لا أعرف كيف يتعامل اتحاد كرة القدم مع المنتخب الوطني بعد الهزيمة من النيجر في تصفيات كاس الأمم الافريقية.. هل علي أساس أنه البطل الذي يمكن أن يتجاوز هذا الموقف الصعب في المباريات الأربع المقبلة.. أم علي أساس أن الفريق انفرط عقده وشاخ أفراده ومات إكلينيكيا ليس في هذه التصفيات فقط ولكن في كل البطولات التي تليها.. والحالتان تسيران في اتجاهين متناقضين, فالأولي تحتم ألا يطرح موضوع إدانة الجهاز الفني ولا يطلب منه أي تقرير من أي نوع.. والثانية تعني بلا تردد أن يوجه الشكر إلي الجهاز الفني, ولكننا الآن أمام رجال لا يختلفون إلا علي مصالحهم, فهم مترددون, خائفون, مرتعشون, عاجزون عن اتخاذ قرار حرصا علي كراسيهم من رد الفعل, و قد تكون هذه الحالة مقصودة حتي ننسي أننا خسرنا أمام فريق متواضع ومع ذلك يعد رئيس الاتحاد دون أن يضع يده علي أي شيء بأننا سنفوز بلقب البطولة الإفريقية التي لم نتأهل لها بعد, وهذا ليس بغريب عليه! وفي السنوات السمان عاش كل مواطن مصري في الداخل والخارج الفرحة بثلاث بطولات إفريقية, وأعطي اللاعبين والجهاز الفني حقهم وأكثر ولم ينتقص منه شيئا, ولم يبال بالخروج من تصفيات كأس العالم مرتين رغم أنها الفرحة الكبري ولم يتوقف كثيرا عند الخروج من الدور الأول لبطولة كأس العالم للقارات, وفي أنجولا2010 لم يطلب أحد من الجهاز الفني أكثر من الفوز علي الجزائر وفعل ما هو أكبر وعاد بالكأس! وكما رضيت الجماهير بالبطولات الإفريقية, وقنعت بالعروض الجيدة في جنوب إفريقيا أمام البرازيل وإيطاليا, فهي لا تقبل بالهزيمة المهينة من منتخبات لا يربطها بكرة القدم إلا خيط رفيع, وهو ما يتطلب من الجهاز الفني ألا يغضب من حملة الانتقادات الحالية, وأن يأخذ منها المفيد, ولا يبالي بتلك المغرضة التي تشنها الأهواء, ولكن في نفس الوقت عليه أن يدرك أنه إذا كانت القطاعات الإعلامية تنازلت عن جزء من الحلم احتفالا بالبطولات الإفريقية, فإن عليه أن ينزل من كبريائه ويعلم أنه إذا كانت الخسارة واردة في عالم كرة القدم, فإن البطل لا يهزمه إلا بطل مثله, وأن التعثر لمرة مقبول ولكن السقوط المتتالي أمام الصغار يعني أنه لا بد من وقفة هادئة وصريحة بعد أن تهدأ العاصفة!