صدر كتاب طه حسين والصهيونية للمؤلف حلمي النمنم عن دار الهلال مدافعا عن جيل الثلاثينيات والاربعينيات والذين اتهموا بتجاهل القضية الفلسطينية خاصة عميد الادب طه حسين والذي بلغ حد اتهامه بالعمالة الصهيونية واتهامات اخري مشينة بعد وفاته ولم يرع احد حرمة هذا الميت وانقلب كل من مدحه في حياته إلي النقيض. ويرصد الكتاب نضال طه حسين الفكري والثقافي والسياسي طوال حياته في ثلاثة مجالات, المجال الاول دعوته لتحديد الفهم والتفكير الديني, والمجال الثاني رفضه للاستبداد وخاصة ديكتاتورية اسماعيل صدقي والمجال الثالث والاخير دعوته لمجانية التعليم ورفضة للظلم والقهر الاجتماعي. ويتناول التفسير الذي أبداه بعض الكتاب بشأن عدم كتاب طه حسين عن قضية فلسطين والطمع الصهيوني الامر الذي قادهم لاتهامه بمعاداة العروبة والانحياز لاوروبا والغرب. ويذكر حلمي النمنم ان كتابه يفتش في كتابات وافكار طه حسين حول فلسطين والصهيونية واسرائيل وهي كتابات لم يعرفها الكثير مما دفع بعض خصومه لاتهامه بالانحياز للصهيونية خاصة انه اسس مجلة الكاتب المصري المملوكة لاسرة يهودية مصرية. ويكشف النمنم دفاع طه حسين عن حقوق العرب خاصة عندما اتهمهم ابن خلدون بأنهم لا يدخلون اي بلد الا وحل به الخراب وذلك استنادا إلي واقعة محددة في شمال افريقيا في القرن الخامس قبل الميلاد وجاء رد عميد الادب مصححا لهذا الخطأ بفتوحات العرب في فارس والشام واسبانيا التي لم تؤد لخراب ويذكر المؤلف انه لو نظر هؤلاء المدعون لارشيف طه حسين لما اتهموه بمثل هذه الاتهامات ففي عام1933 كتب مقالا بعنوان فلسطين تحدث فيه عن ازدياد معدلات الهجرة اليهودية لفلسطين ومقالا آخر بعنوان غريب عام1934 يندد فيه بالاحتلال البريطاني واخر بعنوان الصلح مع اسرائيل عام1956 وهاتان المقالتان قد ضمهما المؤلف لكتابه ليثبت بطلان هذه لاتهامات والتي نشأت بسبب كتابه في الشعر الجاهلي عام1926 والذي شكك في اصالة الشعر الجاهلي مما اغضب رجال الدين والتقليديين في المجتمع واتهموه بالكفر والالحاد وسرقة آراء المستشرقين ولم تكن نيته سيئة لذلك اعاد النظر في كتابه وحذف الجمل والفقرات المسيئة لهم وتغير عنوانه إلي في الادب الجاهلي وبالرغم من ذلك مازالت الاساءات مستمرة لليوم. ويذكر النمنم ان عميد الادب العربي في مقاله في الشرق يشير باصابع الاتهام للانجليز وحلفائهم الامريكيين الذين تبرعوا بما لا يملكون ووعدوا بما لا يستطيعون تنفيذه ويتهم ايضا جامعة الدول العربية بالتقصير في حق فلسطين حيث ان فلسطين مستقلة شرعا لكن هذا الاستقلال لم يكن فعليا فما زال الصهيونيون يطالبون باقامة دولة علي ارضها كما هاجم عميد الأدب العربي هيئة الاممالمتحدة في مقال آخربسبب تقسيمها فلسطين لدولتين دولة لليهود ودولة للعرب وقاطع العرب هيئة الاممالمتحدة وساند طه حسين الحكومات العربية. وعندما اصبح وزيرا للمعارف اهتم برفع الظلم الاجتماعي عن الفقراء فاستصدر مرسوما ملكيا بمجانية التعليم للجميع وقال ان التعليم حق كالماء والهواء, ووصل بمجانية التعليم للثانوي وتطلع لمجانية التعليم الجامعي ايضا, لكن تقع الكارثة عام1957 بعد اجتماع لجنة التعليم بمجلس الامة مجلس الشعب حاليا لالغاء مجانية التعليم لكن طه حسين لم يصمت وظل يدافع عن حقوق هؤلاء المواطنين في التعليم إلي ان اتخذ الرئيس جمال عبدالناصر قرارا بمجانية التعليم الجامعي عام1958 والتي طالما سعي اليها.