لاشك أن جماعة الأخوان المسلمين تعيش الآن واحده من أعصب الأزمات التى تمر بها منذ نشأة الجماعه بل تكاد تعصف بها تماماً فهذه هى المره الأولى فى تاريخ الجماعه يتم أعتقال المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين بعد أن كان المرشد خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه. كما أن معظم قيادات الجماعه تم أعتقالهم وأصبح أعضائها ما بين معتقل أو هارب أو مطارد :أذن الجماعه فعلا فى أزمه حقيقيه لكن يبقى السؤال ما الذى وضعهم فى هذه الأزمه وكيف الخروج منها تعالوا اولاً نتدارك أسباب هذه الأزمه فجماعة الأخوان المسلمين فى الأصل جماعه دعويه لكنها أعتبرت السياسه وسيله من وسائل الدعوه وأن كان فى الفتره الأخيره طغى الجانب السياسى على الجانب الدعوى بشكل كبير بل وألحق به ضرراً كبيراً وكانت النتيجه لا هم أستطاعوا أن يستمروا فى الجانب الدعوى ولا نجحوا فى الجانب السياسى كما أن خبرتهم الضعيفه فى مجال السياسه أوقعتهم فى الفخ حين توهموا أنهم يستطيعون وحدهم أن يمتلكوا كل مؤسسات الدوله دون شريك ونسوا مبدأ المشاركه لا المغالبه الذى تنادوا به فى بداية الثوره فشاركوا فى إنتخابات مجلسى الشعب والشورى بأغلبيه على عكس ما صرحوا به بأن مشاركنهم ستكون بنسية محدوده وشاركوا فى الأنتخابات الرئاسيه على عكس ما صرحوا به أيضاً من عدم دخولهم الأنتخابات الرئاسيه مما أفقدهم المصداقيه فى الشارع وفازوا فيها جميعا. وقد أراد لهم خصومهم ذلك أن يأخذوا كل شئ ليتركوا كل شئ وقد وقعوا فى الفخ وحين تولى الأخوان حكم مصر كانت لهم أخطاء قاتله فاختيارهم لمرسى لم يكن اختياراً صائبا ًحتى وإن كان إختيار المضطر فمرسى لم يكن رجل دوله بل كان شخصاً ضعيفاً ويداه مرتعشتان والأيادى المرتعشه لاتقوى على الحكم حتى إن حلفائهم إنتقدوا ضعفه أضافه الى أنهم فى فترة حكمهم لم يسمعوا لأحد من غير الجماعه وتعالوا على المجتمع بل إستهانوا بالجميع وسفهوا أراء غيرهم وعادوا جميع مؤسسات الدوله وفشلوا فى إحتواء خصومهم بل وساعدوا على إقصائهم واعتقدوا أنهم هم وحدهم فقط من قاموا بالثوره دون غيرهم وأنهم هم وحدهم فقط دون غيرهم من يستطيع حكم مصر ولا يحتاجون الإستعانه بأحد فلما تركوا الجميع تركهم الجميع وعند بداية الازمه فشلوا فى فن إدارتها فلم يصارحوا أعضائها أنهم فى أزمه حقيقيه بل كذبوا عليهم حتى أنهم فصلوهم عن الواقع تماماً ففى الوقت الذى كان يعلم الجميع أن مرسى قد إنتهى دوره وأنه لن يرجع للحكم مره أخرى كان جميع أعضاء الجماعه مقتنعون أن مرسى " راجع راجع " وظلوا 47 بوما فى ميدان رابعه مفصولين عن الواقع تماما يعيشون فى وهم رجوع مرسى و أشاعوا الأساطير والرؤى "كتزول جبريل ليحارب معهم وأن النبى نزل رابعه ليؤم المصلين وقدم مرسى للصلاه "وهو نوع من انواع العجز فى مواجهة الصدمه أو حل الأزمه بالهروب إلى الرؤى والخيال وما هكذا تدار الازمات ولكن تدار بالمصارحه والمواجهه وليس الهروب هذه هى أسباب الأزمه لكن كيف الخروج منها ؟ بداية علينا أن نعترف أن الحركات الاسلاميه بما فيهم الأخوان قد اُقحمت فى واقع جديد لم تتهيأ له فهى كانت فى حالة إقصاء عن الواقع وإبعاد عنه تماما فمعظم قياديوها وقواعدها كانوا فى السجون لفترات طويله حتى التى كانت خارج السجون منها كانت معزوله عن الواقع وفجأه وجدت نفسها فى واقع جديد و طلب منها أن تفعل فى هذا الواقع شيئًا وللخروج من هذه اللأزمه يجب أولاً على الأخوان أن يراجعوا أنفسهم وأن يعلموا موقع الخطأ وأن يتعاملوا مع المعطيات الموجوده على أرض الواقع بواقعيه أكثر وأن يعترفوا أن مرسى لن يرجع و أن اخطائهم فى الحكم كانت سببا رئيسياً من أسباب فشلهم وأن يعاودوا الأندماج فى المجتمع _ الذى تعالوا عليه حين تولوا الحكم _من جديد وأن يتعلموا كيف يمارسوا السياسه بحنكه وبذكاء وأن يعلموا أنهم ليسوا وحدهم اللاعبين الرئيسيين فى ملعب السياسه ولكن معهم لاعبون أخرون أكثر منهم ذكاءا ومهاره ثانياً أن يتركوا سياسة العويل والصراخ التى ينتهجونها وتمثيل دور الضحيه دائما لأنها سياسة الضعفاء وقد أثبتت فشلها فالأخوان ينقصهم" جلد الذات " فهم دائماً يعتقدون أنهم هم الأصوب والأصح وأنهم لم يخطأو وأنهم ضحية مؤامرات حيكت ضدهم متناسين أن أخطائهم كانت السبب فى نجاح خصومهم وأن يتعلموا كيف ينحنوا للعاصفه أذا كانت شديده ولا يقفوا أمامها حنى لا تقتلعهم من جذورهم ولهم فى نجم الدين اربكان قدوه