ليس المقصود بهذا الحديث هو الحديث عن هذه الحالة بعينها, أو تلك الانتخابات أو أولئك الناخبين بأعينهم, ولكن أقصد طرح القضية بعمومها, فالانتخاب هو الانتخاب بمختلف مستوياته. تجري اليوم انتخابات مجلس إدارة نادي الجزيرة, وهو واحد من أعرق نوادي مصر وأقدمها, ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات قدرا عاليا من المشاركة نسبيا للاختيار بين مجموعة من المرشحين, ولم أحدد بعد في أي اتجاه سوف أختار, أو من سوف أنتخب, ولكن ما أتصوره و ما أعتقده أن اختيار الأعضاء أعضاء النادي سوف يكون الحاكم فيه هو إحساسهم بالمصلحة العامة, ومشاركتهم سوف تكون مبنية علي قدرتهم علي الفعل والقدرة علي التغيير والمشاركة. هذا يفسر لماذا نشهد قدرا واضحا من الإيجابية في انتخابات النوادي في الوقت الذي لا نشهد نفس القدر من الإيجابية في الانتخابات النيابية, وهذه أيضا فرصة لكي نتذكر من يرشح نفسه, ولماذا يرشح نفسه, من أرادها أي العضوية من أجل الوجاهة فلا ينبغي أن يكون محل اختيار, ومن أرادها لكي يحقق استفادة مادية أو استفادة معنوية فأيضا لا محل له من الاختيار, ومن اعتاد لسنوات أن يجلس علي ذات المقعد دون أن تكون له إضافة حقيقية, ودون أن يساهم في إحداث تغيير حقيقي أو إيجابي فلا مكان له أيضا من الاختيار. وعلي الجانب الآخر فإن الناخبين يمارسون حقهم الأصيل في الاختيار عندما يعتقدون أنهم كما ذكرت من قبل أصابوا بهذا القرار, وهذا هو السر في دفع الناخبين لممارسة حقوقهم, أن نخلق لديهم اليقين بأن إرادتهم سوف يتم التعبير عنها بكل أحوالها. ليس المقصود بهذا الحديث هو الحديث عن هذه الحالة بعينها, أو تلك الانتخابات أو أولئك الناخبين بأعينهم, ولكن أقصد طرح القضية بعمومها, فالانتخاب هو الانتخاب بمختلف مستوياته, ونحن علي أبواب انتخابات برلمانية جديدة, في حاجة إلي قدر عال من الحوار واليقين بما سبق, ووضع الأسس لما هو آت كي ننجح في أن تكون الانتخابات البرلمانية علي قدر ومستوي بعض انتخابات النوادي الرياضية والاجتماعية, المصريون هنا هم المصريون هناك, لكن المهم هو الشعور باليقين واحترام الاختيار.