قضيت الأسبوع الماضي مع مهرجان صغير للضحك.. حيث نظمت وزارة الثقافة مسابقة لفرق الشباب المسرحية الحرة تشجيعا لهم وللحركة المسرحية عامة. وحينما دعيت لكي أكون عضوا بلجنة التحكيم, رحبت بتلك المبادرة.. إذ وجدت فيها فرصة للاطلاع المركز علي تفكير الشباب المسرحي وتوجهاتهم وبالفعل اكتشفت علاوة علي العناصرالشابة الصاعدة طريقة مستحدثة لديهم في الضحك أو علي الأصح الإضحاك. بداية اختارت الفرق المسرحية المتسابقة موضوعات لأعمالهم تتعلق أساسا بمشاكلهم الناجمة من مشاكل البلد نفسها.. هذا من حيث الموضوعات, أما من حيث الضحك, فلم يعتمدوا كمن سبقوهم من الراسخين علي كوميديا الموقف والتي تحتاج إلي خبرة وممارسة وإنما اعتمدوا علي المفارقة اللفظية والتي تعتمد أساسا علي الخبرة التليفزيونية, أي علي حصيلتهم من إدمان الفرجة علي التليفزيون.. سواء المسلسلات أو الإعلانات, فاللفظة تشير خارج معناها في العرض إلي لقطة أخري مشابهة وينتج الضحك ساعتها من المفارقة بين اللفظين.. ولأن الجمهور في معظمه كان من الشباب, لذلك كان رد الفعل سريعا. ولقد ربطت بين هذا النوع من الكوميديا اللفظية في مسرح الشباب وبين نظيره في سينما الشباب أيضا حتي يكاد يكون منهجا( فيما عدا الأفلام المنقولة أو المقتبسة عن أفلام أجنبية, حيث تكون المواقف سابقة الإعداد وجاهزة). الملاحظة الثانية أن الثقافة العامة لدي الشباب محدودة أو كما لو كانوا يتناولونها بطريقة( التيك أواي) يتبدي ذلك حين يتعرضون لقضايا كبيرة في موضوعاتهم, خاصة السياسية. ** * ذهبت الجائزة الأولي لعرض شبه متماسك تحت عنوان( لما روحي طلعت) وهو مقتبس بشكل ما عن مسرحية فاوست للشاعر الألماني جوتة.. وهي عن شاب محبط اجتماعيا بسبب الفقر يلجأ للانتحار وترفض روحه العودة إليه فتتلبسه عدة أرواح أخري تمثل القوة والسيطرة ولا مانع الراقصة معهم.. لكن تلك الأرواح توقعه في مشاكل كثيرة.. فيلجأ أخيرا لروحه الأصلية القديمة والتي تشترط شروطا للعودة إليه.. والمسرحية كما هو واضح تعبر عن رغبة داخلية لدي الشباب لا تصل لمرحلة التنفيذ. ** * الضحك علاج لمعظم الأمراض العصرية.. وكما يقول الخبراء: إن من يضحك أو يذهب إلي العروض المضحكة كثيرا لا يذهب عادة لطبيب القلب. وقد سعدت لستة عروض ضاحكة في أسبوع واحد.. فشكرا لقطاع الإنتاج الثقافي الذي رعي المهرجان الأول من نوعه ولرئيسه دينامو الحركة المسرحية د. أشرف زكي. [email protected]