المتابع لما يدور من أحداث داخل الساحة الرياضية لابد أن تنتابه الحيرة التي قد تصل إلي حد فقدان الثقة في كل مايشاهد ويقرأ لأن النادي الواحد, بل الشخص الواحد يناقض نفسه في تصريح أو حوار أو رأي في قضية واحدة.. الأمثلة لا حصر لها واكتفي هنا بالإشارة لتراجع حلمي طولان المدير الفني لبتروجت عن تصريحاته التي ملأ بها الدنيا عقب هزيمة فريقه من الأهلي وتوجيه اتهامات مباشرة للحكم بأنه ملاكي للأهلي, ومن سبقوه في هذا الأمر كثير! أما عجب العجاب فهو ما صدر من رد فعل لمسئولي الأهلي علي اللافتات التي حملها الآلاف من محبي وعشاق النادي وتحمل في مضمونها رسالة كتبت بمنتهي اللباقة والذوق تطالب الادارة بالبحث عن بديل للبدري المدير الفني في لقاء إنبي الأخير.. وجاءت التصريحات من القلعة الحمراء لتصف هؤلاء بالقلة التي لا تعبر عن الجماهير العريضة للنادي بالرغم من أن الصورة تبدو لأي فرد حتي لو كان لا يفقه شيئا في الكرة أو الأهلي واضحة وضوح الشمس من انها رغبة ملحة لتلك الجماهير بالتغيير. وبغض النظر عن الانتصارات المحلية التي يحققها الفريق تحت قيادة البدري تبقي حالة عدم الرضا والقناعة من جماهير الأهلي التي شعرت بحس ووعي بأن الأهلي ليس الآن هو الأهلي الذي ذاع صيته شرقا وغربا في السنوات الخمس الأخيرة تحت قيادة البرتغالي مانويل جوزيه.. ولولا الخبرات الهائلة القادرة علي الحسم في أحلك الظروف وأصعبها لما تحققت تلك الانتصارات ولقاء انبي الاخير ليس ببعيد ونجح بركات الذي استجمع كل قواه وخبراته كما فعلها من قبل أمام الزمالك ومنح الأهلي والبدري فوزا لم يكن يستحقه! لست ضد البدري كمدرب واعد ينتظره مستقبل باهر بمزيد من التجارب مع فرق مختلفة.. لكنني ضد كل من يحاول لي الحقائق وتصوير الباطل حقا والحق باطلا وهو ما يمارسه الأهلي وإدارته!