولية ما يقترفه الأطفال من جرائم أو سلوكيات سلبية ولكن فقط نشير إلي أن هذه الأعمال هي بذور الدمار والانفلات التي يتم غرسها في شخصية الأطفال كما أن الأسرة تقوم بإهمال الأطفال وعدم رعايتهم ومتابعة سلوكياتهم فينتج لدينا جيل من الأطفال يمارس العنف ويخرب في وطنه بل يتحرش بقرينات وأحياتنا جرائم الاغتصاب. وأضافت أن الطفل يتخيل أن ما يتم داخل الأعمال الدرامية هو تجسيد لواقع الحياة ولذلك نجد تعبيرات لدي بعض الأطفال تضفي خصائص إحدي الشخصيات الدرامية علي أفراد المجتمع ما يؤدي إلي تورطهم في بعض الجرائم بزعم التقمص, وقد غابت عن أعمالنا الدرامية الأعمال التي تحمل بداخلها مجموعة من القيم والأخلاقيات التي يراد بثها للأطفال لتقويم سلوكياتهم وتحويل طاقاتهم إلي طاقة إيجابية, فنحن نحتاج إلي أن ينظر القائمون علي الأعمال الدرامية إلي أطفال مصر باعتبارهم أطفالهم ويقيمون ما يقدمون من أعمال وما تتضمنه من مشاهد وفقا لما يرونه مفيدا لتنشئة أطفالهم وليس لما تحمله من عائد مادي. وطالبت الفنانين بتقديم الأدوار التي تتناسب والنماذج الإيجابية في المجتمع وهناك الكثير من الصور الإيجابية التي يمكن عرضها ويتخذها الأطفال قدوة له.