بالرغم من الدور الكبير الذي لعبه فينسنتي دل بوسكي في قيادة اسبانيا للعبور إلي المباراة النهائية لكأس العالم لأول مرة في تاريخها, إلا أن مجد اسبانيا الحقيقي بدأ قبل ظهور دل بوسكي في المنصب متسلحا بجيل مميز من اللاعبين صنعه دوليا لويس أراجونيس. صاحب الاسم هو المدير الفني السابق للماتادور أو الرجل الشجاع الذي صنع لاسبانيا منتخبا تفخر به, وأنهي كل تعقيدات الماضي بما يحمل من سلبيات سقط معها المنتخب في عشرات المواجهات والبطولات, ويستحق أن يكون البطل السري في إنجاز اسبانيا الحالي, ويملك لويس أراجونيس أيادي بيضاء علي المنتخب الاسباني خلال ولاية دامت4 أعوام بدأت عام2004 وانتهت مع إحرازه لقب كأس الأمم الأوروبية عام2008, ورفضه تجديد تعاقده بعدها لرغبته في العودة للعمل مع الأندية. لويس أراجونيس هو المدرب الذي قدم لاسبانيا أفضل أجيالها الكروية التي تتألق الآن مع خليفته في المنصب فينسنتي دل بوسكي. محاسن لويس أراجونيس لها عدة عوامل أبرزها تقديم جيل مميز من اللاعبين ظهروا تحت قيادته ونالوا فرصتهم في اللعب الدولي وهم لا يزالون في مقتبل العمر دون الحادية والعشرين عاما, فهو عندما تولي المهمة عام2004 منح الفرصة كاملة لفيرناندو توريس, وأندرياس إنييستا, وديفيد سيلفا, وسيرجيو راموس, وسيسك فابريجاس للمشاركة بصفة أساسية وهم في بدء الرحلة الكروية, كذلك منح لاعبين عانوا من وجودهم علي الدوام في دكة البدلاء الفرصة للعب ونيل حقهم الشرعي في قيادة المنتخب, وأبرزهم ديفيد فيا رأس الحربة الذي نال فرصته علي حساب راءول جونزاليس, وبات يقترب من تحطيم رقمه التهديفي القياسي مع المنتخب. وظهر علي الصعيد الدولي تشافي ألونسو لاعب الوسط المدافع, وكابديفيلا الظهير الأيسر, وبالنظر إلي القوام الأساسي الذي يلعب الآن في المونديال مع اسبانيا تجد أن نفس الجيل الحائز مع لويس أراجونيس لقب كأس الأمم الأوروبية عدا دخول بوسكيتس لاعب وسط برشلونة الصاعد, وزميله جيرارد بيكيه قلب الدفاع للقوام الأساسي وكلاهما ظهر في فترة ما بعد رحيل أراجونيس عن تدريب الماتادور. ومن أهم الإيجابيات أيضا ما فعله أراجونيس كمدير فني في قراره الشهير في سبتمبر2006 عندما قرر استبعاد راءول جونزاليس الهداف التاريخي لاسبانيا, قائد ريال مدريد من القائمة, وقال في مؤتمر صحفي: راءول لاعب كبير لكنه لم يمنح اسبانيا بطولات في12 عاما, قميصه الرقم7 سيذهب إلي من أراه أفضل مهاجم أوروبي الآن وهو ديفيد فيا, قد تظنون أنه قرار خاطئ ولا تعتبرون أن فيا هو الأنسب لقيادة هجوم اسبانيا, لكني أراه الأفضل وسأفوز بالرهان. وتعرض المدرب العجوز لهجوم إعلامي لاذع من رجال الصحافة والإعلام في العاصمة الاسبانية مدريد بسبب القرار, لكنه أثبت صحة وجهة نظره سريعا بعد أن أصبح ديفيد فيا حتي ساعات من مواجهة هولندا ثاني أفضل هداف لاسبانيا ولا يفصله عن راءول سوي هدف, علما بأنه خاض عدد لقاءات دولية أقل بكثير مما خاضها راءول, ولديه فرصة ذهبية لأن يصبح الهداف التاريخي خاصة أنه لايزال في التاسعة والعشرين من عمره, ويعتبر ديفيد فيا هو أهم نجم كروي لاسبانيا في المونديال بعد إحرازه5 أهداف لعبت دور البطولة في بلوغ الماتادور المباراة النهائية, وهو متصدر قائمة الهدافين حاليا. ومن الإيجابيات زرع أراجونيس روح البطولة في صدور لاعبي اسبانيا, وهو ما كان يفتقده الماتادور طيلة عقود, هو عنصر يعترف به اللاعبون الكبار الذين أكدوا أن سخرية أراجونيس منهم عند قيادته لهم وترديده الدائم أنهم لاعبو أندية ومساعدون للأجانب في صفوف أنديتهم, صنع بداخلهم روحا كبيرة وتحديا ورغبة في الفوز, كما يحسب لأراجونيس إنهاء ما تسمي فتنة برشلونة وريال مدريد التي كانت تسيطر علي علاقة اللاعبين الاسبان في المعسكرات ولا أحد ينسي أنه المدير الفني الذي قام بتحديد غرف اللاعبين بحيث تضم لاعبين أحدهما من الريال والثاني من برشلونة, وزرع روح الحب فيما بينهم, وأكده ايكر كاسياس قائد المنتخب بعد حملة كأس الأمم الأوروبية عام2008 عندما قال: لم نعد نفكر في الأندية التي نلعب لها عندما ننضم إلي المنتخب.