لو قلت لأحد أن المنتخب الوطني المصري بطل أفريقيا لثلاث دورات متتالية خسر أما نظيره في النيجر لاتهمك بالجنون حتي لو كان مواطنا من النيجر لأن كل آماله في مثل هذه المباريات أن يتفرج علي أبطال أفريقيا ويلتقط الصور التذكارية معهم, ولكنها كرة القدم التي لا تفرق بين كبير وصغير وتعطر من يعطيها ولا يتكبر عليها ويعتمد علي شهرة نالها أو إنجاز حققه! لم يكن منتخب النيجر في المباراة علي أي من درجات القوة بل كان خائفا مرعوبا مبهورا لا يملك إلا حق المقاومة وتحقيق أفضل نتيجة ممكنة, فإذا بمنتخبنا يقدم له المباراة علي طبق من ذهب بالحالة السيئة التي ظهر عليها في مباراة كان مطلوبا منه أن يفوز بها حتي يصحح خطأ التعادل مع سيراليون بالقاهرة فإذا به يصحح الخطأ بخطأ أكبر ويعرض نفسه لموقف غير مسبوق من الخطورة قد لا يستطيع تجاوزه أو حتي اللحاق بأحد مقعدي الملحق الذي لا يليق بسمعة واسم بطل القارة! الحقيقة المرة اختصرها هارونا دوالا المدير الفني لمنتخب النيجر عندما قال إن لاعبي المنتخب المصري اختفوا ولم يظهروا بمستواهم المعروف كبطل للقارة ثلاث مرات. وأضاف:' درجة الحرارة المرتفعة أثرت علي الفريقين, ولكن المنتخب المصري افتقد لاعبوه الحماس المعروف عنهم'.. وهذا هو سر المنظر المعيب الذي كان عليه المنتخب الوطني وجعل حسن شحاتة يفكر في تقديم استقالته, فلم يعد الولا ء للفانلة الوطنية, وإنما للأندية وألوانها, ولمن يدفع أكثر, وهو ما يعني أن الخريطة تغيرت وظهرت الأعراض علي الرجل المريض الذي لم يقدم له أحد يد المساعدة حتي يستعيد عافيته ويجري عملية إحلال وتجديد آمنة مع أنه كان مصدر بقائهم وثرائهم! وما وصلنا إليه ليس مفاجأة, وإنما نتاج طبيعي لبذور الشر التي زرعها اتحاد كرة القدم في سنوات النصر والزهو, وما روجه من أكاذيب, وما أقدم عليه من قرارات وسياسات عشوائية أكلت نيرانها كل المنتخبات والآن امتدت النيران لتأكل المنتخب الأول الذي ظن كثيرون في مأمن من الفشل, ولكن هذه هي الحقيقة وهذا هو الواقع المؤلم, وإلا يفسر لنا أحد كيف يرتكب اللاعبون هذه الأخطاء البدائية, وكيف يفشل البطل في العودة للمباراة بعد تأخره بهدف, وكيف لا يفرق الجهاز الفني بين مباراة في الدوري العام ومباراة دولية ؟!