في بداية تحرك حزبي مكثف استعدادا لانتخابات مجلس الشعب, جاء اجتماع المجلس الأعلي للسياسات أمس بحضور السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني حيث ركز الاجتماع الذي بدأ بتقرير من السيد جمال مبارك أمين السياسات علي عدة قضايا مهمة شملت المحاور الأساسية لبرنامج الحزب الوطني الذي سيطرحه في الانتخابات البرلمانية المقبلة وفي مقدمتها سياسات التشغيل وتحسين الأحوال المعيشية للمواطنين والتنمية البشرية والتعليم العام والفني, والتدريب المهني, وكذا السياسات الزراعية والإدارة الرشيدة للمياه, وقضايا الأسعار والتأمين الصحي والاسكان والتعامل مع العشوائيات وسياسات مكافحة الفساد وقضايا الشباب. وقد دارت مناقشات موسعة حول هذه المحاور أكدت ضرورة أن يتضمن برنامج الحزب الوطني حلولا واقعية لجميع القضايا المطروحة والسعي نحو إيجاد آليات جديدة تنهض بحياة المواطنين وتتعامل مع مشاكلهم. وفي هذا السياق أكد السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب خلال الاجتماع أهمية اجراء مناقشات مفتوحة حول البرنامج الانتخابي للحزب الوطني في الانتخابات, مؤكدا أن الحزب حينما يطرح برنامجه في الانتخابات فإنه لا يبدأ من فراغ بل أن لديه رصيدا كبيرا من الانجازات ويبني برنامجه أيضا علي برنامج رئاسي تم انجاز نسبة كبيرة منه وسيتم استكماله مع وضع أطر جديدة فرضتها المتغيرات. وكشف الشريف عن أن الحزب الوطني سيخوض الانتخابات علي444 مقعدا بالاضافة الي64 مقعدا للمرأة. ووجه الأمين العام للحزب عدة رسائل في كلمته في مقدمتها أهمية مدونات الشارع التي يعبر عنها العمال والفلاحون وغيرهم من الفئات المختلفة, وضرورة التعامل معها وحل مشاكلها, وذكر الشريف أنه لدينا برنامج مفصل وواقعي في حين يقدم الآخرون كلاما مرسلا. وأكد الشريف أن الحزب ضد الفساد وأنه لن يقبل بوجود أي فاسد مهما كان موقعه وطلب من الحكومة سرعة التصدي للفساد مؤكدا أن الحزب الوطني لديه انجازات ولديه زعامة قادرة علي التغيير والرئيس مبارك هو الذي أطلق حركة التغيير في مصر. وطالب الشريف كوادر الحزب بالواقعية والابتعاد عن التصريحات غير الواقعية التي تهز مصداقية الحزب مع التأكيد علي أهمية بناء جسور الثقة مع المواطنين لمواجهة حملات التشكيك من خلال طرح الحقائق وسرعة التعامل مع القضايا محل الجدل في المجتمع. وكشف الشريف أن انتخابات الشوري كشفت عن أن هناك متغيرات في الشارع المصري تتطلب التعامل معها والتنسيق الكامل مع الحكومة. وأكد الشريف: أهمية أن يعكس برنامج الحزب أولويات واحتياجات المواطنين وأهمية مشاركة كوادر الحزب بالمحافظات في إعداد البرنامج مشيرا الي ضرورة دراسة الجوانب المختلفة لتجربة انتخابات الشوري والاستفادة من دروسها بعد أن دخل الحزب هذه الانتخابات بتنظيم قوي وتمت إدارة الانتخابات بالتزام حزبي شديد وهو ما سيوفر فرصة كبيرة في خوض انتخابات مجلس الشعب المقبلة. وأشار الأمين العام الي أهمية البعد الاجتماعي للبرنامج الانتخابي وأهمية تبني القضايا المحلية التي تهم المواطنين خاصة العدالة الاجتماعية وتحسين مستوي معيشة المواطنين. من جانبه أكد السيد جمال مبارك الأمين العام للسياسات أن الحزب يستهدف التقدم ببرنامج طموح وشامل يطرح رؤية الحزب الوطني للسنوات المقبلة موضحا أن الحزب لا يبدأ من فراغ بل يبني علي انجازات وحجم متراكم من السياسات التي تمت داخل الحزب وسوف يتم استخدام هذه المحصلة في المرحلة المقبلة. وأشار أمين السياسات الي أن الشهرين المقبلين سوف يشهدان مناقشات موسعة داخل المستويات الحزبية المختلفة للحزب لمناقشة محاور البرنامج الانتخابي وسوف يشارك في هذا النقاش لجان السياسات المختلفة والأمانات المركزية والمحافظات حتي مستوي الوحدات الحزبية كما أن الحزب انتهي من إجراء استطلاع شامل للرأي العام حول معظم السياسات العامة المختلفة وسوف يستخدم نتائج الاستطلاع في الاعداد للبرنامج الانتخابي مشيرا الي أن هناك تنسيقا كاملا مع الحكومة في إعداد البرنامج الانتخابي, وخاصة ما يتعلق بوضع رؤية واضحة وعلمية للموازنة العامة في السنوات المقبلة مشيرا الي أنه سيتم اجراء حصر موضوعي لما تم الالتزام به وتنفيذه في البرنامج الانتخابي والخدمات وأوجه القصور التي تواجه التنفيذ. وصرح الدكتور محمد كمال عضو هيئة مكتب أمانة السياسات عقب الاجتماع بأن السيد جمال مبارك أكد خلال الاجتماع أن البرنامج الانتخابي للحزب يتضمن أيضا برامج محلية للدوائر المختلفة وأن الحزب يخوض انتخابات مجلس الشعب هذه المرة في ظل تحديات جديدة وتطلعات جديدة للمواطنين وتشابك بين قضايا الداخل والخارج مشيرا الي أن القضايا الثقافية سوف تحظي باهتمام في البرنامج حيث سيكون هناك جزء من البرنامج الانتخابي حول السياسات الثقافية المختلفة والنهوض بها في المرحلة المقبلة.