قال الفنان شريف منير إنه يتمني تجسيد شخصية الدكتور مصطفي محمود رغم عدم ولعه بمسلسلات السيرة الذاتية, واعترف بأن الرهبة اصابته لوقوف وجه جديد امامه في مسلسل بره الدنيا المنتظر عرضه في رمضان المقبل هي نسرين إمام, مؤكدا أنه لم يهرب من السينما إلي التليفزيون ولكنه يتحرك بتخطيط دقيق في كل خطواته. ** ما سبب إصرارك علي تقديم نوعية دراما الإثارة؟ - قبل دخولي أي عمل فني جديد أطلب دائما أن يكون مختلفا شكلا ومضمونا عما قدمته من قبل, وكنت أفكر في تقديم عمل كوميدي خفيف هذا العام, وبعد أن سمعت فكرة برة الدنيا وأحداثها والمفاجآت التي تظهر من خلال العمل, لم أتردد لحظة في تقديمه خاصة أن أحداثه كثيرة واعمق من مسلسل قلب ميت, وقال إن تقديم هذه النوعية الدرامية ليس مقصودا بقدر ما أن القصة وكتابتها هي التي فرضت نفسها عليه. ** إذن ما الفارق بين بركات في بره الدنيا ورضا في قلب ميت؟ - هناك فرق كبير مثل الأبيض والأسود يتمثل في إيقاع الشخصية وردود أفعالها والمعاناة مختلفة تماما, وبالتالي فهما شخصيتان متناقضتان. ** ألم تخش الوقوف أمام فنانة صاعدة في هذا العمل, مقارنة بقلب ميت الذي تمتعت فيه بمباراة فنية مع غادة عادل؟ - في البداية أصابني نوع من الرهبة, وكنت أريد أن تقف أمام نجمة حتي تظهر المنافسة ولكن المخرج مجدي أبوعميرة أقنعني بالأمر, ونسرين إمام قدمت دورها بشكل مميز جدا في قلب ميت, بالإضافة إلي أن اغلب النجمات كن مرتبطات بأعمال أخري وبالتالي وافقت, حيث أنني كنت في يوم من الأيام أبحث عن مكان لي وهو حق مشروع. ** ما سبب اعتمادك علي نفس مجموعة العمل في قلب ميت باستثناء بعض الوجوه الجديدة؟ - كنت أتمني أن يكون مختلفا تماما, حتي لا يكون هناك تكرار أو عدم تجديد, ولكن بقدر الامكان حاولنا أن نجدد ونوجد شخصيات لم تكن معنا من قبل, بالإضافة إلي أننا كنا مضطرين بسبب انشغال العديد من الفنانين في أعمال أخري واختلاف المواعيد والأجور حال دون هذه الرغبة, إلي جانب أن هناك بعض الفنانين في قلب ميت يصلحون لأدوارمعينة في بره الدنيا. ** ما سبب اتجاه عدد كبير من نجوم السينما إلي الدراما في الفترة الأخيرة؟ - لم يتجهوا كلهم, ولكن أنا لدي مشوار من قلب ميت ويجب أن أكمله, حيث اخطط لتقديم عمل درامي كل عام, والعام القادم سوف يكون عملا مختلفا تماما والاتجاه أقرب لأن يكون كوميديا خفيفا بمجموعة عمل جديدة تماما. ** ماتفسيرك للهجوم الشديد علي الدراما في السنوات الأخيرة من تحكم النجوم والانتاج فيها؟ - الجمهور يعاني من أن الدراما كثيرة نتيجة تعدد القنوات الفضائية, وبالتالي يجب أن يكون هناك إنتاج, وطبيعي أيضا أن ممثل السينما يظهر في الفيديو كل سنة, خصوصا وأن السينما أحوالها ليست مريحة وهو السبب لاتجاه النجوم للفيديو, وهي وعكة تمر بها السينما في أي مكان في العالم. ** لماذا لم نشاهد شريف في أي أعمال تاريخية أو سيرة ذاتية؟ - لا أحب تقديم مثل هذه النوعية من الأعمال, بالرغم من تفكيري في تقديم شخصية العالم والدكتور مصطفي محمود لما تحمله هذه الشخصية من ثراء ومليئة بالأحداث من الحاد وإيمان وفكر وعلم, ولكن صعب تنفيذها لأنها تحتاج لتقديمها منذ ولادته وبالتالي الحفاظ علي ظهور الخلفيات والشوارع والسيارات والملابس القديمة صعب ومكلف جدا علي الانتاج, وإلا نمر عليها مرور الكرام حتي مرحلة جديدة وهو أيضا صعب جدا لأن هذه الفترة كبيرة جدا في حياتة. ** ظهور بنتك الصغيرة فريدة في بره الدنيا يمثل علامة استفهام, خاصة أنك ضد فرض أولاد النجوم والمخرجين علي الوسط الفني؟ - إذا وجدت أن أحد أبنائي يحب الفن ولديه الموهبة ومؤهل بالفعل سوف أقف بجانبه وأسانده, أما إذا كان يهوي الفن بشكل خارجي كي يبحث عن الشهرة أو الفن فسوف أكون أول من يقف في طريقه ويحاربه في مستقبله, لأنني ضد المحسوبية في الفن خاصة أن هذه المهنة بالتحديد من الصعب أن تتوسط فيها للجمهور حتي يتقبله وفريدة مازالت صغيرة ولم تتبلور شخصيتها بعد وظهورها ليس مؤثرا في الأحداث بقدر ظهور للذكري فقط. ** وهل تعتقد أن الندرة في ظهور الوجوه الجديدة المتميزة, يعود علي إقحام أبناء الوسط علي الشاشة؟ الإحباط الفني الذي نمر به أحيانا سواء في الغناء أو التمثيل أو سينما وتليفزيون, سببه ليس إقحام المنتجين لهؤلاء, وإنما اقتحام هؤلاء لعالم الفن, وهم غير مؤهلين تماما لأن يكونوا فنانين تماما سواء في الطرب أو الفن إلي جانب أخلاقياتهم السيئة التي تسيء للفن كله, ويجب طردهم في أسرع وقت, ونحن الملومون بتدهور الفن, وسوء حالته في النهاية, بالرغم من أن الفنانين الحقيقيين في الساحة ملتزمون في شتي جوانب الحياة. ** لماذا لا تفكر في تقديم برنامج, وتسير علي درب العديد من النجوم أخيرا؟ بره الدنيا أهم من تقديم برنامج في الوقت الحالي, وإذا توقفت في احد الأعوام قد أتخذ هذه الخطوة. ** وما السبب في اتجاه بعض الفنانين لتقديم البرامج؟ قد يكون هناك عدة أسباب منها توقف الفنان عن التمثيل في وقت ما, فاتجه لنشاط آخر مثل تقديم البرامج حتي تسير الحياة ماديا ويوجد علي الساحة, وليس شرطا أن يكون برنامجا ممكن إعلان لتزويد دخله, والموضوع كله يخضع للعرض والطلب في السوق, وعملنا له أكثر من خط يجب أن يكون جيدا شكلا فنيا, وجيدا ماديا, وله تأثير ايجابي علي الجمهور دون شرط أن يكون سياسيا أو اجتماعيا فمتعة الجمهور وتسليته عتبر أن شكل ايجابيا وسط همومه اليومية, لأن الفن متعة وتجار ة وصناعة. ** لماذا لا تبقي الدراما حاليا في أذهان المشاهد بالمقارنة بالأعمال القديمة ؟ بالعكس الدراما الحالية مؤثرة لكن عدم وجود مسلسلات ذات أجزاء وتعدد النجوم في عمل واحد يعود لعدة أسباب منها تعدد القنوات الفضائية والكل ينتج لملء هذه الساعات ومنها الجيد والسييء, ثانيا الظروف الاجتماعية للمسلسلات القديمة مع ظروف نجومها ومكانتهم الفنية في هذا الوقت إذا رصدناها سنجدها مختلفة عن هذا الوقت من حيث النشاط السينمائي والتليفزيوني للفنان, والسينما كانت مختلفة من حيث عدد دور العرض ومنظومة الإنتاج. ** هل نواجه أزمة كتاب في الدراما حاليا؟ بالعكس, نحن أحسن حالا من ذي قبل سواء في السينما أو الدراما, من حيث التقنية والجودة, الاحداث باتت متعددة وسقف الحرية ارتفع, وأصبحت هناك جمل حوارية كان من الصعب تنفيذها في الماضي. ** اين أنت من السينما الفترة المقبلة؟ لدي ثلاثة أعمال لم استقر بعد علي أي منها للبدء به أولا لحين الانتهاء من مسلسل بره الدنيا والاطمئنان علي ردود أفعال الجمهور من بينهم فكرتان للمؤلف عمر سمير عاطف الذي كتب فيلم أولاد العم, والآخر مع المخرج حاتم فريد الذي تعاونت معه في فيلم نقطة رجوع وهو عمل رومانسي كوميدي.