أكد العالم الدكتور فاروق الباز رئيس مركز أبحاث الفضاء بجامعة بوسطن الأمريكية أنه عالم جيولوجيا فقط وليس سياسيا محنكا ولهذا لا يستطيع المشاركة في الحياة السياسية وقال الباز في حواره مع الأهرام المسائي إن الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية عالم جليل ولكنه ليس سياسيا, ويجب أن يكون له اولا منهج واضح حتي ينتخبه أو يرشحه لرئاسة الجمهورية, مضيفا أن عليه أي البرادعي خوض الانتخابات الرئاسية عن طريق الأحزاب السياسية الموجودة حاليا بدلا من المطالبة بتغيير مواد في الدستور. كما تحدث العالم الكبير عن حال البحث العلمي في مصر والوطن العربي وعن الشباب ومشروعه للتنمية وغيرها من الموضوعات في هذا الحوار: * هل فكرت في المشاركة في الحياة السياسية في مصر؟** أنا عالم جيولوجيا فقط ولست سياسيا محنكا, والمشكلة في مصر أن كل واحد يري في نفسه أنه يصلح لجميع الأشياء, ولكن في الحقيقة لا يصلح لشيء, فيجب أن نتعلم التخصص حتي نستطيع التفوق. * وكيف تري المناخ السياسي في مصر حاليا؟ ** المناخ السياسي في مصر شهد تطورا ملحوظا خلال السنوات القليلة الماضية, حيث ظهرت العديد من الحركات الاحتجاجية والمعارضة للحكومة, ولكن تلك الحركات ينقصها تحديد الهدف الذي تسعي إليه وتهدف إلي تحقيقه. * وما رأيك في النشاط السياسي الذي يقوم به الدكتور محمد البرادعي وفكرة ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية؟ ** الدكتور محمد البرادعي صديق وعالم جليل, ولكن ليس سياسيا, وليس له منهج واضح ومحدد لكي أنتخبه أو حتي أرشحه لرئاسة الجمهورية, فالبرادعي يطالب بتغيير مواد في الدستور لكي يترشح لانتخابات الرئاسة وهذا خطأ لأنه يجب عليه خوض تلك الانتخابات عن طريق الأحزاب السياسية الموجودة حاليا. * وكيف تري الأحزاب السياسية في مصر حاليا؟ ** الأحزاب المصرية في حالة بيات شتوي, يعني مفيش أحزاب بالمعني الدقيق, فقد تراجع دورها في السنوات الماضية بشكل ملحوظ بسبب عدم وضع منهج محدد لها. * هذا عن الجانب السياسي فكيف تري حال البحث العلمي في مصر؟ ** البحث العلمي في مصر يسير بخطوات ثابتة ولكن تجب زيادة الميزانية التي تنفق عليه من أجل حدوث تقدم حقيقي في شتي سبل الحياة, فميزانية البحث العلمي يجب أن تزيد إلي خمسة أضعاف علي الأقل لكي نحقق تقدما حقيقيا. * ما رأيك في الجهود التي تبذلها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وصندوق العلوم والتنمية التكنولوجية لعودة العلماء المصريين من الخارج؟ ** هذه محاولات طيبة ولكن الميزانية التي يخصصها الصندوق لا تكفي سوي لعلماء شباب وليس للعلماء ذوي الخبرة, حيث يقدم صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية مبلغ20 ألف جنيه كراتب شهري للعالم القادم من الخارج ومعملا بتكلفة5 ملايين جنيه ونحو مليون جنيه سنويا للصرف علي الأبحاث وهذه الميزانية محدودة ولا تكفي لتحقيق تقدم. * كلما تحدثنا عن البحث العلمي وعن ضرورة أن تتبني مصر مشروعا قوميا, واجهتنا مشكلة قلة الموارد فكيف تري ذلك؟ ** هذه حقيقة أن مصر تعاني من نقص في الموارد وهذا يعطل البحث العلمي, ولكن إذا وضعت الدولة مشروعا محددا وسخرت له جزءا كبيرا من ميزانية الدولة, وتم ذلك بطريقة مدروسة سوف يحقق عائدا كبيرا في غضون سنوات قليلة فمثلا إيطاليا بعد الحرب العالمية الثانية سخرت كل طاقتها ومواردها لانتاج الفسبا الإيطالية وأصبحت تلك الدراجة المنقذ الايطالي من الانهيار الاقتصادي. * وكيف تنظر إلي الشباب في مصر؟ ** تسود حالة من اليأس بين الشباب, والبعض منهم يعتقد أن الأوضاع سواء السياسية أو الاقتصادية سوف تسوء أكثر خلال السنوات القادمة بسبب ارتفاع البطالة وانتشار الرشوة والوساطة. * وماذا عن الباحثين الشباب في مصر تحديدا؟ ** أولا يجب أن يكون هؤلاء الباحثون علي ثقة في أنفسهم وأنهم ليسوا أقل من الباحثين في الدول المتقدمة, ويجب أن يكونوا حريصين علي الاطلاع والمشاركة في المؤتمرات والأبحاث العلمية, وتكون لهم أهداف محددة يسعون إلي تحقيقها لأن البحث العلمي يحتاج إلي صبر وإرادة قوية للوصول إلي نتائج. * إلي أين وصل مشروعك ممر التنمية؟ ** قام الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بتشكيل لجنة وزارية لدراسة المشروع واستغرقت الدراسة نحو18 شهرا وكتب الدكتور عثمان محمد عثمان وزير التنمية الاقتصادية الذي كان يرأس اللجنة تقريرا يؤكد فيه أن هذا المشروع هو الأمل الوحيد لحدوث تنمية حقيقية في مصر لأنه سوف يكون حلقة الوصل بين جميع محافظات الجمهورية وسوف يسهم في جعل توشكي منطقة حيوية لجذب الاستثمارات الزراعية, بالإضافة إلي أن ممر التنمية سوف يساعد في حل مشكلة التكدس الموجودة في القاهرة ومحافظات الصعيد في المستقبل. * وكم تبلغ تكلفة تنفيذ هذا المشروع؟ ** كانت التكلفة في الثمانينيات نحو6 مليارات دولار فقط, ولكن الآن ونظرا لارتفاع الأسعار وصلت التكلفة إلي24 مليار دولار. * وهل يمكن أن يشارك القطاع الخاص في هذا المشروع؟ ** أنا لست صاحب قرار في ذلك ولكن ما المانع ما دام المشروع سيتم تنفيذه ويحقق تقدما وتنمية حقيقية لمصر. * متي نري رائد فضاء مصري؟ ** بأوضاع البحث العلمي الحالي لن نري ذلك قريبا ولكن يمكن تحقيق ذلك في المستقبل إن سعت الحكومة إلي ذلك. * ما علاقة العرب بالفضاء؟ ** علاقة العرب بالفضاء مقصورة علي إطلاق أقمار صناعية, فمصر تمتلك قمرين ولكنهما ليسا صناعة مصرية ولكن نستطيع أن نستخدمهما في التقاط الصور الفضائية والإعلام فقط. * هل تتوقع أن تنفق الدول العربية علي مشروع واحد لأبحاث الفضاء من أجل مواكبة الدول المتقدمة؟ ** مازال التفكير العربي محدودا, والدول العربية لم يسبق لها أن تتفق علي شيء, لكن بعض الدول تهتم بالبحث عن الزعامة وليس بالعلم والتقدم. * ولماذا تقدمت إسرائيل في البحث العلمي؟ ** الحكومة الإسرائيلية تهتم وتشجع العلم وتخصص نحو6% من ميزانية الدولة للأبحاث العلمية, كما أسهمت أمريكا بشكل كبير في تقدم إسرائيل وعلمتها كيفية أن تكون دولة صناعية تصنع دبابات وطائرات حربية وذلك يساعد علي زيادة موارد الدولة, وبالتالي يزيد الانفاق علي البحث العلمي. * هل مازلت حريصا علي زيارة مصر بشكل مستمر؟ ** نعم تقريبا أقوم بزيارة مصر خمس أو ست مرات سنويا. * وماذا تغير في الشارع المصري خلال السنوات الماضية؟ ** للأسف اختفت البسمة من علي وجوه المصريين لزيادة نسبة الفقر وانتشار الأمراض المزمنة.