أكتب اليوم وأنا أعلم ان الانتخابات بعد ساعات وأن لحظة الحسم باتت أقرب مما يتصور الكثيرون, وأعلم ايضا أننا كحزب نقدم أنفسنا لكم بشكل جديد, فهذه أول انتخابات نخوضها بقوة, نضع فيها اللبنات الاساسية لحزب كبير وعملاق, وكلي ثقة في قوة مرشحينا, فحزبنا اليوم يبني نفسه بنفسه, ونجاحنا التنظيمي خلال العامين الاخيرين يشعرني بأن تعب السنين بدأ يؤتي ثماره, ذلك ان حزبنا الذي يدخل الآن طور النمو, يخوض انتخابات مجلس الشعب2010, وهو أكثر قدرة علي تحقيق أهدافه, بل وأكثر طموحا في ممارسة دوره بفاع ذلك لاننا حزب يخوض هذه الانتخابات حاملا علي أكتافه ارث حركة وطنية خالدة في تاريخ مصر الحديث, الا وهي حركة مصر الفتاة التي رسخت مبادئ الوطنية المصرية بانحيازها الكامل لمحدودي الدخل وتعبيرها الصادق عن احتياجات المواطن البسيط, وكذلك برامجها وسياساتها التي حملت لواء الوطنية المصرية في وقت كانت تعاني فيه مصر افتقاد البوصلة السياسية في مرحلة ما قبل الثورة, ثم جاء حزب العمل الاشتراكي بقيادة المجاهد ابراهيم شكري ليكون امتدادا حقيقيا لهذه الحركة وليلعب دورا فاعلا في ترسيخ قيم حركة مصر الفتاة ودورها التاريخي. ونحن في حزب الجيل الديمقراطي نعتبر أنفسنا أبناء حركة مصر الفتاة وأمتدادا لحزب العمل الاشتراكي ولسنا بديلا عنه ولاننا حزب المستقبل, أخذنا علي عاتقنا تطوير سياساتنا اعتمادا علي طموحنا في التعبير بصدق عن جماهير شعبنا وامتنا. كرامة المصري هدفنا, في المأكل والملبس والعلاج. صحة المصري حق من حقوق الانسان, وتعليمه يجب ان يكون وفق أعلي المقاييس الدولية, مرتبطا بنهضة شاملة, يعززها ويطورها العامل المصري يجب ان يعترف بفضله ودوره والفلاح المصري, صاحب الدور في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء, بما يحقق الاستقلال للقرار الوطني المصري والمعلم هو رمز بناء المستقبل, فاذا لم يستعد مكانته ودوره واذا لم تعد له كرامته فلا مستقبل حقيقيا لمصر. إننا نهدف للاصلاح والتغيير الحقيقي العميق. برنامجنا يستهدف اعادة قيمة الوطنية إلي موقعها في الفكر والحركة في داخل المجتمع, في مواجهة عمليات التغريب وطمس الهوية وافساد الشباب وتضييع القيم والانتماء, برنامجنا يستهدف إعلاء قيمة العمل المنتج في المجتمع في كل المجالات, في مواجهة المحاولات المستميتة لتثبيت أساليب الكسب من خلال سرقة المال العام, والتحايل ومخالفة الضمير والقانون, برنامجنا سعي حثيث لبناء نهضة وطنية في كل المجالات. اقتصادنا يمكن ويجب ان يكون مستقلا, يعتمد علي المال الوطني لا القروض الاجنبية التي تكبل مستقبل مصر وترهنه, صناعتنا الوطنية يجب ان تتطور وتتعاظم في عمقها الوطني وفي فضائها العربي, والافريقي والاسلامي صناعتنا وتطوير اقتصادنا هما الطريق لمواجهة البطالة, ومعيار التنمية هو بقدر ما يحقق مصالح وعزة وكرامة عامة الشعب لا النخب الضيقة التي تزداد ثراء. ان حزبنا تأسس علي الايمان بالله أولا وبقدرة الشعب المصري عميق الجذور.. علي صنع المعجزة, واستعادة النهضة وقيادة الامة فسحب الظلام التي ينشرها خصوم الوطن, يجب ألا تحجب عنا رؤية مستقبلنا المتجدد باذن الله, بلدنا ليس بحاجة إلا لاستنهاض الروح المصرية الصابرة المؤمنة القادرة علي صنع المعجزات كنا في حزب الجيل وسنظل دوما باذن الله, في موقع التعبير الصادق عن هموم المصريين وآلامهم لكننا نشدد يوما كذلك علي امكانية بناء مستقل جاد مزدهر, فنحن لسنا حزبا معارضا بل حزب يؤسس لصياغة مستقبل مصر. نحن حزب خرج للحياة السياسية علي خلفية تجربة مصرية جليلة بدأت في الثلاثينيات من القرن الماضي, حين ظهرت حركة مصر الفتاة, التي كانت الأقرب إلي البسطاء لا النخب المتعالية, وأعلنت عن مبادئها المنحازة للبسطاء من أبناء شعبنا وللمصالح العليا لمصر الدولة والمجتمع ولامتها وهو أمر اثر فعليا علي كل قادة ثورة يوليو1952, الذين أعلنوا انحيازهم الكامل لمبادي حركة مصر الفتاة باعلانهم مباديء الثورة الست التي كانت تلخيصا لمباديء وبرنامج ودور مصر الفتاة. ان حزب الجيل الديمقراطي حزب قديم جديد يحمل بين جنباته ارثا سياسيا مشرفا ذا جذور تاريخية تمتد إلي بداية الحركة الوطنية في مصر, لاتقيم بحدود السنوات السبع التي مارسنا فيها دورنا بعد تأسيس الحزب, إذ إن ايديولوجيتة وحركته ذات جذور في تاريخ هذا الوطن ترتبط به وتعبر عنه حزبنا يعي دوره التاريخي وحقيقة أهدافه المستقبلية, في الحفاظ علي مصالح المجتمع المصري وقوة الدولة والوطن والحفاظ علي ثوابت الامن القومي المصري, وبناء وتعزيز قوة الامة من خلال تحالفها مع أصدقائها في العالم في مواجهة خصومها وأعدائها وعلي رأسهم الولاياتالمتحدةالامريكية والكيان الصهيوني إن الظروف العالمية التي تموج بالصراعات والأحداث والتغييرات تؤكد مجددا علي ضرورات الوحدة العربية والاسلامية ودعم كل أشكال التواصل السياسي والاقتصادي والثقافي والقيم لبناء كيان قادر علي تحقيق مصالح الامة تؤكد علي ضرورة المقاومة, وإن دعمها هو الخيار الوحيد أمامنا في المواجهة. ان خوضنا لمعركة مجلس الشعب في عام2010 يأتي أمتدادا لدورنا التاريخي وتأكيدا لقدراتنا علي التصدي لمشكلات صياغة المستقبل, ارتكانا إلي ذات الايديولوجية التي تراهن علي الشعب, وتؤمن بقدرة مصر والمصريين علي احداث النهضة, نسعي لقيادة المعارضة عبر أصواتكم نسعي لتداول السلطة بهدف تحقيق الاستقرار والتنمية وتعميق الروح الوطنية, نسعي لاعادة مصر إلي عصور النهضة التي هي صناعة مصرية عبر التاريخ ان مصر تنتظر منا جميعا ان نوفيها حقها ونعلي من قيمها الاصيلة التي جعلت منها منارة دائمة للحضارة. ونحن إذ نثق في قدرتنا علي تحقيق الفارق في العملية الانتخابية ندعو جماهير شعبنا إلي الخروج غدا للتصويت لصالح برنامجنا الوطني والواقعي والعملي الذي حمل شعارنا لمستقبل مصر نهضة وطنية بسواعد مصرية لكي نؤكد للعالم أجمع ان الشعب المصري قادر علي ان يحمي صناديق الانتخابات.. وبدون الحاجة إلي الرقابة الدولية التي تسعي لفرض وصايتها علينا تحقيقا للنوايا الامريكية في اشاعة الفوضي داخل مجتمعنا, اعتمادا علي الابتزاز الديني الساعي لتقسيم الوطن, وسنعلن بكل قوة في هذا اليوم وقوفنا في خندق الوطنية ضد كل محاولات الهيمنة الاجنبية الهادفة لضرب الشرعية وتصعيد النبرة الطائفية. إن الرهان علي المستقبل هو خيارنا, وصياغة مشروع قومي يحقق العبقرية الوطنية المصرية هو هدفنا, وهو مستقبل مصر.