الاتهامات لثمانية اشخاص في اطار حملة واسعة لمكافحة الفساد تطال مقربين من رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي يواجه معارضة متزايدة قبل اربعة اشهر من الانتخابات البلدية. وبعد ثلاثة ايام من اعتقالهم علي ذمة التحقيق, امرت نيابة اسطنبول بسجن ثمانية اشخاص من بين عشرات اعتقلتهم الثلاثاء الماضي في اسطنبول وانقرة المديرية المالية في الشرطة في عملية مداهمة اثارت زوبعة سياسية غير مسبوقة في قمة الدولة التركية. واستمر مثول المعتقلين علي ذمة التحقيق أمس في مكاتب نيابة اسطنبول حيث ينتظر خصوصا وصول ابناء ثلاثة وزراء هم وزراء الاقتصاد والداخلية والبيئة ورئيس مصرف هالك بنكزي سليمان اصلان ورئيس بلدية فاتح في اسطنبول مصطفي دمير العضو في الحزب الحاكم. ويشتبه في تورطهم جميعا في اعمال فساد وتزوير وتبييض اموال في اطار ثلاث قضايا مرتبطة بصفقات عقارية عمومية وتحويل اموال وذهب بين تركيا وايران الخاضعة الي حظر دولي. علي صعيد متصل, اندلعت اشتباكات بين قوات الشرطة التركية, وعدد من أعضاء ما يسمي ب اتحاد المناضلين الذين توجهوا الي ميدان تقسيم بوسط اسطنبول لتنظيم تجمع تحت شعار هدم السجون والحرية للسجناء, بعد أن منعتهم القوات من الدخول أو الاقتراب من الميدان. وذكرت محطة سي.إن.إن تورك الإخبارية أمس أن قوات الأمن استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه بعد إصرار أعضاء الاتحاد ذو التوجه اليساري تنظيم هذا التجمع, فيما استخدم المتجمعون الحجارة والعصي, وإستمرت المطاردة حتي ساعة متأخرة من الليلة الماضية رغم الانخفاض الكبير في درجات الحرارة في اسطنبول بشمال غربي تركيا, وتمكنت قوات الشرطة من إلقاء القبض علي ثلاثة من المتظاهرين. في غضون ذلك, اعتبرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن فضيحة الفساد التي تقترب شيئا فشيئا من أردوغان حاليا لا تهدد فقط حكمه بل كشفت انقساما يتفاقم بينه وبين حليف سابق ويمزق الحكومة. وذكرت الصحيفة في تقرير أمس أن هذا الحليف هو الداعية التركي فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية والذي ينتمي إلي نوع من الإسلام الصوفي, ويقال إن أتباعه يشغلون مناصب هامة في الحكومة التركية بما في ذلك الشرطة والقضاء وكذلك التعليم ووسائل الإعلام والتجارة. وقالت الصحيفة إن تحقيقا بدأه كبير المدعين في إسطنبول طال العديد من رجال الأعمال المقربين من أردوغان ومن بينهم رجل أعمال كبير في مجال البناء وأبناء وزارء وغيرهم من موظفي الحكومة المشتركين في مشاريع بناء عامة وتخطيط عمراني. وأضافت أن أردوغان يتبع نفس الاستراتيجية التي استخدمها في معركته مع آلاف من المحتجين أكثر تحررا وعلمانيي الفكر هذا الصيف بسبب مشروعات تطوير في إحدي حدائق إسطنبول حيث قال إنه يحارب عصابة إجرامية لها صلات بالخارج في إشارة إلي غولن. وأشارت الصحيفة إلي أن هناك تقارير أفادت بمعارضة غولن لسياسة الحكومة التركية الخارجية النشطة في الشرق الأوسط خاصة دعمها لثوار سوريا, وكذلك للتعامل مع التوترات التي أثيرت في أزمة السفينة مافي مرمرة في عام2010 مع إسرائيل, مشيرة الي أن الأزمة السياسية المتصاعدة تؤكد تنامي نفوذ غولن داخل الدولة التركية والذي يهدد بتقسيم ما يحظي به أردوغان من دعم بين أوساط المحافظين قبيل سلسلة من الانتخابات علي مدار الأشهر ال18 المقبلة. رابط دائم :