تقترب ساعات الحسم للمعركة الانتخابية, وأيا كانت النتيجة فهي تصب في النهاية لصالح الوطن في وقت بالغ الاهمية بالنسبة لمسيرة لاتقتصر علي المسار السياسي وانما تمتد اهدافها لجميع المسارات الاقتصادية والاجتماعية الاخري ولتشكل كلها منظومة واحدة ترسم معالم نهضة شاملة نتطلع اليها ونستحقها.. وليس من قبيل المبالغة التأكيد علي ان هذه الانتخابات تحديدا تشكل ضربة قاسية وموجعة للذين ارادوا منها ان تتحول الي اهداف بعيدة كل البعد عن المقاصد الوطنية الشريفة, وقد حاولوا جاهدين ومنذ زمن مبكر وبعيد تشتيت الانتباه وتحويل الانظار عن اهدافهم ومخططاتهم بنفس الوسائل والاساليب المكشوفة التي لم تعد تنطلي علي احد واصبحت تثير من الريبة والغضب الشعبي اكثر من اثارتها للجدل كما حدث في السنوات الماضية.. وبصورة اخري نقول ان هؤلاء الذين راهنوا خاسرين علي ان مصر يمكن ان تكون محطة جديدة للفوضي والفتنة والانقسام قد اصيبوا بخيبة الامل الكبري عندما رفض الشعب أجندتهم المشبوهة, وانكشفت عوراتهم السياسية بعد ان سقطت ورقة التوت المتمثلة في الاستقواء بالخارج والحصول علي دعم مشبوه وغير مقبول تحت اي مسمي فمابالنا وقد جاء تحت شعارات الحرية والديمقراطية الزائفة التي تنفجر بسببها البلدان الاخري بعد أن سقطت في كمينها وانخدعت ببريق كلماتها.. وعندما تصطف الآلاف امام المقار الانتخابية وتدلي بأصواتها في صناديق الاقتراع, فإن الاسماء الفائزة بصرف النظر عن انتماءاتها الحزبية ستكون اضافة حقيقية للممارسة المشروعة التي تحتكم للارادة الشعبية ولاتحاول فرض وصيايتها بالضغوط ومحاولة وضع اليد علي الشارع المصري.. والفائز الاول في الانتخابات سيكون الوعي الشعبي الذي انتصر للشرعية ورفض تحريضات الفوضي واعلن للعالم اجمع ان لمصر تجربة ديمقراطية وطنية نابعة من ارادتها الذاتية المستقلة والتي لاتقبل الوصفات المستوردة او الضغوط ايا كانت مسمياتها وعناوينها, وان الارادة الوطنية هي وحدها التي تقرر مصير حاضر مصر ومستقبلها.. والفائز الثاني في الانتخابات هو الحزب الاكثر نشاطا والتصاقا والتحاما بقضايا الجماهير وهمومها اليومية, وهو الذي تمرس في العمل السياسي واكتسب خبرات عميقة دفعته لاجراء التعديلات الجوهرية التي تواكب المتغيرات من حوله.. اما الفائز الثالث فهو المرشح الذي لايكتفي برصيد اللافتات والشعارات, وانما كان يسعي ومنذ البداية الي وجود رصيد حقيقي من المؤيدين بالعمل الميداني المباشر وبالتحرك المدروس وبالتعبير الصحيح عن آمال وتطلعات الدائرة الانتخابية التي ينتمي لها.. والفائز الرابع هو الاعلام الجاد النزيه الذي يرفض التلوين وخلط الاوراق واثارة الجدل والقضايا الجانبية, وهو الاعلام بكل وسائله وادواته التي يجب ان تكون عينا اضافية للشعب كي يري بها الحقيقة المجردة دون خشية اتهام بالتبعية وهي التهمة الباطلة التي ارادوا من ورائها الترهيب, وبلا محاولة لتزيين الواقع بماليس فيه..هذا الاعلام الذي نسعي ونتحدث اليه وعنه موجود علي الساحة المصرية علي الرغم من اصوات نافرة ونشاز تخرج عن اصول المهنة وتحاول لفت الأنظار باي وسيلة.. والفائز الخامس هي الجهات الساهرة علي الانتخابات لتأمين نزاهة وحيدة التصويت سواء من اللجان المسئولة عنها وايضا العيون الساهرة لكي تخرج في افضل الظروف والاجواء التي تحفظ للمجتمع أمنه واستقراره ولابد من الاشارة الي المحاولات التي جرت لاحداث ارتباك داخل صفوف الرجال الساهرين علي تأمين العملية الانتخابية من خلال الحملات الضارية التي استهدفتهم ولكن الاداء الامني لم يهتز وانما قام بواجبه علي افضل وجه وسيظل هكذا باعتباره السياج الحامي للممارسة الديمقراطية من الخارجين علي القانون.. وعلي الجانب الآخر تبدو المعالم واضحة للفريق الخاسر وفي المقدمة الذين سلكوا الطريق الخطأ وخاصموا الشرعية والقانون, واصبح جليا انه لم يعد لهم مجال او مكان علي الساحة السياسية, ويمكن القول بان هذه الانتخابات ستكون علامة فاصلة ودرسا لكل من يعنيه الامر, بان للممارسة السياسية قنواتها المشروعة المتمثلة في الاحزاب القائمة,وان الحقب الزمنية التي شهدت نموا سرطانيا للقوي الخارجة علي القانون قد ولت للابد, وان الشارع السياسي والوعي الجماهيري بات اكثر ادراكا لحقيقة ونوايا تلك القوي.. ومن الخاسرين ايضا هؤلاء الذين ارتبطت اجندتهم بالخارج وبمخططات اثارة الفتنة والفوضي وارادوا ان تكون انتخابات مجلس الشعب بروفة نهائية لنواياهم القادمة في الانتخابات الرئاسية.. والدرس الجماهيري لهم هو ان مصر ومصالحها تأتي علي رأس الاولويات, وان المواطن البسيط يدرك عن يقين ان مخططات الفوضي والتي تتخذ من شعارات الديمقراطية ستارا لها لايمكن ان تثمر عن المجتمع المستقر الأمن الذي يضع مصر علي خارطة العالم المتقدم.. لقد نضجت التجربة السياسية المصرية, وهذا النضج يحسم وإلي الابد ذلك الصراع بين الخير والشر, والانتخابات القادمة تسجل نجاحا لمصر كلها في حين تعلن عن سقوط الرهانات الخاطئة والمشبوهة.