حكاية عيد الحب... الذي نحتفل به نحن أيضا كل عام.. يتبادر إلي ذهننا سؤال: هل الحب خرج من عالم السينما ولم يعد؟!... لماذا رحلت السينما عن الحب في أفلامها... وقدمت أنواعا بعيدة تماما عن قيمة الحب.. وتأثيره في وجدان الإنسان. إذا رحل الحب من وجدان الإنسان, ومن علاقات البشر... لا يمكن أن تتصور كيف تكون الحياة بدون الحب... الحب كالهواء لا نراه... ولا نمسكه.. لكننا نشعر به ونعيش فيه.. ويحضن وجداننا... ولا يمكن للحياة أن تصبح حياة بدون حب..
ومعا نستغل اليوم عيد الحب وحكايته.. من معناه المنحصر بين محبوبة... ومحب.. كمنطلق لمعني الحب العام.. في حياتنا التي نعيشها.. ونجعله يحيط ويحضن كل تصرفاتنا الحياتية.. حب الأخ لأخيه... حب الأسرة.. حب الأب.. حب الأم... حب الوطن... حب المساهمة في حل المشكلات التي تواجهنا دون الانتظار للمعونات الخارجية.. وشعب مصر يعرف طريقه إلي الحب.. وبه صنع المعجزات.. ولكن للأسف جاءت سحابة لتضع ظلاما علي الحب الدفين في قلوبنا.. وظهرت القسوة.. وجرائم القتل بين الأخ وأخيه... والابن وأبيه. وكلها للأسف تسجلها الأفلام المصرية بكثرة, وتلك المظاهر الشاذة والغريبة عن مجتمعنا... تحت شعار السينما مرآة الشعوب.. ولكن مرآة السينما المصرية... لا تنقل حقيقة الشعب.. وجذوره.. ولم تساعد علي إبعاد هذه السحابة السوداء التي تظهر صورة مشوهة للمجتمع المصري.. بإظهار أسوأ ما في المجتمع, وهي بؤر صغيرة في كل مجتمعات العالم.. وكأنها هي مرآة الحقيقة للمجتمع المصري.. وابتعدت الأفلام عن إظهار الوجه الآخر الجميل لهذا الشعب المصري... ولا ننسي أن مصر بحضارتها وشعبها الذي وصل إلي80 مليون نسمة هي مصر التي تظهر هذه المرآة الغريبة التي تقدمها مرآة السينما... وليس ظهور بعض النماذج الغريبة التي وجدت في المجتمع المصري معناه أنها هي السائدة في مجتمعنا... ونحن لا نمانع من ظهور هذه الشوائب الشاذة في المجتمع في الأفلام المصرية... ولكن لا يجوز ولا يجب أن تكون هي السائد المظلم في المجتمع المصري تقدمه السينما من خلال أفلامنا.. إن السينما المصرية طوال مشوارها تعرضت لهذه الظواهر في أفلامها, ولكنها تحب مصر, وشعب مصر.. وحضارتها كانت حريصة في أفلامها علي أن تظهر الجانب الجميل والرائع والنظيف المليء بالحب.. والصدق دون استغلال سيئ لمثل ظواهر مرآة الشعوب السوداء.. وقدمت السينما مجموعة من أروع أفلام الحب بالمعني الذي نتحدث عنه... ومن خلال مرأة الشعوب.. أيضا.. أفلاما عن الحب منها يحيا الحب.. لمحمد عبد الوهاب حب في الزنزانة سعاد حسني حكاية حب لعبد الحليم وشادية شارع الحب حبيبي دائما لنور وبوسي الحب في خطر لمحمد فوزي حسن ونعيمة لسعاد حسني قيس وليلي حبك نار حب في الظلام لعماد حمدي الخيط الرفيع لمحمود ياسين وفاتن حمامة رد قلبي مريم فخر الدين وشكري سرحان صراع في الوادي عمر الشريف وفاتن حمامة ولستة طويلة لنوعية أفلام الحب التي كانت تقدمها أفلامنا السينمائية كرسالة حب.. وفتح أبواب القلوب لنقاء الحب.. ومازالت بعض الأفلام المصرية تقدم الحب الراقي علي استحياء في بعض أفلام مرآة الشعوب.. هذه الأيام.. ونعود لحكاية عيد الحب التي بدأنا بها.. ونعيش معها اليوم.. في عام270 بعد الميلاد, تم إعدام القسيس فالنتين الذي عارض الإمبراطور الروماني كلاديوس الثاني, والذي اصدر قرارا بعدم زواج الشباب لأنه كان يحتاج لتكوين جيوشه من شباب عزاب ليست لهم زوجات, وأسر يحبونها وتجعلهم لا يقدمون علي التضحية القتالية, كما يجب لأن حبهم يؤثر علي قدراتهم القتالية.. لكن القس فالنتين الطيب خالف قرار القيصر, وكان يقوم بتزويج المحبين الشباب بتزويجهم سرا في الكنيسة.. وعندما اكتشف الإمبراطور كلاديوس الثاني الأمر... أمر بإعدام القس فالنتين... وتم إعدام فالنتين القس الطيب.. يوم14 فبراير... والذي أصبح عيدا للحب يحتفل به العالم... وأمام قبر فالنتين تلتف جموع المحبين شبابا وشيوخا حاملين الورود الحمراء التي تشير إلي دماء القس الطيب التي قدمها فداء للحب.. وتوضع علي قبره.. وانتشر الاحتفال في جنبات العالم... وانتشر اسم فالنتين بين روما ونجومها... وفي ذكري فالنتين.. يعود الحب إلي قلوب كل المحبين.. ويحتضن وجدان البشر.. ونرجو لأفلامنا أن تحطم مرآة الشعوب السوداء, وتقدم أفلامها الحقيقية من خلال مرآة الشعوب المليئة بالحب الصادق الذي يسهم في فتح باب القلوب لاستقبال الحب.. الذي خرج ولم يعد.. لكي يعود الحب من جديد..!!