هل من العدل والأمانة تجاه هذا الوطن, وتجاه أهلنا في سيناء أن نسمي هؤلاء بدو سيناء ونتعامل معهم باعتبارهم يمثلون أهلنا في سيناء لم تتعامل الدولة ولا المجتمع مع صعيد مصر في النصف الأول من القرن الماضي باعتباره منطقة محرمة خارجة عن القانون, ولم يتم اعتبار الصعايدة جميعهم وقتها خارجين عن القانون, لأنه كان من بينهم خط الصعيد بضم الخاء وتم التعامل مع الخارج عن القانون هو ومجموعته التابعة, وفي ذلك الوقت وقت مواجهات الأمن مع الخط لم نسمع أو نقرأ عن أن هذه المواجهات كانت تدور بين الصعايدة والأمن, بل كانت في حدودها: مواجهات بين الأمن والخارجين عن القانون, وهذا هو الوضع الذي يجب أن نتعامل به هذه الأيام مع ما يحدث في سيناء, فمن الخطأ, بل من الجرم تجاه هذا الوطن أن يتحول الحديث عن مواجهات بين رجال الامن وبعض الخارجين عن القانون من أهل سيناء بأن يتم تناولها بأنها مواجهة بين بدو سيناء والأمن المصري, ما أرجوه من زملائنا الصحفيين والمحللين, ومن يتطوع للحديث بالكتابة أو إبداء الرأي أن يحرصوا علي تأكيد ذلك الفارق الجوهري والحيوي, ما يحدث في سيناء ليس مواجهة بين بدو سيناء والأمن. التعامل مع هذا الموضوع بهذه الزاوية الخطأ سيخلق شعورا متزايدا بالتوتر لدي أهالينا في سيناء, وليس من المقبول أن تتم معالجة هذه القضية في ظل ذلك التصنيف المتعسف, وأن يخرج علينا بعض الزملاء للحديث عن البدو الذين يشهرون مطالبهم السبعة في وجه الداخلية, وأن يكون المطلوب الأول لدي الأمن أحد المصادر المهمة في التعامل الإعلامي, وأن تفتح الساحة الإعلامية أمام هاربين من وجه العدالة لكي يضعوا شروطهم والأخطر أن يتم تقديمها باعتبارها مطالب للبدو. الأكثر من ذلك أن يقوم هؤلاء الخارجون عن القانون بعقد مؤتمر صحفي وصفه أحد الزملاء تحت عنوان' قبائل سيناء تعرض مطالبها اليوم في مؤتمر صحفي عالمي', ويكون ذلك المؤتمر' العالمي' الذي عقد بالأمس هو عبارة عن اثنين من المطلوبين للعدالة و الهاربين من أهالي سيناء أمام عدد قليل من الصحفيين, يقف فيه أحد هذين الخارجين علي القانون يحمل في يده سيجارة ملفوفة بالحشيش في تحد واضح أمام قليل من الصحفيين ليضع ما سماه مطالب البدو, وأسأل جميع الزملاء هنا: هل من العدل والأمانة تجاه هذا الوطن, وتجاه أهلنا في سيناء أن نسمي هؤلاء بدو سيناء ونتعامل معهم باعتبارهم يمثلون أهلنا في سيناء, لا أملك إلا أن أقول: حرام علينا جميعا إن نفخنا في النار بهذا الأسلوب حتي لو كنا لا ندري. الصعايدة لم يكونوا خارجين عن القانون عندما كان بينهم الخط بضم الخاء وأهلنا في سيناء ليسوا خارجين عن القانون لأن بينهم خطا جديدا. [email protected]