ما الذي أصاب العالم الإسلامي خاصة العربي منه؟!, أينما ذهبت فالحروب والعداوات, حتي اكتوت شعوبه بنيران الحروب الداخلية والخارجية علي السواء, ولا يختلف عاقلان علي أن الناس قد سئمت الحروب, وباتت تحلم بالسلم وكأنها تشتهي المستحيل, فلا ريب أن وراء مصائب لإنسان العربي خاصة شياطين الإنس اولئك الذين امتازوا علي شياطين الجن, فهلا ندعو الله سبحانه أن يستبدل قوما غير أولئك النفر الذين يدفعون شعوبهم إلي أتون الحرب..؟!! إن ما دفعني إلي هذا الاستهلال الحرب التي اختار لها النهازون قطاع غزة انطلاقا إلي تقزيم الشرق الأوسط الجديد وتناثر أشلائه علي جثث أبنائه..فليست الحرب علي غزة فيما أري إلا ذريعة لإعادة صياغة حدود دول العالم العربي الكبير( أقصد الذي كان كبيرا) صياغة تحقق أهواء المخطط الصهيوني القديم الجديد من النيل للفرات بمباركة المارد الأمريكي, خاصة أن رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية كان يقول: إن الحرب بدأت علي24 دولة إسلامية إنها( إسرائيل) بؤرة الخراب العالمي معقد آمال الحاقدين لتحقيق الهجمات الصليبية علي الشرق العربي والعالم الإسلامي! فهل يعقل أن المجتمع الدولي بهيئاته الأممية ومنظماته وأحلافه العسكرية المتعددة يظل عاجزا عن ردع هذا الكيان الذي لم تردعه قرارات ومواثيق ومعاهدات منذ قرابة نيف وستين سنة أظنها أخطر وصمة عار في جبين الإنسانية منذ بدء الخليقة..!! ومع ذلك لاتزال( إسرائيل) تنعم بالتبني الأمريكي السرمدي خاصة أن المحللين في أنحاء الدنيا قد أجمعوا علي أن دعم( أوباما) لها قد فاق دعم غيره من رؤساء أمريكا!! يقول( جدعون ليفي) الكاتب الإسرائيلي...إنهم في المجتمع الإسرائيلي يطلقون النار في زمن الحرب, وفي زمن الهدوء أيضا. ثم يستطرد قائلا:.. النقد المجتمعي في إسرائيل محصور في مجالات واضحة, فيجوز انتقاد الزحام في الفصول الدراسية, وأسعار الجبن وأرباب المال وأسعار القهوة في مطار تل أبيب, ويجوز أيضا انتقاد المسرح والسينما, وتباح تحقيقات عن رؤساء البلديات ومطربين أخفوا الضرائب....لكن لا كلمة عن جرائم حرب!! والأعجب في مسيرة هذا الكيان( الهجين) أن العالم الأوروبي والأمريكي يدعمانه بغير حدود علي الرغم من أنهم دائما يتصايحون بأنهم أحرص أهل الأرض علي حقوق الإنسان وبسط الرفاهية والتنمية للناس أجمعين أينما كانوا وأنهما أي أوروبا وأمريكا النموذج الذي يجب أن يحتذي للإنسانية في أسمي معانيها, بينما الحقيقة المستترة وراء هذه المظاهر تدمير الإنسان العربي والإسلامي وتفتيت جغرافيته وتمزيق أوصال نسيجه المجتمعي العتيد..!! هب أني أخطأت القول, فكيف بهذا المجتمع الأممي لايتصدي لوقف إبادة البشر في غزة وهم يملكون ذلك, أم هي عقدة التاريخ الأزلي التي أورثتهم جحودا وانكارا لمن علموهم الحضارة؟! ومن المضحكات المبكيات أن العالم منذ نكبة(48) لايضغط علي( إسرائيل) بذريعة أنها تدافع عن أمنها..!!!(إسرائيل) منذ النشأة وهي تبتكر كيف تبيد أصحاب المكان أصحاب الأرض, وهاهي حرب غزة تتوالي إن لم تقض عليها فعلي أقل تقدير تعيدها إلي عصر الحجر, إنها( إسرائيل) صنعية الغرب الحاقد, صنعوها لتصدير الكراهية والانتقام والتدمير, وسرعان ماتناست الدنيا وحتي اليهود أنفسهم تناسوا مازعموه( محرقة النازي) فكيف بهم يقيمون المحارق في غزة والعالم لايحرك ساكنا بينما هيئة الأمم صاغت عقوبات بقوانين لمن ينكر محرقة النازي أو يسخر منها برغم مرور عشرات السنين علي( النازي)...!!! فأي أمن تدافع عنه( إسرائيل) حتي تقيم المحارق؟!! نعم, إنها دولة قامت بالقوة وتعيش بالقوة وسوف تموت إن شاء الله بالقوة أيضا, فهي كائن خارج منظومة الحياة الإنسانية وخارج صفحات التاريخ, إنها تريد أن يتغير كل من حولها سواء داخل فلسطين أو دول الجوار بينما هي لاتتغير أولا تتقبل أن تتغير..!! ومن منا لايتذكر ماقاله( اسحاق رابين): ..إن محاربة الإرهاب كما لو أنه ليس هناك عملية سلام, وتحقيق السلام كما لو أنه ليس هناك إرهاب. فما أكثر مثل هذه التصريحات منذ إنشاء هذا الكيان, ومع ذلك لم يفق العالم بهيئاته الأممية, غير أنه لاسلام يرتجي مادامت( إسرائيل) تحقق للعالم الاستعماري القديم أهدافهم الاستعمارية القديمة الجديدة..!! علي الدنيا بأسرها أن تدرك أنه مادامت هذه الدولة علي قيد الحياة فالناس كلهم في أرجاء المعمورة في حالة حرب, وحديثهم حديث حرب, والاستعداد للحرب..!! فمن يطالع تاريخ الإنسانية يجد أن أصابع اليهود الصهاينة وراء كل حرب وكل نكبة وكل خراب, فسيظل العالم ميادين قتال, فأينما تذهب تجد العداوات والحروب والفتن والمشاحنات وكلها صناعة( أحفاد السامري)...!! لا شك أن العالم في حاجة قصوي إلي إعادة ترتيب سياساته أو تغييرها, فعلينا جميعا نحن أهل الأرض أن نعيد تأسيس علاقاتنا علي أسس من المشاعر الإنسانية لا الأممية, وكذا كل المعاملات يكون الجانب الإنساني هو المحرك والدافع وليست الدولة أو القومية أو الحكومية, فلا سبيل لنا نحن البشر إلا هذا الدرب حتي نغلق باب الحرب وتسير الأجيال نحو البناء لا الهدم من أجل البقاء الذي ناشدته الرسالات السماوية لعمارة الأرض والتعايش الإنساني وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ولنا عودة إن كان في العمر بقية.