مثلها مثل أى امرأة تخطو أولى خطواتها كزوجة وتحلم باليوم الذى يتحقق فيه الأمل الذى كانت تعيش من أجله وتجد بين يديها طفلا يبتسم لها فى براءة وشيئا فشيئا يناديها. ماما. ولكن الحلم تحول إلى سراب وغربت شمس السعادة والأمل من حياة ولاء فالأيام تمضى ثقيلة قاتمة تقضى يومها سائحة بين الأطباء والمستشفيات تجرى وراء أمل مستحيل يبتعد عنها كلما حاولت الاقتراب منه. فى كل مرة تذهب فيها للكشف يخبرها الطبيب أن الأمل فى الإنجاب ضعيف ولكنها أبدا لن تفقد الأمل فى أن تصبح يوما أما وتكتحل عيناها برؤية طفل لها. عاشت ولاء رحلة طويلة بحثا عن علاج لحالتها حتى استقر بها الترحال عند طبيب جدد لها الأمل، وقال لها أنه سوف يجرى لها جراحة فى الرحم تحمل بعدها مباشرة، ولم تكذب ولا أخبرا هرولت إلى المستشفى يحدوها الأمل ودخلت إلى غرفة العمليات فاتحة ذراعيها للدنيا لعلها تبتسم لها وتعطيها ما تريد. ساعات كأنها الدهر مرت بولاء وهى داخل العمليات حتى خرجت إلى غرفة العناية المركزة فاقدة للوعى. بضعة أيام مضت وهى على حالها لا تدرى من أمرها شيئا غير أن جسدها يتورم وبطنها تنتفخ وحالتها الصحية فى ترد مستمر وعبثا حاول زوجها وشقيقتها هبة أن يخرجا من الطبيب بكلمة تطمئنهما. أيام قلائل ما بين محاولات يائسة لإفاقتها وإنقاذها من المصير المحتوم ولكن فى النهاية قال القدر كلمته ولفظت ولاء أنفاسها الأخيرة دافعة حياتها ثمنا لأمل لم يتحقق وضمير غاب من صدر طبيب قتلها بإهماله فى ريعان شبابها. حضرت شقيقتها هبة سعد إلى الأهرام المسائى تحمل أوجاع فراقها لشقيقتها وتناشد من خلال الجريدة النائب العام هشام بركات بالتحقيق فى واقعة مقتل شقيقتها على يد طبيب مهمل حتى لا تضيع حياتها هباء منثورا كما تناشد نقيب الأطباء بوقف هذا الطبيب عن العمل حتى لا يقع تحت يديه ضحايا جدد تزهق أرواحهم. قالت الأخت. شقيقتى ولاء سعد الشربينى كانت عروسا فى الثالثة والعشرين من عمرها فقدت حياتها على يد طبيب نزعت الرحمة من قلبه ودمر حياة أسرة كانت سعيدة فقد كانت ولاء تعمل مدرسة علم نفس بمدرسة كفر الدبوسى الثانوية المشتركة متزوجة من عامين ومنذ أن تزوجت وهى تسعى للكشف الطبى عند أخصائى النساء والتوليد بشربين حيث كانت تعيش عندما لم تجد ضالتها عندهم توجهت إلى القاهرة. والغردقة والبحر الأحمر، وتابعت مع عدد كبير من الأطباء مدة طويلة وبعد أن داومت على العلاج ستة أشهر، ولم يحدث حمل قرر لها الطبيب إجراء أشعة بالصبغة وذهب معها بنفسه لإجرائها وبعد الإطلاع على أشعة الصبغة ومتابعة التبويض وأشعة السونار التى أجراها لها بنفسه تبين أنها سليمة تماما كذلك تحليل السائل المنوى الخاص بزوجها تبين أنه سليم ولم يكن هناك أى عائق للحمل لديها وعادت إلى شربين تعيش على الصبر والأدوية المنشطة. وبعد فترة رشح لها أحد الأقارب طبيب نساء وتوليد بالمنصورة الذى قرر لها إجراء عملية جراحية بدون أى فحوصات فى 10 - 6 - 2014، وهى عملية توسيع عنق الرحم حسبما قال وبالفعل فى اليوم المحدد ذهبت وتوجهت إلى عيادته ودخلت غرفة العمليات فى العيادة وعندما خرج قال لنا خذوها وامشوا وفى صباح اليوم التالى استيقظت من النوم وعندما بدأت التحرك أغمى عليها وقمنا بالاتصال على الطبيب الذى أجرى العملية فطلب منا إحضارها إلى عيادته الخاصة وقام بتعليق محلولين لها وقام بعمل أشعة سونار مهبلى وأشعة سونار على البطن وقام باعطائها كبسولتين من فتحة المهبل على حد قوله لنزول الدم المتكتل فسألته عن سبب الهبوط وليه بطنها منتفخة أجابنى هيه محتاجة كيسين دم وهتبقى كويسة. وبالفعل توجهنا إلى مستشفى مجمع الإيمان وقاموا بإجراء مجموعة من الأشعة والتحاليل فثبت أنها حامل والحمل خارج الرحم وقالوا لنا أثناء عملية الاستكشاف سيتم نزوله وبعد فحص الحالة إكلينيكيا قرر طبيب المستشفى دخولها العناية المركزة ثم قاموا بإجراء عملية استكشاف وخرج الطبيب وحاول أن يطمئننا ثم قال أن الطبيب الذى أجرى لها توسيع عنق الرحم ما أخدش باله وهوه بينظف فدخل هواء فى بطنها أدى إلى التهاب فى الغشاء البروتونى فتحنا وخرجنا الهواء ونظفنا وركبنا درانئ وبعد خمسة أيام هتكون زى الفل ولو مش مطمنين اعملوا أشعة بره وكل أجهزتها زى الفل ولكن ازدادت الحالة سوءا وعلمنا بعد ذلك أنها أصيبت أثناء العملية بثقب فى الرحم وقطع فى الأمعاء مما تسبب فى خروج الفضلات إلى الدم ونتج عنه تسمم بالدم والأنسجة. وفى محاولة أخيرة قمنا باستدعاء أخصائى عناية مركز كبير جدا بالمنصورة وعرضنا عليه الحالة وفحصها وخرج قائلا نسبة شفاء الحالة 15%، بعد أن كانت 1%، ومعنى ذلك أن الحالة فى تحسن وفى المساء ستصل النسبة 30%، وإن جاءت الساعة التاسعة والحالة لم تتحسن اعطوها بلازما وبعد معرفة زوجها بما قام به طبيب النساء من خطأ وإهمال تسبب فى احتضار زوجته قام بعمل محضر إثبات حالة ضده وجاءت الساعة التاسعة ودخلت للاطمئنان على أختى وجدتها تموت فقمت بتلقينها الشهادة فى أذنها وعلى الرغم من أنها فى غيبوبة كاملة إلا أنها رددت الشهادتين وتوفيت. وحضرت المباحث للتحرى عن الحالة وطلبنا تشريح الجثة وبإشارة من المباحث انتقلت الجثة إلى ثلاجة المستشفى الدولى وفى صباح يوم الأحد أتى الطب الشرعى، وقام بالتشريح وأخذ العينات وبعدها عادت ولاء لترتاح فى مثواها الأخير بعد رحلة من العذاب وقمنا بتوديعها وقلوبنا تحترق عليها ولكننا لن نترك حقها يضيع لذلك نناشد الدكتور خيرى عبدالدائم، نقيب الأطباء بالتدخل حتى لا يرتكب هذا الطبيب وأعوانه أخطاء أخرى ويحرقوا قلوب أحد كما احرقوا قلوبنا على الفقيدة.
E.M : Khaled_el [email protected] للمراسلة : القاهرة - شارع الجلاء رقم بريدى 11511 الاهرام المسائى - فاكس 25791761 - تليفون : 0227703100 - 01229320261