مع استمرار ازمة تشكيل الحكومة العراقية الجديدة والاختلاف القائم حول نوعية الوزارات التي تريدها الكتل السياسية, سادت دعوات للتمسك بمشروع المصالحة الوطنية وسط مخاوف من عرقلة الرئيس الوزراء المكلف نوري المالكي لافشاله تشكيل حكومته خاصة وأن الكتل ستبدأ بعد اجازة عيد الاضحي ترشيح الكفاءات لتولي الحقائب الوزارية في غضون ذلك حسمت القائمة العراقية مشاركتها ودعت الي اسناد حقيبة الخارجية الي شخصية عربية. وفي الوقت نفسه هاجم الرئيس العراقي جلال طالباني السياسة التركية في بلاده ووصفها بالفاشلة. في غضون ذلك, أكدت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي حسم موضوع مشاركتها في تشكيل الحكومة, ودعت إلي إسناد حقيبة وزارة الخارجية لشخصية عربية, كما أكدت أن المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية العليا سيعالج موضوع بعض الوزارات السابقة التي اعتبرت لا قيمة لها. وقال النائب عن القائمة العراقية أحمد العلواني- في تصريح صحفي- إن موضوع مشاركة العراقية في الحكومة حسم من قبل القادة في ضوء مبادرة رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني التي وقع عليها رئيس القائمة إياد علاوي, فضلا عن ترشيح أسامة النجيفي لمنصب رئاسة مجلس النواب. وأضاف أن هناك تفاهمات مع الكتل السياسية لاختيار نواب رئيسي الجمهورية والوزراء, كما أن العراقية ستأخذ استحقاقها وفق الدستور, مشددا علي ضرورة أن يتعامل جميع السياسيين مع الموضوع بايجابية. ودعا العلواني إلي أن تمثل وزارة الخارجية العراقية شخصية عربية, واستدرك موضحا ليس لأن العراقية تشكك بوطنية الكرد ولكن من باب الانفتاح الدبلوماسي علي الدول العربية, مرجحا أن يستغرق حسم هذه الموضوع وقتا طويلا, واعتبر أن نجاح الحكومة يعتمد علي الأشخاص الذين سيتم اختيارهم, لافتا إلي أن قائمته تستطيع تفعيل الدور الرقابي علي الوزراء الذين تتحفظ عليهم بعيدا عن الطعن والتشويه. ودعت أوساط سياسية عراقية إلي ضرورة التمسك بمشروع المصالحة الوطنية وتجاوز أخطاء المرحلة السابقة بمراجعة بعض المواقف الحزبية لضمان استقرار الأوضاع في البلاد. وأبدي عضو التحالف الوطني سعد المطلبي خوفه من عرقلة بعض الكتل السياسية لعمل مرشح التحالف الوطني لرئاسة الوزراء نوري المالكي بتشكيل الحكومة المقبلة. وقال المطلبي, في تصريح له امس, إن طريق تشكيل الحكومة لن يكون سهلا وسيكون مليئا بالاشواك لأن بعض الكتل ستختلق الاعذار والمشاكل في وجه المالكي. وأشار إلي أن المالكي سيكون لديه شهرا لتشكيل الحكومة بعد التكليف الرسمي, معربا عن خوفه من أن تقدم بعض الكتل وزراء غير أكفاء لشغل الوزارات في محاولة منها لوضع المالكي في حرج ومحاولة إفشاله, مؤكدا أنها خطة مدبرة مسبقا لعرض اسماء غير مناسبة للترشيح. ومن جانبه أكد عضو القائمة العراقية رضوان الكليدار, حسبما افاد راديو( سوا) الأمريكي امس, ضرورة أن تتخلي الأحزاب الدينية عن مواقفها السابقة, لخدمة كل العراق وليس لتحقيق مكاسب فئوية ضيقة. وبدوره, استبعد عضو التحالف الوطني عبد الباري زيباري تأثير التوجه الديني في الأداء السياسي, وقال مشكلة الفشل السياسي تتعلق بأداء الأحزاب ولاعلاقة للدين بهذا الأمر. ومن جهته قال عضو التحالف الوطني النائب عن إئتلاف دولة القانون حسن السنيد إن الكتل شكلت لجانا تمهيدا لخوض المفاوضات بعد التكليف الرسمي لنوري المالكي لتشكيل الحكومة, مضيفا أن المفاوضات ستبدأ بعد العيد لترشيح الكفاءات للحقائب الوزارية. وكشفت مصادر في القائمة العراقية عن تشكيل لجنة برئاسة جمال البطيخ وعضوية كاظم الشمري وفلاح النقيب لخوض المفاوضات. ومن جانبه, أكد النائب عن القائمة العراقية زهير الأعرجي تمسك قائمته باستحاقها الانتخابي في توزيع الحقائب الوزارية. من ناحية أخري هاجم الرئيس العراقي جلال طالباني السياسة التركية في العراق, ووصفها بأنها سياسة فاشلة وخاطئة. وقال طالباني في تصريحات لصحيفة ميلليت التركية نشرتها امس إنه لا يعرف من يقف وراء سياسة تركيا في العراق, مشيرا الي أن أنقرة قدمت الدعم الكامل لقائمة العراقية بزعامة إياد علاوي, لكنها بقت خارج العملية السياسية تماما حيث لم تتمكن من التوصل لاختيار رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ووزير الخارجية.