بعد أن انتهي شهر الصيام وأسدل الستار علي الدراما الرمضانية والمسلسلات التي تابعها الملايين وأغلبهم من الأطفال والمراهقين من الجنسين.. قام المجلس القومي للطفولة والأمومة برصد الانتهاكات التي حدثت ضد الاطفال خلال مشاهد هذه المسلسلات وذلك في اطار الدور الذي يقوم به المجلس في تقديم الحماية والرعاية والوقاية للأطفال. تقول الدكتورة عزة العشماوي أمين عام المجلس انه تم إجراء متابعة سريعة للأعمال الدرامية التي أذيعت علي قنوات التليفزيون سواء الأرضية أو الفضائيات خاصة أن أغلب الأسر المصرية تهتم بمتابعة هذه الأعمال خلال شهر رمضان مشيرة إلي أن لفظ "الأسر" يتضمن الأطفال الموجودين داخل الأسرة فالأطفال في هذا الشهر الكريم يشاهدون جميع ما تشاهده الأسر. أشارت "العشماوي" إلي أن مجموعة من المؤلفين والممثلين استغلوا رمضان كأحد مواسم الانتاج الفني ليقدموا لنا أعمالاً تتضمن مشاهد لسلوكيات سلبية تبث علي ملايين الأطفال مؤكدة علي أن الأطفال في هذه السن الصغيرة يتقمصون شخصية البطل أو البطلة فيتحول إلي طفل منحرف وذلك بزعم اعجابهم بأبطال المسلسلات. أضافت أن من بين ما رصده المجلس ما حدث في مسلسل "ابن حلال" الذي تتضمن ارتداء احدي الفنانات بالعمل ل "الهوت شورت" كأحد أنواع الزي تنتقل به خارج منزلها علاوة علي تدخين "الحشيش" معلنة ذلك تحت مسمي أنا فتاة حرة وكأن ذلك هو مفهوم حرية الفتاة بالإضافة إلي تعاطي المخدرات من قبل عدد من الفنانين بشكل عام داخل المشاهد وكأن ذلك أحد مصادر التحضر أو الرجولة. أوضحت د.عزة قائلة أنه في مسلسل "صاحب السعادة" رصد المجلس استخدام بطل المسلسل "عادل أمام" لألفاظ السب والشتائم بشكل دائم في تعاملة مع أزواج بناته وأحفاده وكأن ذلك أحد اساليب النداء أو التدليل وكذلك استخدام الاطفال في المسلسل للألعاب النارية "الشماريخ" في اللعب. قالت الأمين العام للمجلس إن المتابعة تضمنت مشاهدة سريعة وليست تفصيلية لبعض الحلقات المذاعة عبر محطات التليفزيون وبشكل عام لم يتم رصد استغلال للأطفال في أي من الأعمال التي جرمها قانون الطفل حتي الآن وكذلك لم يتم رصد أي انتهاكات للطفولة داخل الأعمال موضحة أن هناك مجموعة من الثوابت والحقائق التي تفرض نفسها من وجهة النظر العملية أن ابطال الأعمال الدرامية هم دائماً مصدر قدوة للأطفال في مراحل الطفولة وخاصة المراهقة واطفالنا يقتبسون العادات والتقاليد من خلال ما يبث بالأعمال الدرامية وأن اطفالنا المراهقين يختارون ملابسهم وفقاً لما يتم عرضه من خلال ابطال المسلسلات وبعض المفاهيم مثل الحرية والأنوثة والرجولة والعلاقات بين الطرفين وحدود ذلك يتم اكتسابها من خلال ما يعرض علي الشاشات.. وضعف دور الأسرة في اعادة صياغة ما يبث علي القنوات لأطفالهم وكذلك في تعريف الأطفال بما هو مقبول وما هو مرفوض من افكار وسلوكيات داخل هذه الأعمال مؤكدة أن الجهاز الاعلامي بكل ما يتضمنه يعد شريكاً أساسياً في تربية أطفالنا وانتاج جيل جديد من حماة الوطن. اشارت العشماوي إلي أننا لا نحمل أياً من اطراف الأعمال الفنية مسئولية ما يقترفه الأطفال عن جرائم أو سلوكيات سلبية ولكن فقط نشير إلي أن هذه الأعمال هي بذور الدمار والانفلات التي يتم غرسها في شخصية الأطفال لتقوم الأسرة بريها من خلال إهمال الأطفال وعدم رعايتهم ومتابعة سلوكياتهم فينتج لدينا جيل من الأطفال يمارسون العنف ويخربون في وطنهم بل ويتحرشون بأقرانهم واحياناً جرائم الاغتصاب وللأسف نحن أمام جيل من الاطفال يعرف كل شيء اذا كانت معرفته هذه مبنية علي ما يستقبه من البيئة المحيطة به أو من خلال رفاق السوء فلا داع ليقوم الاعلام بصقل هذه المعرفة واضفاء الشرعية عليها. اوضحت الأمين العام للمجلس أن الطفل يتخيل أن ما يشاهده في الاعمال الدرامية هو تجسيد لواقع الحياة ولذلك نجد تغييرات لدي بعض الاطفال تضفي خصائص احدي الشخصيات الدرامية علي افراد المجتمع مما يؤدي إلي تورطهم في بعض الجرائم وقد غابت عن أعمالنا الدرامية الأعمال التي تحمل بداخلها مجموعة من القيم والأخلاقيات التي يراد بثها للأطفال لتقويم سلوكياتهم وتحويل طاقاتهم إلي طاقة إيجابية فنحن نحتاج إلي أن ينظر القائمون علي الاعمال الدرامية إلي أطفال مصر باعتبارهم أطفالهم.