الواد التقيل.. جان السينما المصرية الفنان حسين فهمي يتحدث في هذا الحوار عن أحوال السينما وما آلت إليه, ولماذا هو مبتعد عنها, ورأيه في النجوم الجدد.. * وقضايا أخري كثيرة. بعين الخبير السينمائي حسين فهمي.. كيف تري أحوال السينما الآن؟ ** أري أن أحوالها جيدة جدا وأنها قد حققت تطورا وتقدما تكنولوجيا وتقنيا هائلا في الفترة الأخيرة علي مستوي أجهزة الاضاءة والصوت وكل تفاصيل عملية الاخراج, فقد أصبحت السينما المصرية تمتلك إمكانات هائلة لدرجة تجعلني أحسد الجيل الجديد علي تمتعهم بها, بينما كما نحن ننحت في الصخر عندما كنا في مثل أعمارهم, وأنا شخصيا فخور بأنني كان لي الفضل في هذه القفزة التقنية الهائلة لإنني سعيت كثيرا لإقناع رئاسة الوزراء عندما كنت عضوا في غرفة صناعة السينما وشاركت في اللجان المتخصصة بأهمية رفع الجمارك وتخفيض الضرائب علي أجهزة السينما الحديثة, وذلك لإننا نستوردها بالكامل ولا نقوم بتصنيعها, وتحدثت كثيرا مع عدد من وزراء الصناعة علي رأسهم د. محمد عبدالوهاب مثلا.. وبالفعل استجيب لمجهوداتي وتم رفع الكثير من القيود, مما ساهم في إحداث هذه الطفرة في الإمكانات السينمائية. * هذا علي مستوي الإمكانات.. كيف تري مستوي الفنانين؟ ** الزمن إختلف والعصر إختلف لذلك, فالنجوم قد إختلفوا بطبيعة الحال, وهذا الإختلاف تم إلي الأحسن والأفضل فظهر لدينا نجوم رائعون شبانا وفتيات.. وتطور مستوي الاخراج والكتابة, وكل هذا أدي لانتاج عدد من الأفلام ذات قيمة عالية. * من هم هؤلاء النجوم؟ وماهي تلك الأفلام؟ ** لن أستطيع تحديد أسماء! لان كلهم أصدقائي ولا أحب أن أغضب أحدا منهم. * هل أنت مجامل إلي هذا الحد؟ ** أنا مجامل جدا.. لكنني مجامل عن صدق وليس عن نفاق! ولا أجامل لمجرد المجاملة, لكنني أراعي مشاعر الآخرين, فمثلما لا أحب أن ينتقدني أحد.. لا أحب أن أنتقد أحدا. * حتي لو كان النقد بناء أو موضوعيا؟ ** النقد نقد.. ولايوجد نقد لطيف! كله بيزعل لإننا بشر لانحب أن ينتقدنا أحد حتي لو كان الأصدقاء. * مادمت تري الحالة وردية كما وصفت.. فلماذا لانراك علي شاشة السينما؟ ** لإنه لم يعرض علي حتي الآن دور يستحق أن أعود به إلي السينما, بمعني أنني لم أجد شخصية مكتوبة بشكل جيد ولا أبعادا محددة ويستهويني تقديمها.. ولا يهم حجمها فأنا قدمت في فيلم مافيا مشهدا واحدا لكنه مازال في ذاكرة الناس الذين يحدثونني عنه حتي الآن. * لكن.. ألا يغضبك أن تظل هذه السنوات الطويلة دون أن يعرض عليك عمل سينمائي واحد.. يناسبك؟ ** لا يغضبني هذا أبدا.. أولا لانني متصالح جدا مع نفسي وليس عندي عقد فشل ولا إحباطات لذلك أدرك جيدا أن ما يحدث هو شيء طبيعي وهو أن تكمل الأجيال الشابة المسيرة وهذا ما يحدث حتي في السينما العالمية فعندما يقوم أنتوني كوين ببطولة فيلم لابد أن يشاركه فنان شاب البطولة وإلا لن يحقق النجاح لأنه من المعروف أن جمهور السينما هم الشباب من سن18 إلي سن28 ولذلك من الطبيعي والمقبول أن يكون النجوم من الشباب أيضا. * في رأيك.. ما هو الفيلم الذي يصلح لأن يمثلنا في مسابقة الأوسكار؟ ** ولا فيلم طبعا!! إحنا فين والأوسكار فين إحنا.. هانهزر؟! ليس معني أن السينما المصرية قد تقدمت أو تطورت.. أننا أصبحنا نستطيع المنافسة علي الأوسكار فمازالت الهوة واسعة بيننا وبينهم.. نحن لم نقترب من نسبة واحد علي مائة من أفلام الأوسكار! * لماذا تقول هذا الكلام.. بينما نحن قمنا بترشيح فيلم أم العروسة للأوسكار منذ عشرات السنين؟ ** نعم نحن قادرون علي الترشيح.. فنرشح فيلما كل عام لكن ماذا يعني الترشيح وماذا يحدث بعده! نحن مازلنا في مرحلة الترشيح ولم نستطع تجاوزها. * أصبحت لدينا أيضا أفلام وميزانية إنتاجها تقدر بعشرات الملايين.. فما الذي ينقصنا؟ ** المسألة ليست مادية.. المسألة هي أننا مازلنا نقدم أفلاما تجارية بينما الأوسكار تتطلب أفلاما فنية! إذن المسألة مسألة فكر.... * هل تعني أننا نقدم أفلاما شديدة المحلية؟ ** لا.. لا أعني هذا بل علي العكس فاليابان مثلا قدمت فيلما شديد المحلية لكنه فاز بالأوسكار.. لكنني أعني فكر الصورة وفكر الاضاءة وفكر الإخراج.. إنها منظومة فكر سينمائي مختلف بالكامل عما نقدمه نحن في السينما المصرية وهذا ليس تشاؤما مني فأنا أتمني أن نصل سريعا إلي الأوسكار. * فترة غيابك عن السينما.. قدمت خلالها عددا كبيرا من الأعمال التليفزيونية والمسرحية.. هل هو نوع من التعويض؟ ** أنا في الأساس سينمائي ودرست الإخراج السينمائي لانني أحب السينما جدا وأعشقها وأتابعها حتي في فترات إبتعادي لكن التليفزيون قدم لي الفرصة لتقديم شخصيات لم أستطع تقديمها في السينما, فالمسلسل مدته ثلاثين حلقة توازي سبعة أفلام أستطيع من خلاله معايشة تفاصيل الشخصية وإخراجها بشكل أعمق.. وفي النهاية لا أستطيع إنكار أن تمثيلي في التليفزيون وعلي خشبة المسرح يعوضني إلي حد كبير جدا عن عدم وجودي في السينما. * إستغرب الكثيرون أن تقوم بتقديم البرامج وأنت في عز نجوميتك وشهرتك.. فما الذي تضيفه إليك؟ ** أنا لست مقدم برامج.. لكن ما أقدمه علي الشاشة هو نوع من الinteractive أو التفاعل الداخلي مع الناس.. بمعني آخر معايشتهم.. وهي تجربة أضافت لي الكثير من الخبرات التي لم أكن سأحصل عليها من أي مكان آخر.. فمثلا عندما إستضفت سيدة قام زوج إبنتها بقتلها وذبحها وكانت تصف لي لحظات رؤيتها للمجرم وهو ينقل جثة إبنتها أمامها وهي لا تدري أنها إبنتها.. مشاعر غريبة وجديدة عشتها مع هذه السيدة لم أكن سأ ختبرها لولا هذه المقابلة بل كنت سأكون مجرد قارئ عادي مثل الملايين الذين يقرأون صفحة الحوادث لذلك فأنا مستمتع جدا بهذه التجربة الإستثنائية وقد عرض علي الكثير من البرامج المتنوعة لتقديمها لكنني رفضت لإنني ببساطة لست مقدم برامج ولا أحب أن أكون. * إذن ما الذي تحب أن تقدمه للناس في المرحلة المقبلة؟ ** ليس شيئا محددا.. لكن أي شيء يسعد الناس سأقبله فورا لإنني أجد سعادتي في إسعاد من حولي ومتعتي في إمتاعهم.