منذ أيام قليلة تم الإعلان عن ميلاد كيان اقتصادى عملاق يضم بنكا عالميا للتنمية وصندوق احتياطيات الطوارئ برأسمال 100 مليار دولار أمريكى وقد أعلن ذلك رؤساء الدول الخمس فى مجموعة البريكس التى تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا ويهدف إنشاء هذا الكيان الاقتصادى العملاق إلى إعادة تشكيل النظام المالى العالمى الذى يهيمن عليه الغرب بزعامة الولاياتالمتحدةالأمريكية متجسدا فى كل من البنك الدولى وصندوق النقد الدولى ويعد إنشاء هذا الكيان الاقتصادى العملاق بداية تكون ثنائية قطبية اقتصادية جديدة بديلا عن هيمنة القطب الواحد الغربى على النظام المالى العالمى وستكون المهمة الأساسية لهذا الكيان الاقتصادى الاستثمار فى مشروعات البنية الأساسية فى الدول الخمس من أجل تحقيق نهضة اقتصادية ضخمة فى مجموعة "البريكس" واستقلالها عن مؤسسة البنك الدولى وصندوق النقد الدولى وهيمنة الولاياتالمتحدةالأمريكية على النظام المالى العالمى وفى المقابل نجد أن المجموعة العربية تمتلك فى مجموعها إمكانات اقتصادية جبارة تمكنها من إنشاء كيان اقتصادى مماثل يحول الاقتصاد العالمى إلى نظام متعدد الأقطاب ويعطى دفعة قوية للاستنهاض الاقتصادى العربى تصبح معه المنطقة العربية قطبا اقتصاديا عالميا يؤثر فى حركة الاقتصاد العالمى. ولكن المشهد الحالى فى المنطقة العربية ينطق بغير ذلك إذ تواجه الأمة العربية خطر الإرهاب والتقسيم والتفتت بفعل جماعات الإسلام السياسى الإرهابية ونظم الحكم السلطوى الاستبدادية فى المنطقة العربية وهيمنة الفكر الطائفى والنزاعات المذهبية لذلك فإن الأمر يحتاج إرادة سياسية للقادة العرب لبناء نظم ديمقراطية حقيقية والقضاء على تلك النزاعات الطائفية والفكر الدينى المتطرف والتوجه نحو استنهاض الأمة العربية بإنشاء كيان اقتصادى عملاق على غرار مجموعة البريكس. ومن أجل ذلك فإننى أدعو من هذا المنبر إلى مؤتمر قمة عربى عاجل ونية خالصة للقادة العرب للاتفاق على خطة محددة واضحة معلنة لإنشاء كيان اقتصادى عربى يعمل على تحويل المنطقة العربية إلى قوة اقتصادية جبارة تسهم بفاعلية فى إعادة تشكيل النظام المالى العلمى وتحويله إلى نظام متعدد الأقطاب وتعمل على إحداث طفرة كبيرة فى مشروعات البنية الأساسية فى المنطقة العربية ومشروعات إنتاجية تقوم على التكامل الاقتصادى وليس المنافسة الاقتصادية. إن العالم فى القرن الواحد والعشرين هو عالم التكتلات الاقتصادية القوية العملاقة وليس عالم التشرذم والتفتت والانقسام وهيمنة النزاعات الطائفية والمذهبية على مستقبل المنطقة العربية.