ثار مشجعوا كرة القدم في العالم أجمع احتجاجا علي ظلم تحكيمي تعرض له المنتخب الإنجليزي و المنتخب المكسيكي في مباراتيهما مع نظيريهما الألماني و الأرجنتيني علي التوالي, مما ساهم في خروج المنتخبين من المونديال الأخطاء كانت جهارا نهارا تفقأ عين الشمس, و إعادات الكاميرا أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن الحكمين أخطآ لكنهما أبدا لم يعودا في قراراتهما, أو يستجيبا للضغوط لتصحيح خطأ لا يرقي الشك فيه. الصحف الغربية كلها انتقدت هذه الأخطاء و هاجمت الحكام و طالبت الاتحاد الدولي' فيفا' باتخاذ تدابير و تبني وسائل تتيح المراجعة أثناء المباراة بما يحفظ الحقوق. وسائل الإعلام المرئية أعادت وقائع أخطاء التحكيم عشرات بل ربما مئات المرات مصحوبة بإنتقادات من المعلقين و النقاد الرياضيين, مع إقتراحات عديدة لحماية الحقوق بدلا من البكاء علي اللبن المسكوب. اللاعبون المظلمون في الملعب احتجوا بحضارية و ببساطة علي الحكم, لكنهم لم يبدو أي اتجاه لاستخدام العنف أو يعبرو عن نقدهم بوسائل خارجة عن السلوك المتحضر, ثم عادوا لإستكمال المباراة' كأن شيئا لم يكن' حتي نهايتها. الإعلاميون الذين ثاروا للأخطاء الفادحة و نظموا الحملات المضادة و طالبوا بتعديلات في القانون و تطوير الوسائل التي تتيح حماية القانون, لم يبلغوا مرحلة السباب و لا الاتهام و لا التخوين و لا الإهانة لأعضاء' فيفا'. وسط كل هذه الضغوط الدولية التي طالت مئات الملايين من مشجعي و عشاق كرة القدم في العالم وقف رئيس جمهورية' فيفا' المعروف باسم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم صامدا و أعضاء جمهوريته رافضين التجاوب أو التفاهم مع الغاضبين. 'جمهورية فيفا' الأقوي في العالم, لم تخرج علينا منظمة حقوق إنسان ببيان تطالب فيه بمقاطعة الدولة الديكتاتورية المتصلبة, ولم يخرج علينا برلمان أو كونجرس من برلمانات العالم يطالب رئيس فيفا بالتخلي عن مقعده لإهداره حقوق المظلومين, او لتداول السلطة سلميا خوفا من ثورة مئات الملايين من عشاق اللعبة. 'فيفا' هو الأقوي... ولو كره المعارضون أصحاب الحق. [email protected]