الذين كانوا يتابعون برنامج التعليق علي مباريات الدوري الممتاز الذي كنت أقوم بتقديمه علي مدي ثلاثين عاما منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي وحتي منتصف ثمانينياته لايزالون يذكرون كيف أن البرنامج الذي لم تتجاوز مدته خمس دقائق كان له في كل مدينة تقام فيها مباريات الدوري الممتاز مراسل يوافيه بأنباء المباراة التي كانت تقام علي استاد هذه المدينة اسبوعا بعد أسبوع, وكان هؤلاء السادة المراسلون معروفين بين ابناء مدنهم حيث كانت اسماؤهم تتردد قبل كل فقرة من فقرات البرنامج تتحدث عن المباراة التي يوافون البرنامج باحداثها, اذكر منهم الكابتن ديبة متعه الله بالصحة والعافية مراسل البرنامج من الاسكندرية واذكر الاستاذ عبدالعزيز حجازي مراسله بالإسماعيلية كما اترحم علي عبدالمنعم ابو شامية مراسل البرنامج في المحلة الكبري, ومن هذه الذكريات اتحدث عن عمنا محمود شعيب مراسل البرنامج في دمياط يوم ان كان فريق نادي دمياط بناطح الكبار ويقدم عروضا طيبة ومباريات جميلة, والحديث عن محمود شعيب يأتي مشوبا بالاسي فقد رحل الرجل قبل بضعة اسابيع, ولعلي اذكر في هذا السياق ان اسفي علي رحيل عمنا محمود شعيب اسف مضاعف فالرجل رغم السنوات البعيدة التي تفصل بين توقف البرنامج وحتي الآن الا انه كان دائم الاتصال عبر التليفون في كل مناسبة من المناسبات, واخر تلك الاتصالات كان يوم31 مايو الماضي حيث جاءني صوته عفيا قويا رغم انه جاوز التسعين من العمر يهني بعيد الإذاعة ثم كان اتصل بي حفيده ليبلغني بعد عشرة أيام ان جده رحل إلي بارئه وهو في عنفوان صحته وسبحان من بيده أمور كل شيء. ومحمود شعيب كان واحدا من الرياضيين في دمياط خاصة في مجال السباحة وقد كان شجع السباح المعروف عبدالمنعم عبده بطل السباحات الطويلة عندما كان يعوم من رأس البر إلي دمياط في مياه النيل وكان محمود شعيب ينزل الماء لكي يعوم معه مقدار كيلو أو كيلومترين ثم يمشي بجواره علي الشاطيء مسافة كيلو او كيلومترين يحمسه ويشجعه لينزل بعد ذلك إلي الماء ليعوم معه قدر ما يستطيع وقد كان رحمه الله معروفا في كل دمياط فهو رئيس مرفق الاسعاف الذي يلبي النداء عليه اناء الليل واطراف النهار, وكان يقوم بمهمة المسعف في الملاعب الرياضية وفي اثناء مباريات الكرة حيث لم تكن الأجهزة الطبية التي ترافق الفرق هذه الأيام من بين اعضاء الاجهزة المعاونة للجهاز الفني ولذلك فانه كان واحدا من المشهود لهم بالعمل الجاد والعطاء الذي لا ينقطع في محيط المدينة عامة وفي ملاعب الرياضة بصفة خاصة, ولقد ظل محمود شعيب يراسل الزميلة اخبار اليوم علي مدي سنوات طويلة باخبار الرياضة في محافظة دمياط وكان يرحمه الله يراسل الإذاعة متطوعا كما كان يتطوع ايضا بجهود مشكورة في مجالات عديدة واذكر انني ظللت اقضي موسم التصييف في رأس البر لسنوات عديدة وكم كان محمود شعيب يسهر علي راحتي وانا بالمصيف الجميل وكيف كان خدوما لا يبخل بجهد حتي انني كنت احس انني لا أحمل هما اثناء العطلة الصيفية طالما ان محمود موجود قريبا مني في عشته برأس البر, رحم الله محمود شعيب الرياضي الذي أدي واجبه في الخدمة العامة علي أحسن وجه اضافة إلي دماثة خلقه وأدبه الجم.