وأعود وأذكر مرة أخري أنه في أوائل القرن الماضي حين كانت هناك مواجهة بين خط الصعيد و قوات الأمن لم يحدث أن قال أحد إن هناك مواجهة بين الصعايدة والدولة ولم أقرأ أو أسمع أن صحيفة من الصحف في تلك الفترة أفردت له صفحات عن بطولاته كبطل مغوار. كان من الغريب جدا أن أجد صورة سالم أبو لافي الذي يصلح أن نطلق عليه لقب خط سيناء وهو علي الصفحات الأولي للصحف حاملا في يده اليمني سيجارة ملفوفة بالحشيش, ويرفع يده الأخري بعلامة النصر متحديا النظام و السلطة و العرف وما تعلمناه من أصول مهنية وصحفية, و يصح في هذه الحالة التساؤل الذي تساءله أحد الأصدقاء: هل يحدث هذا في مصر أم أنه يحدث في كولومبيا, هل يمكن أن يحدث هذا في دولة بها قدر من العقل والمنطق, وأن يفسح المجال من أجل خارج علي القانون ليجري مؤتمرا صحفيا, تتصدر صوره الصفحات الأولي للصحف, وتتسابق شاشات الفضائيات من أجل تصويره وعرضه, لا يمكن أن يحدث هذا إلا في دولة تسيطر عليها عصابات المخدرات, ولا وجود فيها لأي نظام. أعود إلي سالم أبو لافي الذي يتم التعامل معه علي أنه كان الممثل الأصيل والوحيد للبدو في سيناء, وهذا هو الخطأ الكبير الذي يقع فيه العديد من الزملاء الإعلاميين والصحفيين, فأبو لافي ومن معه ليسوا سوي مجموعة من الخارجين علي القانون, من منطقة سيناء, ولا يصح أن يتم التعامل معهم بأنهم' بدو سيناء' جميعهم, وأن مطالبهم هي مطالب أهل سيناء, وليس من المناسب التعامل مع خارج علي القانون علي أنه ممثل أهل سيناء, ومن الجرم في حق الوطن أن نقع في هذا اللبس الخطير ولمن لا يعرف سالم أبو لافي, تم احتجازه عام2008 علي إثر تصاعد احتجاجات أهالي سيناء عند الحدود مع إسرائيل بسبب مقتل4 من أبناء قبيلة الترابين والرياشات برصاص الشرطة, وهو أحد الذين توسطوا لتحرير العميد حسن كامل أحد قيادات قطاع الأمن المركزي برفح وبرفقته51 جنديا من قوات الأمن المركزي, والهارب من سيارة الترحيلات بسيناء في3 فبراير الماضي, و المتهم في قتل النقيب أحمد أسامة معاون مباحث بئر العبد والشرطي سيد غريب إسماعيل. ويظل التساؤل مطروحا: هل يتم التعامل مع الخارج علي القانون, والمتهم في مواجهة الدولة, علي اعتبار أنه ممثل سيناء في وسائل الإعلام التي تنادي بسيادة القانون وتنتقد الخروج عليه, ما يحدث يحتاج إلي وقفة عاقلة من كل الأطراف في العمل السياسي والإعلامي, ومن مسئولي الدولة, فلا يمكن أن نعمل علي هدم هيبة الدولة, ولا ينبغي أن نصم أهل سيناء بما ليس فيهم, ولا أن نعتبر خارجا علي القانون ممثلا لمنطقة كاملة من الوطن. وأعود وأذكر مرة أخري أنه في أوائل القرن الماضي حين كانت هناك مواجهة بين خط الصعيد و قوات الأمن لم يحدث أن قال أحد إن هناك مواجهة بين الصعايدة والدولة, ولم أقرأ أو أسمع أن صحيفة من الصحف في تلك الفترة أفردت له صفحات عن بطولاته كبطل مغوار. تلك الصورة, وذلك الأسلوب في التعامل مع هذه القضية والخلط بين الخارجين علي القانون وأهالي سيناء, ما هي إلا خناجر في جسد هذا الوطن حتي لو لم يقصد الضاربون أن تكون النتيجة هي طعناتهم.