مصر تنهض من جديد في افريقيا. هذا هو احساسي الناتج عن متابعة المهمة الجليلة التي تقوم بها القافلة الطبية المصرية في جنوب السودان وإثيوبيا. التحية واجبة للدكتور حاتم الجبلي ولرجاله الذين تركوا أسرهم ومصايفهم لكي يقوموا بهذا العمل الإنساني والوطني في آن واحد في درجات حرارة مرتفعة مزعجة في قلب إفريقيا. هكذا تعمل مصر.. وهكذا يعمل رجالها. شكونا كثيرا من غياب مصر عن دول حوض النيل.. لكن يبدو ان رجالنا هناك لم تغمض لهم عيون.. يدافعون عن المصالح المصرية بالقوة الناعمة.. بالتعاون.. بالوجود.. لا بالكلام. سعادتي لا توصف وزميلي حسام زايد يكتب ويشرح ويصف ما يفعلة اطباء مصر اللامعون هناك.. كان ينبغي ان تكون قنوات التليفزيون الحكومية والخاصة هناك أيضا تنقل نبض الرجال.. ومشاعر المواطنين في جنوب السودان وإثيوبيا.. كيف استقبلوهم.. كيف عالجوهم.. كيف يرون مصر لكي ينقلوا الي المشاهدين هنا ماذا يفعل هؤلاء الاطباء هناك. مصر جزء من عالمها الافريقي.. لا يمكن أن تنفصل عنه.. مستقبلها هناك.. الارض هناك.. المياه هناك.. الامتداد هناك. الدكتور حاتم الجبلي افتتح خلال زيارتة لولاية جوبابجنوب السودان عيادتين مصريتين شاملتين تم الانتهاء منهما وتسليمهما في اطار تحرك مصري لتقديم الخدمات الطبية في دول حوض النيل. دائما كنا نشيد بخبراء الري الساهرين علي صيانة مجري النهر.. آن الاوان لكي نشيد أيضا بملائكة الرحمة الذي ضحوا براحتهم من أجل أن يذهبوا الي هناك يشخصون الامراض.. يقدمون الدواء ويعالجون المرضي. هذا جهد مصري بالغ الاهمية يجب ان تعرفه مصر كلها حتي تتوقف حملات التشكيك في قدرة مصر علي التواصل مع دول حوض النهر. لقد سمعت حديثا من أحد الخبراء الثقاة في السودان وحوض النهر يدعو الي الاطمئنان حول مصالح مصر هناك.. وقد جاءت القافلة الطبية لتزيدنا اطمئنانا علي اطمئنان. فشكرا مرة أخري للدكتور الجبلي ورجالة.