منطقة أثرية تاريخية أصبحت مجرد أطلال تلك المنطقة بمحيط مديرية أمن الدقهلية وهي من أقدم المناطق بالدقهلية يعود عمرها إلي أكثر من مائة عام يعمل معظم المقيمين بها بمجال التجارة خاصة تجارة المحمول والأجهزة الكهربائية والقماش وعلي الرغم من إقامة عدة أبراج سكنية بالمنطقة إلا أن المنازل الأثرية تقف بجوارها. الانفجار المروع بالمنطقة أدي إلي تلفيات واسعة المدي بمسرح المنصورة التابع لوزارة الثقافة, ومسجد الصالح أيوب, إضافة لتدمير بعض نوافذ بطريركية الروم الكاثوليك الأثرية, وتلفيات بمقهي أندريا التراثي. لكن لم يحدث تصدعات في مبني بنك الإسكندرية التراثي, ودار ابن لقمان الأثري. ووسط أحداث الدمار تقف بعض سيدات بإحدي العقارات المنهارة باكيات يحاولن جمع أشلاء منزلهم الذي هدمت شرفاته ونوافذه جراء الانفجار.. تروي ليلي البحراوي قصتها قائلة إن منزلها هذا ورثته هي وشقيقتها عن والدهما ويعود إلي الثلاثينات من القرن الماضي وهو من المباني العريقة بالمنطقة. فيما يقول توفيق مصطفي عبد الوهاب مهندس: لدي وشقيقي هارون عدة محال لتجارة المحمول وصيانته ونحن نعمل حتي ساعة متأخرة يوميا وفور الانفجار نزل أخي علي الفور إلي محالنا لنجد البضائع وقد دمرت تماما ولدينا ائتمانات من عدة شركات وتوكيلات للمحمول ونتمني ان تصبر علينا تلك الشركات حتي لا يكون موت وخراب ديار. فيما قال هارون توفيق تاجر ومن المقيمين في المنطقة كنت أفضل أن أموت ولا أقوم بتجميع بضاعتي مهشمة ومحطمة علي هذا النحو فخسائرنا تقدر بالملايين. وعندما اقتربت من إحدي السيدات وقد ارتدت السواد, وتجهش بالبكاء لأسألها: هل لك قريب في هذا الحادث الإجرامي؟ أجابتني والدموع تتساقط من عينيها: كلهم إخواتي.. حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عمل كدا.. دول مش مسلمين, ولا حتي كفار.. ربنا ينتقم منهم. وتركت الأهالي هناك حيث تتسارع الخطي من كل الرجال والأجهزة الموجودة بمحيط مديرية الأمن, حيث رفع آثار الحادث من المكان, وبدء إصلاح ما أفسده الإرهابيون وأصحاب المحال التجارية الموجودة بمحيط مديرية الأمن, في حالة من الوجوم, وليس علي ألسنتهم سوي: حسبي الله ونعم الوكيل. ويقول أحد المهندسين المشرفين علي ترميم الموقع إن الوزارة بصدد اعتماد40 مليون جنيه لاستكمال ترميم مسرح المنصورة إلا أن باقي المباني تحتاج إلي ترميم خاصة الأثرية منها. ويتداول النشطاء الأثريون أن مسرح المنصورة يعود بناؤه لمائة عام وقد زاره الرئيس جمال عبدالناصر أثناء زيارته لمدينة المنصورة وغنت به كوكب الشرق أم كلثوم, وكانت وزارة الثقافة قد رصدت21 مليون جنيه لتطويره سبتمبر الماضي, وتبرعت عدد من الدول العربية الشقيقة لتحويله لدار أوبرا. أما جامع الصالح أيوب الكبير فيسمي الجامع المعلق ويعود عمره لعام1243 من عمر إنشاء مدينة المنصورة والتي تعود للعهد الأيوبي, وتم بناؤه علي الطراز المملوكي وقد تضرر سقفه الخشبي وجميع زجاج النوافذ والأبواب. أما بورصة أندريا التراثية فهي من أقدم المقاهي بالمدينة. وقد زارت لجنة هندسية تشكلت صباح الثلاثاء, الآثار المحطمة لتقدير حجم الخسائر الموجودة بالمسرح القومي, وأشار أحد أعضاء اللجنة إلي أن التقدير المبدئي حتي الآن يشير إلي حدوث تصدع كبير في المبني, بسبب اقترابه الشديد من مديرية الأمن. فيما نجت دار ابن لقمان التي تعد من اهم الآثار بالدقهلية والتي تبعد عدة امتار عن موقع الانفجار من الدمار. فيما شددت مديرية أمن الدقهلية, من الاحتياطات الأمنية حيث تم شن حملة أمنية مكبرة علي شارع جيهان وأحمد ماهر والترعة; لتفتيش المارة وضبط المنتمين لجماعة الإخوان والارهابيين. قال اللواء أحمد الإدكاوي, وكيل أول الوزارة السكرتير العام لمحافظة الدقهلية, تمت إزالة كل مخلفات التفجير من مسرح المنصورة القومي والأماكن المجاورة وجار ترميم المنطقة, والتكلفة المبدئية لإعادة ترميم وتأهيل مبني مديرية الأمن تبلغ15 مليون جنيه, أما مبني المسرح القومي فسيعاد بناؤه من جديد, وسيتكلف ما لا يقل عن16 مليون جنيه, وفقا لما حددته اللجنة كتكلفة مبدئية لإعادة البناء.! وقد رفضت الحركة فكرة إعادة البناء لما تعنيه من هدر للأثر. رابط دائم :